رواية وابتسمت الأيام الفصل الثامن بقلم زينب سعيد القاضي

 اللهم أرحم أبي وأغفر له واسكنه فسيح جناته.

اللهم أجعل قبره روضه من رياض الجنه.

                      الفصل الثامن

في سيارة جاسر.

يقود بيجاد السيارة بعد الجولة الشرائية وهو يتحدث في هاتفه بالإنجليزية تحت نظرات بتول المترقبة.

بينما في الخلف يتصفح جاسر هاتفه ويقوم بعرض صور الديكورات لهنا .

لينهي بيجاد المكالمة ويغلق الهاتف لينظر لجاسر من المرأة ويردد بتساؤل :هو خالو جاي ؟

جاسر بانتباه: اه.

بيجاد بفضول: وفريد ؟ هيجي معاه ؟

جاسر بنفي: معتقدش أنت عارف فريد ليه دماغ لوحده.

ليزفر بيجاد بضيق:ربنا يهديه.

هنا بتردد :هو مين فريد ؟

جاسر بتوضيح:أبن خالي.

هنا بعدم فهم: طيب مش هيجي ليه ؟

جاسر بهدوء:هو وبيجاد مش علي وفاق.

هنا بتفهم:طيب ليه ؟

جاسر بتوضيح:غيرة مش أكتر.

هنا بعدم فهم:غيرة أيه ؟ وليه ؟

جاسر بتوضيح: الأتنين دكاترة وبيجاد سافر وقدر يبني نفسه لكن فريد كان صعب يسافر عشان خالي لوحده.

هنا بتفهم:بس كل واحد ليه رزقه ده ميزعلش حد.

بيجاد بعملية:فيه ناس مش بتقتنع بده ربنا يهدي الجميع. 

ليصلوا بعد فترة أمام المنزل ليتوقف بيجاد بالسيارة ويردد بإبتسامة: حمد الله على السلامة.

بتول بخفوت: الله يسلمك.

هنا بإبتسامة: الله يسلمك.

جاسر بإبتسامة:نشوفكم بالليل بإذن الله.

هنا بخجل : بإذن.

لتترجل هنا وبتول ويصعدوا لشقتهم ويركب جاسر في الأمام ويبدأ بيجاد في قيادة السيارة….

…….

في شقة الدكتور عادل.

يفتح باب غرفة إبنه وينظر له بضيق:ممكن أعرف مالك بقي قاعد كده ليه ؟ فيك أيه يا فريد.

فريد بحزن:مفيش حاجة يا بابا .

عادل بنفاذ صبر:هو أيه الي مفيش حاجة ممكن أفهم في أيه ؟ ايه الي قلبك كده ده منظر واحد فرحه كمان أسبوعين وقاعد 

كده حتي شغلك مش بتروحه وقاعد ولا شغلة ولا مشغلة يا دكتور في ايه بالظبط ؟

فريد بنفاذ صبر:مالي يا بابا ما أنا كويس أهو.

عادل بتهكم:كويس كده كويس ؟

فريد بملل:اه كويس وكويس جدا كمان أيه مشكلة حضرتك ! 

عادل بنفاذ صبر:ماشي يا فريد براحتك المهم هتيجي كتب كتاب ولاد عمتك ؟

فريد بنفي: لا .

عادل بنفاذ صبر:هو أيه إلي لأ ممكن اعرف أفهم رافض ليه ؟

فريد بتهكم:هو دكتور بيجاد كان جه كتب كتابي عشان أحضر ليه.

عادل بنفاذ صبر: ممكن أفهم أيه مشكلتك مع بيجاد ؟ يا ابني ده إبن عمتك وانتوا زي الأخوات بلاش الهبل ده.

فريد بضيق: بابا لو سمحت.

عادل بقلة حيلة: براحتك يا فريد براحتك.

…….

في شقة بتول.

تفتح بتول الباب لتتفاجئ بحلا تقوم بنفخ العديد من البلالين وجوارها العديد من فروع الزينة لتدخل هي وهنا ينظروا للشقة بتعجب لتردد هنا بفضول:بتعملي أيه يا حلا ؟

حلا بإبتسامة: مش النهاردة كتب كتابكم لازم نزين البيت .

هنا بإبتسامة: فكرة حلوة تسلم إيدك.

حلا بإبتسامة:وجبت كمان جاتوهات وبيبسي وحلويات وجبت أطباق ورق وشوك.

بتول بإمتنان: شكراً يا حبيبتي كنت هنزل أشتري الحاجات دي فعلاً.

حلا بحماس:طيب يلا ساعدوني.

ليضعوا الحقائب من يدهم ويبدأون في مساعدتها في تعليق الزينة .

……..

في شقة جاد.

يجلس باسل مع هند بضيق لتردد سماح بحزن:خلاص يا باسل يا أبني بلاش تضغط عليها.

باسل بحزن:كتب الكتاب عائلي يا خالتي.

هند بحزن:معلش يا باسل سيبني علي راحتي.

باسل بحزن: عشان خاطري يا هند أقعدي شوية صغيرين عشان خاطري بس.

سماح بقلة حيلة: معلشي يا بنتي حاولي عشان خاطر بتول وهنا ميزعلوش والجماعة كتر خيرهم جم لغاية هنا اطمنوا عليكي.

هند بقلة حيلة:أمري لله.

باسل براحة: الحمد لله يلا هروح أطمئن علي الجماعة وأشوف محتاجين أيه وأرجع ليكم.

سماح بإحراج:غصب عني والله يا ابني أنه مش معاهم بس مش هينفع أسيب هند.

باسل بإبتسامة:تعيشي يا خالتي مننحرمش منك يا حبيبتي حسك موجود معانا ليكمل بتساؤل:هو عم جاد لسه نايم ؟

سماح بإيجاب:أيوة يا أبني بس هقوم أصحيه عشان صلاة العصر .

باسل بلهفة:ياريت عشان عايزه في كلمتين.

سماح بتساؤل:خير يا ابني ؟

باسل بلهفة:حابب نعمل اشعار في المسجد بكتب كتابي أنا وهند وكمان كتب كتاب بتول وهنا.

سماح بحيرة:هقوله حاضر يا أبني وربنا يصلح الحال.

……

في سيارة جاسر.

ينظر جاسر لبيجاد من وقت لآخر بتردد ليضيق بجياد عيونه ويردد بتساؤل:خير يا جاسر عايز تقول أيه ؟

جاسر بتردد :هو أنا ليه حاسس أن علاقتك أنت وبتول غريبة شوية!

بيجاد بثبات: غريبة أزاي مش فاهم قصدك ؟

جاسر بتوضيح:يعني حاسس في بينكم شد وجذب العلاقة متوترة وافقين لبعض علي الواحدة.

بيجاد بهدوء: عادي جداً أحنا يا دوب لسه مخطوبين إمبارح وده طبيعي جداً متنساش أني بالنسبة ليها مديرها في الشغل فهمت.

جاسر بحيرة:يمكن.

……..

في شقة زياد.

تصيح نحوي بجنون:نعم يا أخويا ؟ فرح أيه الي في ميعاده ؟

زياد بنفاذ صبر:ممكن تهدي وتفهميني مالك متعصبة كده ليه خلاص لقيت بنت مناسبة وخلاص.

نجوي بعدم تصديق:لقيتها ؟ لقيتها فين هي كمان فين إن شاء الله كسبتها في كيس شيبسي ؟

زياد بضيق:ممكن تبطي تريقة لو سمحتي ونتكلم بعقل .

نجوي بتهكم:طيب ممكن تتكرم وتفهمني مين العروسة دي إن شاء الله ؟

ليردد زياد بحذر:اسمها سهيلة طالبة في كلية طب لسه وتبقي صاحبة حلا. 

لتبتسم ساخرة:لا والله وصاحبة حلا هانم كمان لا والف لا الجوازة دي مش هتم. 

زياد باصرار :هتم يا أمي أنا خلاص روحت لأهلها واتفقنا علي كل حاجة. 

لتردد نجوي بعدم تصديق :لا والله يعني حضرتك بتعرفني من باب العلم بالشئ صح ؟

ليردد بملل :لا طبعا متحسبهاش كده انا كل إلي في دماغي دلوقتي حلا الكلب وأني اكسرها وأحسن رد إعتبار ليا أني أتجوز صاحبتها في يوم فرحنا. 

نجوي بضيق:اه طيب أهل العروسة دول أيه الي يوفقوا أن فرح بنتهم بعد 4 أيام دول لو لاقينها في الشارع مش هيعملوا كده والله ناس معندهاش ريحة الدم ولا الكرامة. 

زياد بغيظ : خلاص يا ماما أنتهينا والموضوع خلص بعد إذنك وانا خلاص أخدت قراري .

نجوي بتهكم:قرارك ماشي يا زياد لما أشوف أخرتها معاك ومع عمايلك دي .

زياد بخبث :أخرتها فل هقوم الم حاجات حلا وأروح أرميها ليهم وآشفي غليلي منها شوية. 

نجوي بضيق:براحتك أعمل ما بدالك انا راحة اتخمد لتنهض تتجه لغرفتها بضيق شديد. 

……..

في شقة جاسر. 

يقف أمام المرأة يتآمل مظهره بحلته السوداء القميص الأبيض والكرافت الزرقاء بابتسامة عريضة : قمر يا جسورة ليجلب فرشاة الشعر ويبدأ في تمشيط شعره وأرجاعه للخلف  وبعدها ينثر عطره ويتجه للخارج ليجد والديه وجده في إنتظاره. 

لتردد جيهان بفرحة :بسم الله ما شاء الله زي القمر يا قلب أمك ربنا يحفظك من العين يا حبيبي. 

ليقترب جاسر منها ويقبل يدها بحب :ويخليكي ليا يا ست الكل.

ليعتدل في وقفته ويردد متسائلا :هو بيجاد لسه بيلبس ؟

مصطفي بحيرة:اه يا أبني روح أستعجله عشان الناس. 

جاسر بلهفة :تمام خالوا هيجيب المأذون معاه صح !

مصطفي بضحك :ايوة يا سيدي هيجيبه معاه روح أنت بس أستعجل أخوك عشان أتأخرنا  

جلسر بلهفة :هوا ليتجه جاسر لغرفة شقيقه وسط ضحكاتهم العالية علي تصرفاته الطفولية. 

…..

في غرفة بيجاد. 

يجلس على الفراش وبيده كرافت باللون النبيتي واخره باللون الأسود .

ليطرق الباب ويدخل حاسر وينظر له بصدمة :أنت لسه ملبستش ؟

ليردد بيجاد باستنكار:ايه يا بابا ما أنا لابس أهو القميص والبنطلون فاضل الكرافت والجاكيت .

جاسر بملل :وده يبقي خلصت طيب قاعد كده ليه ؟

بيجاد بحيرة :محتار في اللون ؟

جاسر بتساول :لون فستان بتول أيه ؟

بيجاد بهدوء :نبيتي. 

ليردد جاسر ببساطة :يبقي تلبس النبيتي بسيطة دي. 

ليزفر بضيق:تمام أخرج بقي خلينا أخلص. 

جاسر برفض :لا يا أخويا قاعد علي قلبك لغاية ما تخلص أنجز يلا .

لينظر له بيجاد شذرا وينهض يقف أمام المرأة ويقوم بربط الكيرافت ويعدل قميصه وبعدها يقوم بتصفيف شعره وسط غيظ جاسر.. 

لينظر له بيجاد بتساؤل :مالك في أيه ؟

جاسر بغيظ :مالي أننا أتاخرنا أوي. 

ليزفر بيجاد بملل ويضع الفرشاة ويرتدي جاكيت البدلة ويقوم بإغلاقها ببطئ شديد مما أثار ضيق جاسر. 

لينظر له ببساطة :خلصت. 

جاسر بتهكم :يا فرحتي نفسي أتنطط من الفرحة بس ضهري بيوجعني. 

بيجاد بتهكم:لا اجمد يا عريس أنت داخل علي جواز يا حبيبي. 

جاسر بغيظ :طيب يلا أخويا أحنا متأخرين. 

………

في شقة بتول….

تقف هنا تنظر لبتول بإنبهار شديد لتردد بفرحة:بسم الله ماشاء الله تبارك الله يا توتا زي القمر.

بتول بحب وهي تنظر لها: حبيبتي يا هنا وأنتي زي القمر يا حبيبتي.

لتردد حلا بإبتسامة: أنتوا إلي الأتنين قمرات وجاسر وبيجاد عقلهم هيطير النهاردة.

هنا بإبتسامة: عقبالك يا حلا.

حلا بإبتسامة:يارب بس حظي يطلع حلو المرادي.

بتول بإبتسامة:أن شاء الله خير يا حبيبتي.

لتردد هنا بتساؤل:هو باسل لبس ؟

حلا بتأكيد: أه وراح يجيب هند ويجي.

بتول باشفاق:ربنا يشفيها يارب.

هنا بحزن:يارب صعبانة عليا.

بتول بحزن:ده اختبار من ربنا وان شاء الله يهدي علي خير وتخف وتقوم بالسلامة.

حلا بهدوء:طيب هروح أنده ليه عقبال ما تخلصوا لبس.

هنا بإيماءة: تمام يا حبيبتي..

………

تخرج حلا من الغرفة وتردد ساخرة: كلهم أتجوزا وبقوا احسن منك يا حلا وهتفضلي دايما نكرة ومكروها من الجميع لتكمل بغل بس لا أنا هفضل احسن منهم أنا الدكتورة حلا لتنتبه لفتح الباب ودخول باسل وبيده هند التي تستند علي ذراعه وخلفها والدتها ووالدها لتقترب منهم وتردد بإبتسامة مصطنعة:أهلا يا هند نورتي.

هند بإبتسامة هادئة:ده نورك يا حلا تسلمي .

لتنظر لسماح وتردد بفتور: منورة يا خالتي منور يا عم جاد.

سماح بإقتضاب:ده نورك يا حبيبتي عقبالك يا بنتي.

جاد بإبتسامة:تعيشي يا بنتي.

حلا ببرود: شكراً.

ليدخلوا ويجلسوا وبعدها يرن جرس الباب لينهض باسل ويردد بلهفة:شكلهم وصلوا ليذهب ليفتح الباب ويتفاجئ بزياد أمامه ويحمل عديد من أكياس الزبالة…. 

يتبع……..

بقلم زينب سعيد.

الفصل التاسع من هنا