رواية كبرياء الأحبة - الفصل الرابع

 اللهم أرحم أبي وأغفر له وأسكنه فسيح جناتك. 

اللهم عامله بما انت اهل له ولا تعامله بما هو اهل له .

                     الفصل الرابع 

ليركض ساجد بلهفة لزوجته المزجية أرضا ويحملها بلهفة متجه بها للداخل وخلفه سامر الذي يدعي بخاطره أن يمر الأمر مرور الكرام.. 

بعد فترة. 

يقف ساجد ووالدته وحماته برفقة الطبيب الذي يقوم بفحص فيروز لينتهي أخيرا ويردد بابتسامة :مالكم يا جماعة قلقانين كده ليه المدام بخير مفهاش حاجة .

ساجد بقلق :امال ايه سبب الاغماء يا دكتور ؟

الدكتور بعملية: إرتفاع مفاجئ في ضغط الدم وهديها حقنة تنزله دلوقتي. 

سامية بقلق: بس ايه السبب يا دكتور دي كانت زي الفل مفهاش حاجة ؟

الدكتور ببساطة :مش شرط يبقي ليه سبب ليبدأ في تجهيز الحقنة وضخها بوريدها وبعدها ينهض يغادر ليذهب ساجد لتوصيله والإطمئنان أكثر علي حالتها ليعود بعد فترة يجد والدته وحماته يجلس بجوارها وبرفقتهم شمس واسمي وصغيرته التي ركضت تجاهه بدموع ليحملها بلهفة ويمسح دموعها ويردد بلهفة بتعيطي ليه يا روز؟

فيروز ببرأة :ماما مش بترد عليا ؟

ساجد بحب :ماما تعبانة شوية يا حبيبتي شوية وتصحي تبقي بخير.

فيروز ببراءة بجد يا بابي ؟

ساجد بإبتسامة: بجد يا قلب بابي روحي يلا لعبي مع ساجد ورؤف. 

فيروز بحنق طفولي :ساجد مش بيرضي يخليني ألعب مع رؤوف. 

ساجد بتساؤل :ليه ؟

فيروز بتذمر طفولي :بيقولي متلعبيش مع ولاد غيري لهضربك. 

ليحرك ساجد رآسه بيأس من غيرك هذا المشكاكس الصغير ليتحدث بمزاح :خلاص يا قلبي روحي العبي ولو ضربك انا هاجي اضربه روحي يلا لينزلها برفق وتتجه سريعا للخارج.

لتغادر سريعا ليقترب سامر منه بقلق :هتعمل ايه ؟

ليزفر ساجد بتعب:تفتكر في حل غير اني احكي ليها. 

سامر بتهدئة:فيروز عاقلة اطمئن .

ساجد بتهكم :مفيش واحدة ست عاقلة لو الموضوع في ست تانية. 

سامر بقلق :ان شاء الله خير هروح أطمئن بابا وجدو. 

ليحرك ساجد راسه ويدخل الغرفة ويتحدث بخفوت:خلاص يلا جماعة مش الدكتور طمنا عنها أخرجوا بقي وسيبوها ترتاح. 

سامية بقلق :انا هفضل قاعدة معاها لغاية ما تفوق يمكن تحتاج حاجة. 

ساجد بتهدئة :انا هفضل معاها .

لتنهض سهام وتتحدث بخفوت :يلا يا سامية يلا يا بنات جوزها معاها. 

لتنهض سامية بتثاقل ويغاردوا جميعاً تاركين ساجد الذي جلس جوارها ينتظر انفجارها باي وقت… …

…….

يتناول الغداء برفقة والديه وشقيقته وزوجته لتتحدث خديجة بتهكم :لسه مافيش حل لموضوع الخلفة يا معاذ ؟

ليبتلع ما بجوفه ويتحدث بهدوء:ربنا لسه مردش يا طنط .

خديجة بتهكم :واحنا هنفضل مستنين لامتي ان شاء الله. 

رنا بعتاب : وقلت ليكي قبل جده الموضوع ده يخصني انا ومعاذ وبس.

كريم بتهدئة :اهدوا يا جماعة ماما ماتقصدش. 

خديجة بتحدي:لا اقصد بنتي مش هتفضل قاعدة مع واحد عقيم زيك ايه الي يجبرها تتجوز شبه راجل زيك ؟

صمت تام بعد هذه الكلمة قطعه صفعة مدوية علي وجه خديجة من أحمد وهو يتحدث بعصبية :أقسم بالله لو نطقتي بكلمة تانية هتبقي طالق ليلتفت لمعاذ الذي شحب وجهه بشدة ويردد بآسف :انا اسف يا ابني حقك عليا. 

لم يتحدث معاذ إنما نهض معاذ وتحدث بإقتضاب وهو ينظر لخديجة :أنا مش شبه راجل يا حماتي ومكنتش حابب أوصل للموقف ده ليلتفت لرنا التي تبكي بصمت ويتحدث بحزن عايزة تطلقي يا رنا مش هرغمك انك تفضلي معايا. 

كريم بلهفة :طلاق ايه بس يا معاذ صلي علي النبي. 

ليصلي معاذ علي النبي:عليه افضل الصلاة والسلام  .

لتبتلع رنا الغصة التي بفمها وتتحدث بحسرة :المفروض انا الي اقولك كده. 

ليلتفت لها معاذ بتوتر:انتي بتقولي ايه يا رنا ؟

رنا بحسرة:بقول ايه الي يجبرك تقعد معايا وانا مش بخلف. 

خديجة بصدمة :انتي بتقولي أيه ؟

رنا بدموع :الي سمعتيه معاذ هو الي كان جاب التحاليل بتاعتنا والي تاكد اني عقيمة بس كان مخبي عني وقالي ان هو الي عقيم عشان ميجرحش مشاعري لكن أزاي ماما لازم تحط التاتش بتاعها وتدوس عليه وهو متحمل ده كله عشاني كان بإمكانه يطلقني ويحفظ كرامته لكن لا معملش كده عشان بيحبني ودلوقتي السؤال ليك يا معاذ انت عايز تطلقتي او تفضل معايا ؟

معاذ بلهفة:انا مش عايز غيرك انتي وبس. 

لتنهض بعزم:وانا مش عايزة غيرك و هنخرج من البيت ده ومش هندخله تاني المكان الي يقلل من جوزي فيه ميهمنيش يلا يا معاذ. 

ليتمسك معاذ بيدها بقوة ويغادروا المنزل لينظر احمد لخديجة بإشمئزاز :لو ندمت علي حاجة هيبقي اني اتجوزتك يا خديجة ليلتفت لكريم ويتحدث بتهكم وانت فوق لنفسك لو مشيت ورا امك هتخسر كتير وهترجع تندم في وقت مينفعش فيه الندم… 

…….

تفتح عيونها أخيرا رهي تشعر بخدر وصداع برآسها لتنظر حولها لتجد ساجد يجلس جوارها ليتحدث بلهفة : انتي كويسة يا حبيبتى ؟

فيروز بوهن:هتتجوز؟ هونت عليك تنطقها هو ده حبك ليا ؟

ساجد بلهفة:والله ما هيحصل يا فيروز انتي فهمتي الكلام غلط. 

فيروز باسي :كلام ايه الي غلط انك حنيت لحبك القديم يا ساجد ؟ طبعا حلوة وجميلة وغير ده كله مش معاقة زي. 

ساجد بعتاب :قولتلك قبل كده يا فيروز انسي كلمة معاقة دي وعايزة تتاكدي من حاجة واحدة اني عمري ما حبيت ولا هحب غيرك يا فيروز. 

فيروز بحسرة:امال ليه عايز تتجوز ؟

ليأخذ نفس عميق ويردد بتريث:من حوالي شهر لقيت ريم جاية ليا المكتب فلاش باك…

….

يجلس يدرس إحدي القضايا الهامة ليطرق العسكري الباب ويدخل ليرفع ساجد برأسه بتساؤل:خير في حاجة ؟

العسكري بإحترام:في واحدة عايزة تقابل حضرتك.

ليرفع ساجد إحدي حاجبيه ويردد بتساؤل:ماقلتش مين ولا عايزة أيه ؟

العسكري برفض:لا يا فندم.

ساجد بقلة حيلة:دخلها.

ليؤدي العسكري التحية ويغادر وبعدها يدخل آخر شخص يتوقع رؤيته لتقترب منه وتمد يدها لتسلم عليه لينظر ليدها الممدودة بإشمئزاز لتسحبها وتردد بإحراج:ازيك يا ساجد.

ليتحدث ببرود: أهلا مدام ريم أي خدمة ؟

لتتحدث بإحراج:ممكن أقعد ومش هاخد من وقتك كتير.

ليردد ساجد بملل:اتفضلي.

لتجلس ريم وتتحدث بتوتر: عارفة أني آخر شخص كنت تتمني تشوفه وعندك حق في ده بس أنا جاية محتاجة مساعدة يا ساجد.

ساجد بضيق:خير.

لتضغط علي شفتيها وتتحدث بخجل: بصراحة أنا أطلقت من جوزي.

ساجد بنفاذ صبر:طيب وأنا مالي ؟

ريم بتوتر: بصراحة طليقي عايز ياخد أبني مني طبعاً كضغط عليا عشان أرجع له وأنت عارف أنه معاه فلوس وأيده طايله وانا اهلي علي قدهم.

ساجد بضيق:طيب وأنا مالي بده كله ؟

ريم بلهفة:تقف جنبي ساجد أنت مش لاقية حد ألجأ ليه غيرك.

ساجد بملل:وأنا هعمل ايه لجوزك أن شاء الله ودخلي أيه ؟

ريم بتردد :تتجوزني وقتها جوزي هيصرف نظر اني ارجعله.

ساجد بصدمة: نعم يا أختي أتجوزك لا ده شكلك شاربة حاجة علي الصبح قومي أتكلي علي الله يا شاطرة.

ريم برجاء:طيب بلاش جواز خليك جنبي.

ساجد بنفاذ صبر:طيب لما نشوف آخرتها.

عودة.

ومن وقتها وهي كل شوية تتصل بيا عشان موضوع الجواز.

فيروز بتريث:وأنت ممكن تساعدها وتتجوزها ؟

ساجد برفض:لا طبعاً ده مجرد فيلم عبيط هي إلي عملته عشان اتجوزها.

فيروز بتهكم: طالما أنت عارف كده بتكلمها ليه ؟

ساجد بشرود:عايز اجيب آخرها حاسس أن واراها حاجة.

فيروز بعدم فهم:قصدك ايه.

ساجد بتهرب:متخديش في بالك يا روحي المهم عايزة تنسي الموضوع ده خالص وأوعدك في أقرب وقت هنهيه.

فيروز بتشكك:لما نشوف …..

يتبع……..

بقلم زينب سعيد القاضي