رواية كبرياء الأحبة - الفصل الخامس

   

اللهم أرحم أبي وأغفر له وأسكنه فسيح جناتك.

اللهم اعذه من عذاب القبر وجفاف الأرض عن جبينها.

كبرياء الأحبة فيروز٢.

                  الفصل الخامس

يجلس في الخارج يحرك قدمه بعصبية وهو يستمع لصوت زوجته تبكي بالداخل منذ عودتهم من منزل عائلتها وهي لم تتوقف عن البكاء لينهض من مكانه ويتجه لها .

ليجدها تجلس علي الفراش تضم قدميها لصدرها ودموعها تتساقط لينقبض قلبه ويتجه لها يجلس أمامها ويمسح دموعها بأطراف أصابعه ويتحدث بعتاب:بتعيطي ليه ؟

لتتحدث بحزن:ليه خبيت عني أن المشكلة فيا ؟

ليأخذ نفس عميق ويخرجه ببطئ ويتحدث بحنان:عشان مش عايز أشوف دموعك دي .

رنا بعتاب :بس أنت غلط ليه تعمل كده وتتحمل كلام ماما إلي زي السم.

ليرفع معاذ كتفيها بلامبالاة:ولا يفرق معايا غيرك انتي وبس.

رنا بحيرة: يعني تخلي نفسك في نظر الناس إنك مش بتخلف عشان خاطري  ؟

معاذ بحب:أنتي كل حياتي يا رنا انا عايش عشانك أنتي وبس ليكمل بتساؤل بس أنتي عرفتي ازاي ؟

رنا بحزن:لقيت دكتور علي النت كويس قولت أبعت ليه التحاليل وصدمني لما قالي ان المشكلة عندي أنا وأنت سليم ليع كدبت عليا ؟

ليتحدث معاذ بصدق:رنا أنا بحبك ولو هضحي بحياتي كلها عشان خاطرك مش هعزها عليكي أنا عايش عشانك أنتي وبس.

رنا بتردد : لو ربنا أراد منخلفش ؟

معاذ بإبتسامة:أيه يعني ؟ بصي يا روني الخلفة دي رزق زيها زي كل حاجة لو ربنا أراد يرزقنا بطفل الحمد لله ولو مادرش بردوا الحمد لله.

لتنظر له رنا بعشق:مش عارفه أقولك أيه بس كلمة بحبك قليلة أوي عليك أنا أتخطيت حبك بمراحل يا معاذ وبحمد ربنا أنه رزقني براجل زيك.

لم يكن رد معاذ غير أنه ضمها لأحضانه بقوة ودعي داخله أن تدوم هذه السعادة للأبد ولا يعكر صفو حياتهم أحد…..

…….

تجلس تفكر بشرود تام فآخر ما كان يخطر ببالها أن تكون إبنتها هي التي لا تنجب لتفيق من شرودها علي نبرة زوجها المتهكمة:أيه رأيك ؟ لسه بردوا عايزة بنتك تطلق ؟

خديجة بتبرير:أنا كنت عايزة مصلحة بنتي مش اكتر.

أحمد بعصبية:مصلحة بنتك في خراب بيتها ؟ أهي بنتك إلي طلعت مش بتخلف واحد غير معاذ كان طلقها ورماها بعد ما عرف انها مش بتخلف خصوصاً لو ليها أمك زيك.

خديجة بزمجرة:خلاص بقي هو أنا كنت أعرف أن بنتي إلي مش بتخلف!

أحمد بغيظ:خلاص عرفتي هديتي إنبطيتي سيبي البنت في حالها بقي وياريت تبعدي عن كريم بقي هو راخر.

خديجة بضيق:كريم متجوز عقربة ولازم يخلص منها.

أحمد بنفاذ صبر:والله ما في عقربة غيرك انتي يا بعيدة عقربة في أيه البنت مش إبنك مرتاح أبعدي بس عنه وحاله هيتصلح.

……..

في الصباح ينهض كريم ويستعد للذهاب لعمله وأثناء خروجه فتح الباب المقابل وخرجت شمس برفقة أطفالها ليركض الأطفال تجاه والدهم لينحني لمستواهم ويضمهم بحب .

لتردد كارما بحزن:وحشتني اوي يا بابي.

كريم بحنان وهو يداعب خصلات شعرها:وأنتي وحشتيني يا روح بابي من جوه.

جمال بحزن :وأنا موحشتكش يا بابي ؟

كريم بإبتسامة :لا وحشتني يا جيمي ها راحين الحضانة.

كارما بتاكيد:أيوة بابي.

كريم بحماس:طيب يلا هوصلكم معايا.

لتنطق شمس أخيرا بحزم:شكرا أنا هوصل ولادي.

لينهض كريم وينظر لها ببرود: واظن أنهم ولادي أنا كمان وانا إلي هوصلهم.

شمس بغيظ:زي ما تحب لتتحرك من أمامه متجهة للأسانسير.

ليتجه خلفها وهو يتمسك بأيدي اطفاله ويردد بتساؤل: راحة فين ؟ مش قولت هوصلهم!

شمس ببرود: خارجة.

ليرفع إحدي حاجبيه بتهكم:والله ليه الهانم راحة فين ؟

شمس بإبتسامة صفراء:ميخصكش.

كريم بعصبية وهو يمسكها من يدها بعنف:أنتي اتجننتي ولا أيه هو الي ميخصنيش ناسية اني جوزك.

لتنظر لأطفالها الذين كمشوا خوفا وتردد بقوة مصطنعة:سيب إيدي يا كريم هتضر. بني تاني قدام عيالي ولادك خايفين يا دكتور.

ليترك يدها وينظر لأطفالها ويتحدث بحنان:مافيش حاجة يا حبايبي خايفين ليه.

كارما بدموع:أنت بتضر .ب ماما ليه ؟ أنا مش بحبك.

جمال بدموع هو الآخر:وأنا كمان مش بحبك ولا بحب تيتة خديجة هي السبب.

لينظر لشمس بشر:كلامك ده صح  ؟ ونعمة التربية أرجع من الشغل الاقيكي في البيت يا هانم وتعقلي ولادك.

شمس برفض: لأ.

كريم بعدم فهم:هو أيه إلي لأ ؟

شمس ببرود:يعني أنا هطلق.

كريم بصدمة:أنتي بتقولي أيه ؟

شمس بحزن :بقول إلي لازم يحصل لاني خلاص تعبت تطلقني واعمل والدتك عايزاه يا كريم والولاد ما بينا.

كريم بعدم إستيعاب:شمس أنتي واعية لنفسك ؟

شمس بتأكيد:أيوة طول ما أنا مراتك هنفضل في مشاكل أسمع كلام والدتك.

كريم بعدم تصديق:أنتي عايزاني اتجوز عليكي ؟

شمس بتصحيح:تطلقني زي ما والدتك عايزة أتجوز براحتك لاني خلاص تعبت مش هفضل مستنية اليوم إلي تتجوز عليا فيه .

كريم بهدوء:شيلي الكلام الفارغ ده من دماغك يا شمس.

شمس بإصرار:لا يا كريم ده إلي هيحصل.

ليصمت كريم قليلا ثم يتحدث ببرود:براحتك يا شمس هتجوز و اعيش حياتي زي ما أنتي عايزة بس مش هطلقك.

لتنظر له ببهوت:أنت بتقول ايه ؟

كريم بغيرة:يعني هتفضلي علي زمتي يا هانم مش هجيب لأولادي جوز ام.

شمس بجنون:وتجيب ليهم مرات اب عادي.

كريم بإستفزاز: الشرع محلل أربعة وأنتي موافقة يا روحي.

لتصمت قليلا بتفكير فليتزوج هو وتبتعد هي بأطفالها فأصبح لا يهم الزواج من غيره فهو من سيظل ملك علي عرش قلبها لتتحدث ببرود:براحتك بس ياريت لو هتتجوز تعيش مع أمك.

كريم باستنكار:كمان هتخليني اعيش علي مزاجك ؟

شمس بإستفزاز:لا يا حبيبي مش تعيش علي مزاجي براحتك يلا يا عيال.

لتأخذ أطفالها وتدخل المصعد وتغلق الباب سريعاً ليصق علي اسنانه بقوة ويترجل علي الدرج ويجدها تركب إحدى السيارات الأجرة وبرفقتها الصغار لينظر لها بغل ويتجه لعمله فللحديث بقية …… .

.......

يجلس علي السفرة يحمل طفلتها يداعبها بمرح لتردد فيروز بتساؤل:هتتاخر النهاردة ؟

ساجد برفض:لا يا روحي.

فيروز بعزم:يبقي نروح للدكتور النهاردة.

ساجد بضيق:مصرة ؟

فيروز بتحدي:أه مصره بس ياريت تكون أنت مغيرتش رأيك.

ساجد ببساطة:لا يا روحي زي ما تحبي.

فيروز براحة:تمام.

ساجد بتساؤل:خلصتي نمشي ؟

فيروز بتأكيد:أه يلا عشان نلحق نودي روز الروضة.

ساجد بتفهم:تمام يلا بينا......

........

ينهي محاضراته ويبدأ في ضب أغراضه ليجد من تقترب منه وتتحدث بخجل:ازيك يا دكتور.

ليرفع بصره ويتحدث بإبتسامة: أهلا آنسة رغد أخبار رجلك.

رغد بدلع: كويسة يا دكتور أخبار حضرتك أيه ؟ وطنط ديجة ؟

كريم بعدم تصديق: الحمد لله وماما بقي اسمها ديجة ؟

رغد بتاكيد:أيوة يا دكتور ديجة طنط أصلا بسكوتة.

كريم بريبة :تمام.

لتتحدث بدلع:وبعدين مش قولنا بلاش آنسة دي خليها رغد.

كريم بهدوء: ماشي يا رغد حلو كده ؟

رغد بلهفة:اي حاجة حلوة منك يا دوك .

كريم بتهكم:ماشي رغد يلا بعد إذنك.

رغد بخبث: أتفضل.........

..........

في المساء في إحدى عيادات النساء والتوليد تتمدد فيروز علي الفراش وتقوم الطبيبة بفحصها.

بينما يقف ساجد جوارها بصمت تام حتي إنتهت الطبيبة وتحدثت بعملية: أتفضلي قومي.

لتنهض فيروز بمساعدة ساجد ويتجهوا إلي  الطبيبة ويجلسوا امامها.

لتردد الطبيبة بتساؤل:هو الدكتور إلي ولدك قالك وقتها حالتك ايه ؟

لم ترد فيروز لكن نظرة لها بحيرة ليتحدث ساجد بهدوء:الدكتور قالي ان فيه تهتك في جدار الرحم ولولا ستر ربنا كان الرحم انف.جر بالجنين وكانوا هيضطروا يستأ.صلوه.

صدمة بل صفعة هذا ما شعرت به فيروز وهي تستمع لهذا الحديث الذي لم تسمعه قبل ذلك.

ليكمل بتوتر:بس الدكتور قال إن الرحم هياخد وقت عقبال ما يرجع لطبيعته .

الدكتورة بتساؤل:طيب مكتبش ليها منع حمل او حاجة ؟ لأن كان وارد يحصل حمل وينزل.

ساجد بتوتر وهو يتحاشي النظر لفيروز:أيوة كاتب ليها برشام وكانت بتاخده طول الفترة الي فاتت مع علاج الرحم.

الدكتورة بعملية:طيب الرحم دلوقتي وضعوا كويس الحمد لله تقدورا توقفوا المانع وهكتب ليها شوية مقويات وان شاء الله يحصل في اقرب وقت.

ساجد بتردد :تمام.

لتدون الطبيبة الروشتة وبعدها ينهض ساجد وفيروز التي لم تنطق بأي شئ حتي وصلوا إلي شقتهم وهنا كانت الصا.عقة....

يتبع ……….

بقلم زينب سعيد القاضي.