رواية كبرياء الأحبة الفصل السابع عشر

 اللهم ارحم ابي و اسكنه فسيح جناته.

اللهم أجعل قبره روضه من رياض الجنه.


                  الفصل السابع عشر







لتتوقف أمامها بصدمة وهي تجد كريم جالس علي الفراش وبيده سكين حاد ينظر لها بعيون حمراء حتي أنه لم يتنبه لها.


ليهرع معاذ للداخل سريعاً ويأخذ منه السكين علي حين غفلة.


ليرفع كريم رأسه لمعاذ ويتحدث بكسرة :مقدرتش يا معاذ كنت خلاص هروح ليهم بس مردتش اغضب ربنا وأروح ليهم بذنوبي .


ليتنهد معاذ براحة:وهو يجلس جواره ويضع علي كتفه ويتحدث بعزم: كريم انتي اقوي من كده خليك واثق في ربنا أن الي حصل ده خير.


كريم بأسي:خير أن مراتي وعيالي يموتوا الموتي البشعة دي.


لتقترب رنا وتجلس جواره من الجهة الأخرى وتستند برأسها علي علي ذراعه وتردد بأسي:حرام عليك نفسك يا كريم  .


معاذ بثبات:خير يا كريم صدقني خير لعل الخير يكمن بالشر.


ليبتسم كريم بحسرة:شمس كانت حامل.


لتشهق رنا بصدمة:حامل ؟


كريم بدموع:أيوة حامل عرفنا قبلها بيوم.


معاذ بحزن:ربنا يعوضك بإذن الله يا كريم متيأسش ربك رب قلوب.


كريم بحزن:ونعم بالله......


.........


في فيلا أحمد.


تجلس خديجة في الصالون مع رغدة التي أتت لزيارتها.


لتتحدث رغد بحزن مصطنع: والله يا طنط كنت حابه اجي مع ماما العزاء بس خوفت أسبب احراج أو أعمل مشكلة.


خديجة بحزن:كتر خيرك يا بنتي.


رغد بفضول:هنا ماتوا ازاي ماما قالت حادثة عربية.


خديجة بحزن: أيوة.


رغد بعدم تصديق:ربنا يرحمهم وكريم أخباره ايه ؟


خديجة بحزن:حالته صعبة اوي وحابس نفسه في الشقة بتاعته.


رغدة بضيق:ليه كده عمرهم انتهي المفروض يعيش حياته مش يقعد يبكي علي الاطلال.


لتنظر لها خديجة بضيق: ودول مرته وعياله الي خسرهم عايزاه ينساهم عادي!


رغدة بتراجع:مش قصدي يا طنط بس الحزن في القلب .


خديجة بحزن:ربنا يصبر قلبه.


رغدة بتردد:هو مش المفروض كان هيتقدم ليا قبل الي حصل ؟


خديجة بضيق: أيوة.


رغدة بحذر:طيب هيتقدم إمتي ولا حابب يستني شوية.


لتنظر لها خديجة شذرا وتردد بتهكم:هو انتي متاكده انك عندك قلب وعقل زي البني ادمين طيب بلاش قلب عقل تفكري به جواز ايه واحفادي وأمهم دمهم مبردش وكريم حالته ما يعلم بيها الا ربنا وانتي جاية تقولي ليا جواز.


رغد بضيق:مجرد سؤال يا طنط عشان اعرف راسي من رجلي.


لتنهض خديجة وتتحدث بضيق:أنا هقوم انام عشان ارتاح نورتي.


لتنظر لها رغد بعدم تصديق فهي تقوم بطردها لتنهض بكبرياء وتردد ببرود:ده نورك يا طنط أنا كنت جاية اطمئن عليكي بس .


لتبتسم خديجة بفتور: شكرا.


لتغادر رغد بغيظ وتجلس خديجة مرة أخري بوهن وهي تردد بحزن:ربنا يرحمك يا شمس كان فين عقلي وانا ببلي أبني بالبلوة دي......


........


بعد مرور عدة أيام سافر ساجد برفقة سليم الي خارج بسرية تامة أما كريم مازال علي وضعه يرفض الخروج من المنزل إلا لزيارة قبر زوجته وأولاده فقط ويعود من جديد بشقته يتذكر ذكرياتهم سويا التي يحيي علي ذكراها فيموت المرء وتبقي الذي هي خير ونيس.


أما فيروز فمازالت بالشرقية هي ووالدتها التي تحسنت صحتها نوعا ما عن زي قبل........


........


في الشرقية.


في أحد الأيام تقف فيروز مع أسمي في المطبخ يعدون الغداء سويا وهم يتبدلوا الحديث والذكريات عن شمس لتسقط فيروز علي حسن غفلة مغشياً عليها لتصرخ أسمي يهلع ويحضر الجميع بالحال ويقوم سامر بحملها ويقوموا بالاتصال بالطبيب ليأتي ليطمأنهم عليها.


ليأتي الطبيب ويزف لهم البشارة بالخبر السعيد وهو حمل فيروز وبعدها يغادر الطبيب ويتركهم في فرحتهم..


………


في غرفة فيروز.


يلتف الجميع حولها بفرحة شديدة بينما تجلس سامية جوارها وتضمها بحنان وتردد بحزن:لولا الي احنا فيه والله كنت زغردت من الفرحة يا بنتي.


فيروز بحزن:شمس كانت هتفرح أوي يا ماما لو كانت موجودة.


سامية بدموع:أكيد حاسة بينا وفرحانة يا بنتي.


سهام بعتاب:خلاص بقي يا جماعة صلوا على النبي الخبر ده استنيناه كتير المفروض تفرحوا واكيد شمس حاسة بيكم وفرحانة.


ليصلي الجميع علي النبي ويردد سامر بلهفة:نكلم ساجد نفرحه.


فيروز برفض قاطع:لا.


صلاح بعدم فهم: ليه يا بنتي ؟


فيروز بالم:عشان يقدر يركز في شغله يا بابا دلوقتي شايل همي أنا وروز لما يعرف كمان موضوع حملي هيبقي مشتت اكتر.


سامر بتأكيد: أيوة عندك حق فاتتني دي فعلا.


سهام بحزن:بس الفكرة كنا نفرحه.


رؤوف بحكمة:لما يرجع بالسلامة نبقي نفرحه مش نقلقه وهو في الغربة.


سهام بحيرة:الي تشفوه....


.......


في اليوم التالي .


في مكان آخر وسط المقابر يجلس كريم بجوار قبر عائلته ومعه باقة من الزهور الحمراء والعديد من الألعاب ويتحدث بدموع:بردوا مش هتردوا عليا انتوا وحشتوني اوي جبت ليكي يا شمس الورد الچوري الي بتحبيه وجبتلك يا كوكي عروسة وأنت يا چيمي جبتلك العربية بريموت كنترول زي ما أنت عايز انت مش بتردوا عليا ليه ؟ وحشتوني اوي ليه مشيتوا وسيبتوني كنت خدوني معاكم مشيتوا وانتوا زعلانين مني سامحوني وتعالوا زروني حتي في المنام طمنوني عنكم لينهض بتثاقل واضعاً الاغراض أمام القبر وقام بقراءة الفاتحة وغادر المكان بخطي متثاقلة متجها لعمله لتجديد إجازته......


.......


في عيادة النساء والتوليد.


تنام رنا علي الفراش ويقف معاذ الي جوارها وتقوم الطبيبة لفحصها لتتحدث بإبتسامة:في بويضة حصل فيها إنقسام كمان.


معاذ بلهفة:يعني كده حامل في ٣ ؟


الطبيبة بإبتسامة: أيوة.


لينظر لرنا التي تشاهد الشاشة بصمت ودموعها تسيل على وجنتيها ويقبل جبينها ويردد بحنان:شوفتي يا رنا عوض ربنا بيبقي شكله إزاي.


رنا بدموع: عندك حق ربنا لما بيأخر حاجة عننا بياخرها عشان يراضينا بالي احسن منها......


.......


يصل كريم الي  الجامعة ويتجه لمكتب العميد يسلم عليه  ويقدم طلب تجديد الإجازة وافق العميد نظرا لحالته النفسية والصحية ليغادر بعدها كريم ليضب بعض الأغراض من مكتبه بشرود تام.


ليتفاجئ بباب المكتب يفتح دون طرق وتدخل رغد بإبتسامة وهي تركض تجاهه بلهفة:كريم مصدقتش نفسي لما عرفت انك جيت.


لتسود عين كريم ويقترب منها بغل ويقوم بخنقها وهو يردد بجنون:هقتلك يا زبالة انتي السبب في الي حصل انتي السبب في موتهم هقتلك.


لتحاول فك قبضته من حول عنقها وهي تجاهد في آخذ نفسها بتقطع دون فائدة فقوة كريم تفوقها أضعافاً كما انه ليس بكامل قواه العقلية .


لتاتي النجدة من السماء عندما دخل سامر المكتب بلهفة وقام بفك يد كريم من حول عنقها وسقطت هي أرضا وهي تسعل بشدة وتحاول آخذ أنفاسها.


ليحاول كريم إبعاد يد سامر التي تكبله ويتحدث بجنون:سيبني يا سامر سيبني اقتل الزبالة هي السبب في موتهم هي السبب حتة عيلة كانت فاكرة أنها بتلعب عليا بعد ما غلطة مع زميلها وأنا سكت ومردتش افضحها وقولت اشوف آخرها وأعاقب شمس ليكمل بدموع كنت بغيظ شمس عشان تعقل معرفش اني كنت بقطع اخر خيط ما بينا.


لينظر سامر لرغد بإشمئزاز ويتحدث أمرا:بره لو كلمة واحدة من الي حصل طلعت بره المكتب ده متلوميش غير نفسك فاهمة.


لتردد رغد بذعر: فاهمة فاهمة لتنهض سريعا وتغادر المكتب ليبثق كريم في آثرها بتقزز.


ليبتعد عنه سامر ويتحدث بعتاب: معقول الي أنت كنت هتعمله ده الحمد لله أن الطرقة كانت فاضية وانا معدي.


كريم بالمبالاة:ولا هيفرق معايا كنت هموتها وأتسجن طيب ياريت عشان اخد اعدام وارتاح من الي أنا فيه.


سامر بعدم تصديق: كريم أنا من رأي انك تروح لدكتور نفسي حالتك مبقاش ينفع يتسكت عليها.


لينظر كريم بسامر بضيق ويأخذ أغراضه ويغادر تحت نظرات سامر المنصدمة .....


.........


في شقة علي .


تقف ليلي تعد الغداء في المطبخ ليأتي إتصال من مدرسة الاولاد لترد بلهفة وسرعان ما تجحظ عيناها بصدمة من هول ما استمعت لتغلق الهاتف سريعاً وتتجه لغرفتها تغير ملابسها سريعاً وتتجه للمدرسة لتري ما الأمر فكيف لم تذهب نور للمدرسة وهي من قامت بايصالها صباحاً بسيارتها هي وشقيقها.....


........

في مكان آخر بدل ودولة آخري.


تجلس علي الفراش تضم أطفالها بحماية ليدخل الباب ويدخل وعلي وجهه إبتسامة عريضة.


لتتحدث بصدمة.........



يتبع…….


بقلم زينب سعيد القاضي 

11 تعليقات

أترك تعليقا

  1. ايه الجمال والروعة والإبداع ده تحفة تسلم إيدك

    ردحذف
  2. روعة... روعة

    ردحذف
  3. دى شمس صح والله برافو عليكي يا زوزو

    ردحذف
  4. دى شمس زوزو ياجااااامده ايه الحلاوة دى ابداع والله تسلم اناملك مليون 🔥🔥🔥🌹🌹🌹🌹🌹💞😘

    ردحذف
  5. جميلة جدا

    ردحذف
  6. اكيد دول شمس وولادها

    ردحذف
  7. شمس عايشة ووليد خطفها هى وأولادها ساجد عارف علشان كده سافر مفاجأة من العيار الثقيل فى انتظار القادم بشوق كبير دومت مبدعة ورائعة

    ردحذف
  8. رائع رائع رائع

    ردحذف
  9. جميله جدا احسنتي

    ردحذف
  10. والله كنت حاسه ومتاكده انها عايشه بس حرام كريم حالته صعبه اوى

    ردحذف

إرسال تعليق

أترك تعليقا

أحدث أقدم