رواية كبرياء الأحبة الفصل السادس عشر

اللهم ارحم ابي و اسكنه فسيح جناته.

اللهم أجعل قبره روضه من رياض الجنه.

               الفصل السادس عشر 

بعد مرور عدة أيام استمر الوضع كما هو عليه كريم يمكث بشقته ويرفض مغادرة منزله أو مقابلة والدته فهو يحملها ذنب ما حدث لزوجته وأطفاله.

بينما سامية وفيروز عادوا الشرقية مرة آخري بعد إنتهاء العزاء رغم رفض سامية المكوث جوار قبر إبنتها وحفيديها فهي لم تسامح نفسها حتي الآن .

كما تم إطلاق سراح ساجد بعد تفريغ الكاميرات الموجودة بالعمارة وتقرير الطب الشرعي والتي أثبتت دخول ساجد العمارة بعد وفاتها بنصف ساعة...

........

في فيلا أحمد.

تجلس خديجة في غرفتها تتأمل صور أحفادها ودموعها تسيل على وجنتيها بصمت ليفتح الباب ويدخل أحمد وينظر لها بتهكم : بتعيطي دلوقتي بعد ما خلاص راحوا !

خديجة بدموع: خلاص يا أحمد كفاية بقي أنا مش ناقصة أرحمني.

أحمد بحسرة:أرحمك ربنا الي بيرحم يا خديجة ادعي ربنا يسامحك ويحنن قلب كريم عليكي يمكن يسامحك ليتركها ويغادر لتدمع هي عيناها علي ما توصل بها الحال فهي أصبحت بنظر الجميع المتسببة في موت زوجة ابنها وحفيديها.....

..........

في الشرقية.

في غرفة سامية تجلس علي الفراش بوهن ودموعها تسيل علي وجنتيها وفيروز تجلس جوارها تحاول إطعامها دون فائدة.

لتقترب سهام وتجلس جوارها وتردد بعتاب: حرام عليكي نفسك يا سامية لازم تاكلي الاكل ملوش دخل بالحزن.

سامية بحسرة: خلاص يا سهام اهي أيام وبقضيها.

لتدمع فيروز وتتحدث بألم: بعد الشر عنك يا ماما عايزة تسبيني لوحدي أنتي كمان مش كفاية فراق بابا شمس وأولادها.

سامية بدموع:مش قادرة يا بنتي حاسة بنار في قلبي علي فراقها .

سهام بحزن: استهدي بالله وصلي علي النبي يا سامية كلنا راحين يا حبيبتي.

سامية بألم:يارتني كنت روحت قبلها بدل ما قلبي يتكوي بنار الفراق.

طرقات علي الباب يتبعها دخول ساجد وهو يحمل طفلته.

لتنهض سهام بلهفة تضمه باشتياق وكذلك فيروز ليبتعد عنهم بعد فترة وينزل طفلته أرضا ويتجه لسامية يقبل جبينها بحب.

لتردد سامية بحزن: حمد الله على السلامة يا أبني.

ساجد بعتاب:الله يسلمك يا أمي كده بردوا مش راضية تاكلي ولا تشربي حاجة كده ينفع صحتك تفتكري شمس مبسوطة وهي شيفاكي كده؟ 

سامية بألم:مش قادرة يا ساجد مش قادرة والله يا ابني مفيش حاجة بتتبلع.

ساجد بحنان:طيب معلش تعالي علي نفسك كلي حاجة بسيطة عشان خاطري أنا هاتي الطبق يا روز.

لتمد فيروز يدها بطبق شوربة لسان العصفور ويبدأ في اطعامها بإصرار.

لتتنهد فيروز براحة.

وتتحدث سهام براحة: أخيراً سمعتي كلام حد .

ساجد بمزاح:هو انا حد يا ماما ده انا ساجدة ابنها حبيبها.

سامية بحنان:ربنا يعلم معزتك عندي ايه يا ابني.

فيروز بمزاح:وانا كده اتركنت علي الرف صح؟

لتضمها سهام بمزاح:لا انتي بنتي حبيبتي.

ساجد بضحك:طيب الله يبارك ليكم روحوا حبوا في بعض وانتوا بتعملوا ليا لقمة اكلها أنا معدتي نشفت من العيش والحلاوة.

سهام بلهفة:عنيا يا قلب امك ساعة والأكل يكون جاهز.

فيروز بتأكيد:وأقل من الساعة كمان ليغادروا سريعاً ليتحدث ساجد بمزاح:آول مرة اشوف حمايا بتحب مرات ابنها كده......

........

في شقة معاذ.

يجلس معاذ جوار رنا التي تشاهد البوم الصور الخاص بها مع شمس وابناء أخيها.

ليردد معاذ بحزن:خلاص بقي يا رنا إهدي بقي عشان خاطر الي في بطنك.

رنا بدموع:مش قادرة يا معاذ وحشوني أوي.

معاذ بأسي:معلش يا حبيبتي قدر ربنا كده.

رنا بأسي: اللهم لا اعتراض ربنا يرحمهم ويحسن ختامهم.

معاذ بتساؤل:تيجي نروح نطمئن علي كريم ؟

رنا بلهفة:ياريت قالي وجعني عليه رافض يخرج من البيت أو يقابل حد.

معاذ بتفهم:تمام قومي اجهزي ونروح.

رنا بإيجاز:حاضر....

.......

في أحد الشقق ذات المستوى الرفيع.

يجلس مجموعة من الشباب والرجال يشربون السجائر والخمر وما حرمه الله ليردد إحدى الشباب متهكما:ايه يا رغدة يعني مرات دوم كريم ماتت ولا خطبك ولا حاجة ولا كنتي بتضحكي علينا.

لتنظر له رغد شذرا: أكيد يعني مش بعد موت مراته بكام يوم هيجي يخطبني انت عايز الناس تقول علينا ايه يا نادر.

ليبتسم نادر ساخراً:عندك حق مأخدتش بالي من دي.

أحدي الفتيات داليا بإبتسامة صفرا: بس اكيد هتعملي بارت كبير للخطوبة صح يا رودي.

رغد بإبتسامة حالمة:اكيد هعملها في فندق فايف استارز أصل أونكل أحمد والد كريم رجل اعمال ومعاه فلوس أكيد مش هيبخل عننا بحاجة.

فتاة آخري تدعي سرين تردد بحماس:أيوة بقي فندق فايف ستارز وشغل عالي اوعدنا يارب.

ليردد نادر ساخراً: بس الخطوبة علي العروسة ولا أنا بيتهيأ ليا ؟

داليا بضحك:المليان يكب في الفاضي.

رغد بضيق: انتي قصدك ايه بكلامك ده ؟

داليا بتهكم:قصدي من الأول وانتي حاطة عينك علي فلوس كريم وأهله ولا ايه الي هيخليكي تفكري تربطي بواحد متجوز ومخلف غير كده.

رغد بضيق:لا طبعا ايه الكلام الفارغ ده شكلكوا سكرتوا أنا هقوم أمشي.

ليتحدث نادر بمكر:يمكن وافقت عليه عشان تداري حاجة مثلاً.

لتتخشب مكانها وتردد بتوتر:ايه الجنان الي بتقوله ده انت كمان اداري ايه وضح كلامك.

ليرفع ناظر كتفيه بالمبالاة:كلامي واضح.

لتنظر لهم رغد بضيق وتغادر الشقة وتتبعها سرين.....

.......

في الشرقية.

بعد الغداء يجلس ساجد بغرفته مع فيروز يتحدثون في أمر ما.

فيروز بحزن: ماما يا ساجد خايفة عليها أوي.

ساجد بقلة حيلة:هنعمل ايه يا فيروز ادي الله وادي حكمته.

فيروز بتساؤل:طيب كده قضية ريم اتقفلت خلاص واتأيدت ضد مجهول فعلاً ؟

ساجد بتأكيد: أيوة لأن الي دخل من الباب الي وراء الكاميرات جابت باب الشقة وهو بيفتح بس.

فيروز بحيرة:طيب وبنتها ولا ابنها مكنش جوا ؟

ساجد بنفي : لا الشرطة لما دورا ملقوش أي حاجة تخص الطفلة.

فيروز بحيرة:امال راحت فين ؟

ساجد بتفكير:أكيد ابوها خدها ليكمل بتردد فيروز أنا هضطر أسافر لتنظر له بضيق وتصمت ليكمل بجدية فيروز ده شغلي.

لتتحدث بحزن:ساجد أنا مش هقدر اتحمل أن حاجة تحصلك كفاية الي حصل لغاية كده.

ليأخذ ساجد نفس عميق ويردد بحنان:أسمعيني يا روز المكتوب مفيش منه هروب يعني لو مكتوب ليا اموت هموت وانا نايم جنبك فهماني يا حبيبتي سبيها علي ربنا.

فيروز بألم:ونعمة بالله أوعدني تخلي بالك من نفسك.

ل

يضمها بحنان ويردد بعزم:حاضر يا حبيبتي هرجعلك بإذن الله اطمني والايام الوحشة كلها هتنتهي ونبدا  من جديد أوعدك بده.

فيروز بدموع:يارب يا ساجد يارب.......

......

في شقة علي.

تجلس نور تمسك هاتفها بإمتعاض شديد بينما تجلس ليلي علي مقربة منها تقوم بإطعام إياد لتتحدث آخيرا بتساؤل: مالك يا نور مضايقة ليه ؟

نور بتذمر : ماما سمر تليفونها مغلق.

ليلي بضيق:طيب ودي فيها إيه ؟

نور بغيظ: فيها اني قلقانة عليها.

ليلي بنفاذ صبر:وقلقانة عليها ليه أن شاء الله ؟

نور بملل: عشان هي عايشة لوحدها وممكن تكون تعبانة دلوقتي مين هيخلي باله منها ؟ أو يعملها تأكل وتشرب عشان كده قررت اني هعيش معاها.

ليلي بتهكم:والله طيب كويس انتي بتستأذني ولا بتعرفيني عشان مش واخده بالي ؟

نور بغرور لا يلائم عمرها:أكيد يبلغك اخد إذنك ليه !

ليلي بعصبية:لاني امك يا نور ولا نسيتي.

لتردد نور بملل:انتي مش أمي وانتي عارفة كده كويس.

ليلي بتحدي:لا يا نور انا امك عايزاكي تعقلي وترجعي زي زمان وانسي السم الي سمر بتحطه في دماغك فوقي يا حبيبتي محدش هيحبك ادي أنا وابوكي.

نور بتهكم: انتي وبابا بتحبوا إياد وبس لكن أنا لأ.

لتشهق ليلي وتردد بعدم تصديق:ايه الجنان ده لا طبعاً احنا بنحبك انتي واياد زي بعض ويمكن انتي كمان اكتر.

لتنظر لها نور ساخرة وتتجه لغرفتها تحت نظرات ليلي المنصدمة من حديثها......

........

أمام شقة كريم.

تقف رنا ومعاذ يقوموا برن الجرس دون فائدة بتردد رنا بتوتر:هو مش بيرد ليه ؟

معاذ بتهدئة:يمكن نايم ولا حاجة يا حبيبتي.

رنا بخوف: لا يا معاذ انا حاسه أنه مش بخير انت مش اخدت نسخة منه ؟

معاذ بتأكيد: أيوة.

رنا بلهفة:طيب افتح الباب .

لينظر لها معاذ بتردد لكن مع نظرة الاصرار بعينها ارضخ لطلبها ليفتح الباب وتركض هي للداخل لغرفة النوم ويتبعها هو لتفتح الباب وتتصنم من هول ما رأت......

يتبع .......

بقلم زينب سعيد القاضي.

ياريت تفاعل يا جماعه كومنتات وريفيوهات علي الجروب فرحوني.