رواية شاطئ الحب والهوى الفصل الأول



اللهم أرحم أبي وأغفر له وأسكنه مع الانبياء والصالحين والشهداء.

اللهم أجعل قبره روضة من رياض الجنة.


                     الفصل الآول



جالساً علي شاطئ البحر ويدخن بشراهة غير عابئ بتأخر الوقت ولا برودة الجو فهم على مشارف فصل الشتاء فني.ران قلبه لا تكفي برودة الشتاء علي إطفائها.

لتدمع عنياه بأسي ليجد يد توضع علي كتفه.

ليرفع بصره ليجد صديقه المقرب .

ليتحدث ببرود محاولا السيطرة علي نفسه:خير يا قاسم عايز أيه ؟

ليرد قاسم بأسي:عايزك ترجع يا صاحبي زي زمان.

ليطفئ سيجاره في الرمال ويقف ينظر للبحر بشرود:تفتكر ممكن أرجع زي زمان بعد إلي حصل .

قاسم بهدوء:أه ينفع يا قصي كارما الله يرحمها ده قضاء وقدر.

ليبتسم قصي ساخرا:قضاء وقدر أختي إنت.ح.رت بسبب الوا.ط.ي إلي كانت بتحبه.

قاسم بأسي: كارما إلي وصلت نفسها لكده لما رخصت نفسها واتجوزته عرفي من ورانا.

ليتنهد قصي بغل:هقتله بإيدي إبن الك.لب ده بس ألاقيه.

قاسم بتهدأة:إن شاء الله هتلاقيه يلا عشان نروح.

ليحرك قصي رأسه بنفي:روح أنت حابب أقعد شوية علي البحر لوحدي.

ليحرك قاسم رأسه بقلة حيلة:زي ما تحب سلام يا صاحبي.

قصي بهدوء: سلام.

يغادر صديقه ليجلس هو مكانه مرة آخري ينظر للبحر بشرود ليلتفت نظره لصوت أحدهم ليسترق السمع للصوت ويذهب بإتجاهه ليجد فتاه تقف على الشاطئ وتغني بصوتها العذب إحدى أغنيات" فيروز" شط اسكندرية يا شط الهوى

رحنا إسكندرية رمانا الهوى

يا دنيا هنية وليالي رضية

أحملها بعينيه شط إسكندرية

البحر ورياحو والفلك الغريب

يحملها جراحه ويرحل فى المغيب

يتمهل شوية و يتودع شوية

وتعانق المية شط اسكندرية

ليالي مشيتك يا شط الغرام

وإن أنا نسيتك ينساني المنام

والشاهد عليه غنوة أؤمريه

والنسمة البحرية وشط إسكندرية.

لا يدري لما توقف يستمع إلي غنائها فصوتها قد لمس قلبه بشده لتنتهي كلمات الأغنية وتلتفت الفتاة لتغادر ليختبئ هو جيداً حتى لا تراه ليطمئن أنها رحلت ليغادر هو الآخر لمنزله وهي تشغل حيز كبير من تفكيره فمن هذه الفتاة وماذا تفعل هنا ؟ فالوقت متأخرا جدا بالإضافة أنهم في بداية فصل الشتاء ولا يحبذ أحد المجيء إلي هنا بسبب برودة الجو لينفض رأسه من تفكيره ويتجه إلي بيته.

………Zeinab said …………..

تفتح باب منزلها بخفوت لتجد شقيقتها الكبرؤ تجلس في انتظارها بإمتعاض.

لتتحدث تمارا ببرأة :أيه إلي صحاكي يا أسمي ؟

أسمي بعتاب:أحنا مش قولنا بلاش خروج بالليل كده يا تمارا !

لتجلس تمارا بحزن:زهقت من القاعدة فخرجت أتمشي علي البحر.

لتضمها شقيقتها بحنان: عارفة إنك زهقانة من قلة الخروج بس هنعمل أيه ؟

لترفع تمارا بصرها لشقيقتها وتردد بترجي:كلمي عمك يخليني أنزل أدور علي شغل.

لتزم أسمي شفتيها بحيرة:أنتي عارفة أن عمك رافض موضوع شغلنا ده وبعدين أنتي عارفة ساهر إبن عمك لو عمك وافق أكيد هيخليه يغير رأيه.

لتتحدث تمارا بتزمر:يا دي سي ساهر ما يحل عني أن يستحالة أتجوز واحد زيه ده سمعته سبقاه الله ينور ماسبش بنت في إسكندرية في حالها شايف نفسه علي أيه مش عارفة يكونش كاظم الساهر وأنا معرفشي.

لترتفع ضحكات أسمي بشدة:بس خلاص يا بنتي أرحمي قومي يلا تنام بدل ما ماما تصحي وتعرف انك خرجتي .

لتمطي تمارا شفتيها للأمام بعبوث وتتجه لغرفتها هي وشقيقتها…

………Zeinab said …………..

يستيقظ علي أشعة الشمس التي تداعب وجهه ليفتح عيناه بتثاقل ليجد شقيقته الصغرى تقف بجواره بإبتسامة ليعتدل في نومه ويردد بحنان:صباح الخير يا لارا.

لارا بإبتسامة:صباح الخير يا أبيه ماما قالتي أجي اصحيك عشان شغلك .

ليبتسم بهدوء:ماشي يا حبيبتي أسبقيني وأنا هجهز وأحصلك.

لتردد لارا بإيجاب: حاضر.


لينهض من فراشه ويتجه للمرحاض لأخذ حمام دافئ يريح جسده المرهق قليلاً ليخرج بعد فترة ويرتدي بدلته وينثر عطره لينظر لنفسه برضا ليذهب ليصلي فرصه وبعدها يتجه للأسفل.

ليجد والدته وشقيقته يجلسوا في إنتظاره.

ليردد بإبتسامة وهو يقبل رأس والدته: صباح الفل يا ست الكل.


أميرة الأم بحنان:صباح الورد يا حبيبي.

ليجلس معهم ويتناول الإفطار لتتحدث والدته بتردد :هتخلص شغل إمتي يا قصي ؟

لينظر لها بحيرة:مش عارف يا أمي بس هحاول متأخرش أنتي محتاجة حاجة؟

لتردد أميرة بأسي:عايزة أروح أزور قبر أختك وأبوك.

ليغمض عيناه بألم ويردد بهدوء مصطنع:هحاول أرجع بدري يا ست الكل ولو معرفتش هبعتلك قاسم يوديكم .

أميرة براحة:ماشي يا حبيبي ربنا يرضى عنك.

لارا بتردد:أبيه أنا كنت عايزة أخرج مع صحابي .

قصي بحزم:لا مافيش خروج صحابك يجوا هنا إنما تخرجي لأ يا لارا.

لترد لارا بدموع:بس أنا من ساعة موت كارما مخرجتش يا أبيه .

قصي بهدوء:أنا قولت إلي عندي خروج هيبقي معايا أو مع ماما غير كده لأ بعد إذنكم لينهض ويغادر المنزل لتنظر له شقيقته بحزن وبعدها تنظر لوالدتها.

لتتحدث أميرة بحنان:متزعليش منه يا لارا موت كارما كان صعب هو بيحمل نفسه نتيجة إلي حصلها.

لتغمض لارا عيناها بأسي:ربنا يرحمها ويغفر لها ومنه لله اللي كان السبب.

أمير بحسرة:منه لله.

………Zeinab said …………..

تجلس تمارا تتناول الإفطار بغير شهية فإبن عنها اللزج كما تسميه حضر باكراً الفطور معهم.

ليردد ساهر بمكر:مالك يا تمار ساكته ليه أوعي تكوني زعلانة أني جيت أفطر معاكم.

لترد والدتها عليا بنفي:لا يا أبني عيب كده ده بيتك وتيجي في أي وقت ولا أيه يا تمار.

لتداعب تمارا حجابها بضيق وتردد بابتسامة صفرا: طبعاً يا إبن عمي منورنا .

لتكبت أسمي ضحكتها بصعوبة من حديث شقيقتها.

لتردد عليا بتساؤل:هو سيرين أختك هترجع إمتي هي ومامتها ؟

ليمتعض وجهه ويتحدث بضيق:ما أعرفش حاجة عنهم.

لتتحدث تمارا بسخرية:ليه مش أختك المفروض تسأل عنها بدل ما أنت عمال تنط لينا كل شوية.

تمارا صاحت بها عليا بعصبية لتنهض من مقعدها وتتجه لغرفتها لتنظر عليا لساهر بأسف:متزعلش يا أبني أنت عارف تمارا مندفعة شوية.

ساهر بمكر:ولا يهمها يا طنط تمارا بذات تعمل إلي هي عايزاه وعمري ما هزعل منها .

ليمتعض وجه أسمي وتردد بخفوت:يخربيتك يا شيخ ده ناقص ت.ض.ربك بالسبب وأنتي مافيش فايدة.

لينظر لها بتساؤل:بتقولي حاجة يا أسمي  ؟

لتتسع إبتسامة أسمي وتردد بابتسامة صفرا: لا يا أبن عمي بقول منورنا.

ساهر بتهكم:ده نورك يا بنت عمي  لينهض من مكانه ويتحدث بإحترام يلا أستأذن أنا بعد إذنكم يا جماعة.

عليا بحنان:أتفضل يا أبني مع السلامة مستنينك علي الغدا.

ساهر بمكر:أكيد يا طنط ليغادر لتنظر عليا لأسمي بغيظ  :عاجبك إلي أختك عملته ده نفسي أفهم ماله ساهر راجل ؟

لتبتسم أسمي ساخرة:راجل بتاع بنات كل يوم مع واحدة.

لتتنهد عليا بأسي: عارفة بس هو بيحبها وهو إلي متكفل بينا .

أسمي بعصبية:قولتلك أنزل أشتغل أنا وكارما حضرتك رفضتي.

لتتحدث عليا بحزن:مش عايزاكم تتبهدلوا يا بنتي أنتي وأختك.

أسمي بأسي:البهدلة أفضل من أن كارما تتجوز واحد زي ده وأنتي عارفة كويس أن لو كارما رفضت تتجوزه عمي مش هيصرف علينا أنتي عارفة الع.قرب.ة مراته إلي عملة نفسها بتتفضل علينا.

لتتنهد عليا بأسي:منهم لله أبوكي السبب لما سابني وراح أتجوز واحدة تانية ونسينا.

لتنهض أسمي وتضم والدته بحب:هو الخسران يا ست الكل لتكمل بإمتعاض هو مش أتجوز عشان يخلف والد أهو مخلفش خالص وخسرنا أحنا كمان.

………Zeinab said …………..

تجلس تمارا علي فراشها بحزن شديد لا تدري ماذا تفعل فهي تك.ره ساهر بشدة ولا تريد الإرتباط به لكن ما باليد حيلة..

………Zeinab said …………..


يصل شركته ويجلس يتابع عمله بروتينية شديدة ليشرد قليلا في الفتاة وصوتها العذب ليقطب جبينه بحيرة:ودي كانت بتعمل ايه علي البحر في وقت زي ده وفين أهلها عشان تخرج في الوقت المتأخر ده ليستمع لطرق علي الباب ليأذن لمن بالخارج بالدخول.

لتدخل سكرتاريه وتردد بإحترام:معاد الإجتماع يا فندم مع الوفد الألماني .

قصي بتساؤل:هما وصلوا يا نهي ؟

نهي بإحترام:أيوة يا فندم في أوضة الإجتماعات ومعاهم قاسم بيه.

ليحرك رأسه بإيجاب:تمام أتفضلي أنتي يا نهي علي شغلك.

لتغادر السكرتيرة لينهض قصي بثبات ويتجه لغرفة الإجتماعات…


………Zeinab said …………..


في منتصف الليل.


يجلس علي الشاطئ متخفيا في انتظار مجئ الفتاة لكن مر ساعتين وأوشك الفجر علي الأذان ولم تأتي ليسأم من الإنتظار وينهض ليغادر ليجد طيف فتاة تجلس أمام البحر ليجلس مكانه مرة آخري يراقبها بصمت لكن تعجب لما لم تغني اليوم ليظل علي وضعه حتي أرتفع أذان الفجر ليجدها تنهض من علي الرمال وتمشي علي الشاطئ لينهض هو الآخر لإتباعها ليرن هاتفه ليرد علي والدته بخفوت وبعدها ينظر تجاها لا يجدها ليقطب جبينه بحيرة:فأين ذهبت فجأة ؟فهل كانت موجودة بالفعل أم يتوهم طيفها؟


يتبع…….


بقلم زينب سعيد القاضي.

comments

أترك تعليقا

أحدث أقدم