رواية كبرياء الأحبة "فيروز 2" - الفصل الثالث

 اللهم أرحم أبي وأغفر له وأسكنه فسيح جناتك.

اللهم اعذه من عذاب القبر وجفاف الأرض عن جبينها.


كبرياء الأحبة .

بقلم زينب سعيد القاضي.

  


الفصل الثالث



   

                





يفتح باب شقته ويدخل بلهفة ليجد زوجته تخرج من الغرفة وهي تجر حقيبتها وخلفها الصغار الذين يبكون.


ليتحدث بثبات:كارما خدي أخوكي وادخلي اوضتك يا حبيبتي.


كارما ببراءة: حاضر يا بابا يلا يا جيمي لتأخذ يد الصغير ويتجهوا لغرفتهم ليقترب من شمس ويتحدث بعصبية:ممكن بقي الهانم تفهمني أيه الجنان إلي عملته ده ؟


شمس بتهكم: جنان هو أنت لسه شوفت جنان يا دكتور يا محترم.


كريم بعصبية:شمس أحترمي نفسك.


شمس بعصبية مماثلة:أنا إلي أحترم نفسي بردوا ماشي يا دكتور هحترم نفسي بس لو الوضع إختلف هتعمل ايه قاعدة بلعب مع راجل وبتمرقع عليه هتعمل ايه ؟


كريم بجنون:لا ده أنتي أتجننتي بقي وقتها أقطع راقبتك .


شمس بتهكم:والله تقطع رقبتي لا راجل أوي.


لم يكن رده غير صفعة مدوية علي وجهها خرج الصغار علي آثرها من غرفتهم وهم ينظروا لوالدتهم بإشفاق لتضع شمس يدها مكان الصفعة وتردد بعدم تصديق:بتضربني يا كريم كمان ماشي يا كريم ماشي صدقني مسيرك هتندم لتحمل حقيبتها وتنظر لأطفالها الباكين وتردد بحزم:هتيجوا معايا ولا هتفضلوا مع أبوكم.


لينظر الاطفال لبعضهم وبعدها يتبادلوا النظر لوالديهم وبعدها يركضون تجاه شمس لتتنهد براحة وتأخذهم وتغادر الشقة.

تاركة كريم الذي آنهار علي أحد المقاعد واضعاً رأسه بين كفيه بندم علي ما إقترفه أمام طفليه لا ينكر أن شمس معها الحق لكن طريقتها في النقاش لا تحتمل…..


…….


أما علي الجانب الآخر يتناولوا الطعام بصمت لتنظر لهم المشاكسة الصغيرة وتردد ببراءة:مش بتتكلموا ليه ؟


لينظر لها ساجد ويتحدث بحب:عايزاني اقول أيه يا روح بابي ؟


فيروز بطفولة:قول أي حاجة المهم تتكلموا متبقوش زعلانين من بعض.


لينظر بطرف عينه لفيروز التي تقلب في طبقها بصمت ويتحدث بصدق: أحنا مش زعلانين من بعض يا روح بابا وانا اصلا مقدرش ازعل من مامي مهما تعمل.


لتلقي الملعقة وتتحدث بتهكم:قصدك أني أنا إلي بعمل مشاكل يا ساجد باشا ؟


ليقلب عيناه بملل:لا يا روحي أنا بهزر مع البنت.


فيروز بعصبية:عيلة صغيرة عشان تضحك عليا بالكلمتين دول.


ليستغفر في سره ويردد بهدوء:عايزة أيه يا فيروز ؟


فيروز باستنكار:هو أيه إلي عايزه أيه ؟


ساجد ببساطة:مش أنتي عايزة تخلفي ؟ روحي للدكتورة زي ما أنتي عايزة.


فيروز بحيرة:أيه بقي إلي خلاك تغير رأيك !


ليأخذ نفس عميق ويخرجه بتمهل :بعمل إلي يريحك.


فيروز بفضول:واشمعني دلوقتي ؟


ليزفر بملل: طيب أعمل ايه عشان ارضيكي.

فيروز بحزن:عايزاك تطمني.


لينظر لها بعدم فهم….

:لتردد بأسي عايز احس انك جنبي.


ساجد بصدق:أنا طول الوقت جنبك يا فيروز وأنتي بدأتي تخلقي المشاكل عشان موضوع الخلفة.


فيروز بحزن:وريم مش هي خطيبتك القديمة ليه رجعت تكلمها ؟


ساجد بنفي:لا هي إلي كلمتني من فترة يا فيروز وكان ممكن تيجي تسأليني لما شوفتي رسالتها.


فيروز بغيرة:وهي عايزة ايه منك وبتكلمها أصلا ليه؟


ساجد ببساطة:عايزاني أسامحها وأنها لسه بتحبني .


فيروز بغيرة:بتحبك وحضرتك بتحبها ؟


ساجد ببساطة:لا مش بحب غير واحدة بس شعنونة إسمها فيروز هتجنني بجننها إلي بعشقه.


لينهض من مقعده ويتجه لها يقبل جبينها بحب لتبتسم بخجل لتنهض فيروز وهي تصيح هيه هيه بابي ومامي أتصالحوا.


ليحملها ساجد بحب ويرفعها لأعلي وضحكاتهم تملئ المكان بدفئ وراحة لتنظر لهم فيروز بحب وتتمني داخلها أن تدوم هذه السعادة للأبد……


……


يجلس كريم علي فراشه الخاوي بشرود تام فهو وصل بين والدته وزوجته إلي طريق مسدود وقد سام من هذه الحياة هو لا يريد شئ غير حياة هادئة وسوية مع اطفاله قلبه يؤلمه بشدة فهو اطفاله شاهدوه أثناء ضربه لشمس رغم أن هذا حدث رغم عنه فشمس إستفزازية لأبعد حد ليقرر فعل شئ واحد وهذا الحل الوحيد لينتهي من كل الصراعات التي حوله ليغمض عينه يحاول ايجاد النوم ولكن كيف وأطفاله وزوجته بعيداً عن أحضانه……


……


يبثق الماء من فمه بعدما استمع لحديث زوجته ليتحدث بصدمة:الله يخرب بيتك يا شيخة أيه إلي هببتيه ده ؟


خديجة بضيق: عملت ايه يعني اني بدور علي مصلحة أبني تبقي كده غلط ؟


أحمد بتهكم:لما تخلي إبنك يطلق مراته وعياله الأتنين يتشردوا ؟ ده كويس ولما تطلقي بنتك ده كويس تصدقي بالله شكلها هترسي إنك أنتي إلي هتطلقي أنا رايح أتخمد سديتي نفسي لينهض ويغادر إلي الاعلي وهي تنظر له شزرا:أه هطلقهم وهجوزهم جوازات علي مزاجي…..


……..


بعد مرور عدة أيام أستمر الوضع علي وجود شمس برفقة والدتها هي وصغارها وكريم لم يحاول حتي أن يأتي ليراهم أو يحادثهم.


أما فيروز وساجد فالوضع قد هدئ نوعا ما بينهم بعد المواجهة التي باح كلا منهم بها للآخر.


……..


في الشرقية يوم الجمعة.


يجلس الجميع يتناول الغداء بسعادة ومعهم ساجد وفيروز وشمس ووالدتها فقد أصر الجد رؤف علي مجيئهم.


تجلس سهام وتحمل حفيدتها فيروز بحب وتقوم بإطعامها لتحادث ساجد موبخة:أيه ساجد بيه لسه فاكر أني ليك أم نسأل عنها ؟ لتلفت لفيروز وتتحدث معاتبة وأنتي يا فيروز زعلانة منك متفكريش تقولي ليه تعالي نقعد مع ماما يومين.


ساجد بإبتسامة:معلش يا ست الكل الشغل واخد كل وقتي مش بقعد في البيت أصلا.


لتتحدث فيروز بإحراج: والله يا ماما لو ساجد يرضي نيجي أنا و روز مواصلات كنا جينا .


رؤوف الجد بضحك: خلاص يا ولاد أنتوا عارفين سهام تطلع تطلع وتنزل علي مافيش.


لتلتفت بعتاب:أخص عليك يا بابا قصدق أني بؤق ؟


رؤوف بمزاح: بصراحة اه.


ليضحك الجميع علي مزحته وتنظر له سهام بغيظ وتكمل اطعام الصغيرة……


….


في جلسة نسائية تضم فيروز وشمس وأسمي يجلسوا يتسامروا قليلاً.


لتردد أسمي بعدم تصديق:أنتي اتجننتي يا شمس صح ؟


شمس بضيق:أتجننت ليه إن شاء الله عشان بدور علي كرامتي ؟


أسمي بهدوء:شمس أنتي إلي هتوصلي لكريم أنه يتجوز عليكي فعلاً بافعالك دي وازي تسيبي البيت أصلا ؟


شمس بتهكم: أمال كنت اقعد هو كان عبرني وسأل عني أنا أو ولادي ؟


فيروز بتريث:لانه عارفك يا شمس مش هيجي يحرج نفسه قدام ماما لكن لو فضلتي في بيتك الموضوع كان هيبقي بينكم وهتحلوه سوا ومكنتوش هتوصلوا إلي انتوا فيه.


شمس بنفاذ صبر:أهو إلي حصل وبعدين كنتي عايزاني أفضل معاه بعد ما ضربني.


فيروز بتعقل:بس انتي إلي استفزتيه يا شمس.


شمس بنفاذ صبر:ممكن كفاية بقي في الموضوع ده أنا تعبت.


أسمي بتهدئة:خلاص يا شمس أحنا كل الي عايزينه تتصالحي أنتي وجوزك ويتصلح حالكم .


شمس بشرود:مش هيحصل أمه مش هتسكت غير لما نطلق….


..... .


يتوقف الشاي في فمه ويكح بشدة لينهض ساجد بلهفة ويضربه علي ظهره حتي هدئ تمام ليعود ساجد للجلوس مرة آخري.


ليتحدث سامر بصدمة:نعم يا اخويا بتقول ايه تتجوز ؟


ساجد بعصبية:أخرس الله يخربيتك هتفضحني أنا ولا عايز ولا زفت قولتلك إلي فيها.


سامر بتهكم:أيه إلي فيها يعني أيه عايزة تتجوزك عشان خايفة من طليقها وأهلها وأنت مالك بيها.


ساجد بضيق:مش عارف قالتلي مش لاقي حد غيرك ألجأ ليه وكل شوية إتصالات ورسائل وفيروز شافت الرسايل.


سامر بلهفة: يا حلوتك كمل .


ساجد بضيق: أكمل أيه هو أنا بحكي فيلم يا أخويا بقولك عايزانا نتجوز...


صوت تحطيم يتبعه سقوط شخص ما أرضاً لينتفض ساجد وسامر بصدمة وهم ينظروا لبعضهم......


يتبع.... 


بقلم زينب سعيد القاضي.


الفصل التالي

26 تعليقات

أترك تعليقا

  1. ممكن فيروز تكون سمعته واغمي عليها من الصدمة

    ردحذف
    الردود
    1. ممكن تكملة على طول من غير انتظار

      حذف
  2. ررررررررروعه يسلمو ايديكي

    ردحذف
  3. 💔💔💔💔💔💔💔

    ردحذف
  4. روووووعه بجد

    ردحذف
  5. ساجد ده ناقص قوي والله

    ردحذف
  6. رووووووعه الله يهدك يا ام كريم وبيعد شرك انت والحيوانه التانيه

    ردحذف
  7. تحفه يا زوزو يا قمر بالتوفيق ان شاء الله دايما

    ردحذف
  8. روعه متتاخريش علينا بتشوقينا دايما

    ردحذف
  9. تسلم ايدك

    ردحذف
  10. اكيد فيروز ربنا يكون فى عونك يا ساجد

    ردحذف
  11. اكيد دى فيروز

    ردحذف
  12. تسلمى وتسلم افكارك هى الشخصيات بدأ يبقى فيها هزة ايه كده

    ردحذف
  13. رووووووعه

    ردحذف
  14. هو كريم مبيكسفش وفاهم ان شمس فاهمه امه عوزة تطلقهم مصيبه وساجد بيستهبل وشكله فعلا عاوز يتجوز وبيتحجج احسن ان فيروز سمعته روعة زينب البارت صغير

    ردحذف
  15. اكيد الي سمعت ساجد فيروز صح

    ردحذف
  16. كريم عارف ان امه بتخرب عليه وساكت والظاهر ان ساجد موضوع ريم الي تبي تتزوجه جاي علي هواه لكن ياتري لو الي سمعته فيروز كيف حيتصرف

    ردحذف
  17. اكيد فيروز سمعته وهى اللى أغمى عليها

    ردحذف
  18. رؤعه
    اكيد فيروز او مامت ساجد سمعو الحديث

    ردحذف
  19. ررررررررروعه

    ردحذف

إرسال تعليق

أترك تعليقا

أحدث أقدم