رواية وإبتسمت الأيام الفصل الثاني بقلم زينب سعيد القاضي

 اللهم أرحم أبي وأغفر له وأسكنه فسيح جناته. 

اللهم اجعل قبر أبي روضة من رياض الجنة. 

                   الفصل الثاني 

حلا بعدم فهم:قصدك أيه بأني أنا الي نهيت كل حاجة ؟

ليبتسم فريد ساخرا:يعني أنا سمعت كلامك مع سهيلة وعرفت حقيقتك.

لتردد حلا بحيرة: كلام أيه وحقيقة ايه أنا مش فاهمة حاجة ؟

ليبتسم فريد بتهكم:أظن لعبتك أنكشفت من زمان يا حلا وخلاص مفيش داعي.

حلا بغيظ:هو أيه الي مفيش داعي أنا مش فاهمة أنتي بتتكلم عن أيه أصلاً ؟

لينظر لها ساخرا ويردد لها ما سمعه.

لتجحظ عيناها وتردد بعدم تصديق:أنت بتقول إيه ؟ الكلام ده مش صح.

ليردد فريد متهكما : مش ده كان صوتك ؟ ولا شربوكي حاجة اصفرا عشان يسجلوا ليكي!

حلا بشرود:صوتي والكلام ده أنا قولته فعلاً بس مش عليك أنت.

ليضم حاجبيه بعدم فهم:قصدك ايه ؟

لتغمض عيونها بأسف:سهيلة جت في مرة قالت ليا أنها شاكة أن مازن بيحبني أنا وأنه دائما بيكلمها عني وبيقول اني أنا وانت مننفعش لبعض فأنا قولت الكلام ده ليها وهي قالت هتسجله عشان تبعته لمازن ويشيلني من دماغه.

ليردد بعدم تصديق: يعني التسجيل ده ليه هو ؟

حلا بتأكيد:أيوة وفي آخر التسجيل قولتها أن حتي لو أنا وانت محصلش نصيب أن مازن لو اخر راجل في الدنيا يستحالة أرتبط بيه.

فريد بحيرة:بس الجزء ده مسمعتوش.

حلا بضيق:أكيد قصه عشان يلعب اللعبة دي عليك وانت صدقته ياريتك كنت جيت واجهتني يا فريد بدل ما دمرت كل حاجة في لحظة .

لينظر لها فريد قليلاً ويردد بحزم:أنا هتاكد من الكلام ده ولو طلع كلامك صح هيبقي ليا تصرف تاني مع الكلب ده لينظر لها بغيرة طيب وهتعملي أيه مع خطيبك ده ؟

حلا بضيق:خلاص مبقاش خطيبي حكايتنا خلصت.

ليردد فريد ساخرا:تفتكري هيسيبك كده عادي .

لترفع كتفيها بالمبالاة:يخبط دماغه في الحيط.

ليردد بهدوء:طيب هوصلك وكلامنا لسه مخلصش…….

…….

في المستشفى.

يغادر الجميع ويظل باسل ووالدة هند برفقتها فقط لتردد سماح بإستئذان:هروح أمشي رجلي شوية يا أبني وراجعة ليكم.

باسل بلهفة:تمام يا خالتي .

لتغادر سماح ليتجه سريعاً لفراش هند ويجلس جوارها ويردد بحنان:ممكن أعرف بقي أنتي زعلانة ليه ؟ 

هند بحزن:أنت أتجوزتني ليه ؟ عشان تشمت فيا يا باسل ؟ 

ولا عشان شفقان عليا.

باسل بعتاب:أخص عليكي يا هند أنا ممكن أشمت فيكي  ؟ 

وبعدين أيه شفقان عليكي دي ؟ وايه إلي يخليني أشفق عليكي ها انتي ماشاء الله زي القمر أهو .

لتردد بتهكم :قمر بس معتم.

ليزفر بضيق :هند ممكن تبطلي كلام في الموضوع ده وبلاش تقللي من نفسك هتخفي وترجعي تشوفي تاني ده مجرد اختبار من ربنا ليكي.

هند بتردد:بس انت لسه زعلان مني بسبب الي قولته.

ليتنهد باسل بحزن:الي قولتيه صعب يتنسي بسهولة يا هند بس أنا بحاول أتناساه عشان مضيعش حبنا وأرجع أندم بعدين وبصراحة الي عملتيه خلاني أتغير للأحسن يعني دلوقتي بقيت أشتغل الحمد لله وبقيت اعتمد علي نفسي أكتر من الأول والفضل في ده ليكي أنتي أه الي عملته كسرني بس رب ضارة نافعة يعني لو مكنش ده حصل كنت هفضل زي منها ومكناش هنبقي متجوزين دلوقتي .

هند بحزن:تفتكر هشوف تاني ؟

باسل بتأكيد:بإذن الله يا حبيبتي.

…….

في شقة بتول.

تجلس بتول برفقة هنا يتحدثون بأمر باسل لتردد هنا بعدم تصديق:أنا لغاية دلوقتى مش مصدقة أن باسل وهند اتجوزت أو أنهم كانوا بيحبوا بعض أصلا حاسه أني في فيلم أبيض وأسود.

بتول بهدوء:كنت شاكة أن تغير باسل بعد إنهياره الأخير كان وراه واحدة بس بصراحة استغربت أنها هند.

هنا بتأكيد: فعلاً مكنش باين عليهم حاجة خالص.

بتول بحزن:ربنا يتم شفاها علي خير.

هنا بتساؤل:تفتكري حلا هتتقبل الموضوع كده عادي ؟

بتول بهدوء: وهي دخلها أيه في الموضوع ؟

هنا بضيق:أنتي عارفة أنها مش بتحب خالتي سماح ولا عم جاد ولا هند حتي.

بتول بهدوء:ربنا يهديها بإذن الله وبعدين هي خلاص هتتجوز مظنش أن هيبقي ليها إحتكاك بيهم.

هنا بحيرة:ممكن ربنا يهدي.

ليقطعهم طرق عالي علي باب الشقة.

لتردد هنا بفزع :في أيه ؟

لتنهض بتول بتوتر: مش عارفه هفتح وأشوف مين لتتجه بتول وتفتح الباب بحذر لتتفاجئ بزياد الذي يقف أمامها وجهه ينزف بشدة.

لتردد بتول بلهفة:حلا فين ؟ وايه الي حصل.

ليردد ساخرا:حلا فين هي الهانم لسه مرجعتش من مع عشقها ؟

بتول بصدمة:انت بتقول إيه ؟

هنا بعصبية:ايه الكلام الفارغ ده يا راجل أنت ما تحترم نفسك.

ليردد يتهكم:أنا الي احترم نفسي ما بلاش أنتي يا بتاع شادي يا بت ده انتي كنتي مع واحد في شقة.

لتصيح بتول بجنون وهي تصفعه علي وجنتيه :اخرس يا سافل يا واطي.

ليضع وجه مكان الصفعة ويردد بصدمة: بتضربيني يا حثالة يا لمامة.

بتول بعصبية:اخرس يا واطي واتفضل مع السلامه والجوازة دي مش هتم ولو تمت تغور في داهية معاك مش عوزنها.

لا يا بتول أنا فسخت الخطوبة خلاص قالتها حلا التي حضرت للتو.

ليلتفت لها زياد بشر:حمد الله على السلامة ايه خلصتي صرمحة ورجعتي.

حلا بعصبية:أخرس أيه هتكدب الكدبة وتصدقها أتفضل يلا من غير ما طرود كل شئ قسمة ونصيب بالسلامة.

ليردد زياد بجنون:هو ايه الي كل شئ قسمة ونصيب ده أدفنكم هنا.

ليفتح باب الشقة الآخر ويقترب جاد بفزع:خير يا جماعة في أيه ؟

زياد بعصبية:فيه أن الهانم الي ملهاش حاكم عايزة ترفض الجوازة عشان شافت ليها شوفة تانية.

حلا بنفي:لا والله كداب أنا غيرته بين أنه يحبلي شقة أو نلغي الجوزاة بعد الي والدته عملته معايا أنا وهنا وهو مع الاسف ظهر علي حقيقته كل واحد يروح لحاله.

جاد بحيرة:طيب يا أبني كلامها مفهوش غلط كل واحد يروح لحاله وزي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف اديله يا بنته دبلته ويبقي الي ليه عندك خده.

لتخلع حلا الدبلة سريعاً وتضعها بيد زياد.

لينظر لهم بغل:بقي كده.

حلا بتحدي:اه كده روح شوف الي علي مقاسك يا دكتور.

لينظر لهم بشر مرددا بتوعد:ماشي الصبر حلو وهخليكي تيجي تركعي تحت رجليا عشان اتجوزك قالها وتحرك من أمامهم كالأعصار ليتنهد الجميع براحة.

ليردد جاد بضيق: سبحان الله من اول ما شوفته مرتحتش ليه.

حلا بضيق:خلاص أهو راح لحاله.

جاد بإستئذان:يلا هروح أريح يا بنات تصبحوا علي خير.

البنات: وأنت من أهله.

ليدخل جاد شقته ويغلق الباب وكذلك الفتيات وفور دخولهم تصيح بتول بحزم:عايزة أعرف ايه الي حصل بالتفصيل.

هنا بتهدئة:طيب تعالوا نقعد بس ونتكلم علي رواقة ليتجهوا للداخل ويجلسون.

لتنظر لها حلا بتردد وتسرد لها ما حدث .

لتردد بتول بتساؤل:وانتي تعرفي الي انقذك ده ؟

حلا بتوتر:اه كان زميلي.

لتردد بتول بريبة: ماشي يا. حلا المهم انك فوقتي قبل فوات الاوان خلاص صفحة زياد صفحة وانطوت أنسيها وشوفي حياتك من جديد.

حلا بحزن:ده الي هغمله فعلا يا بتول مش عارفه ازاي كنت هضيع نفسي بغبائي.

هنا بخفوت: كويس إنك اعترفتي انك غبية.

حلا بتساؤل:بتولي ايه يا هنا ؟

هنا بفتور: سلامتك لتكمل بغيظ أنتي كنتي حكيتي ليه موضوع شادي ؟

حلا بلهفة : لا طبعا والله ما جبت سيرتك أصلا. 

هنا بريبة :أمال عرف منين ؟

حلا بحيرة :والله ما أعرف. 

بتول بهدوء : خلاص الموضوع خلص طبيعي أننا نغلط لكن الغلط أننا نستمر في الغلط المهم إنك فوقتي يا حلا. 

حلا براحة: الحمد لله.

هنا بتوتر:صحيح باسل اتجوز هند.

حلا بعدم تصديق:هند ! أتجوزا أمتي وازاي هي مش هند تعبانة.

لتسرد لها هنا ما حدث.

لتردد حلا بهدوء:ربنا يوفقهم.

هنا بصدمة:يعني أنتي مش مضايقة ؟

لترفع كتفيها بلامبالاة:لا دي حياته وهو حر فيها يلا هقوم أنام تصبحوا علي خير.

ليرددوا بصدمة:وأنتي من أهلة .

هنا بحيرة:هي دي حلا ؟

بتول بحيرة:اه.

هنا بحيرة:أنا مصدومة بصراحة من رد فعلها.

بتول بتفكير:يمكن ربنا هداها.

هنا بتهكم:أو يمكن خالها الطيب حاضر.

بتول بضحك:ماشي يا غلباوية يلا ننام.

………

في شقة جاسر.

يقف برفقة شقيقه يحتسون القهوة في الشرفة ليردد بيجاد بحيرة:بس الي حصل النهاردة ولا في الأفلام.

جاسر بتأكيد: فعلاً بس هو شكله بيحبها.

بيجاد بهدوء:بس الحب لوحده مش كفاية حالتها مش سهلة يا جاسر ونفسيتها هتبقي صعبة الفترة الجاية ومحتاجة صبر في التعامل معاها.

جاسر بإبتسامة:وهو أكيد هيصبر عليها الي بيحب حد بيعمل المستحيل عشانه ليكمل بتساؤل صحيح انت شايف حالتها أيه ؟

بيجاد بعملية:حالتها مش أحسن حاجة ومفيش إمكانيات كبيرة عشان تتعمل هنا في مصر والأفضل أنها تسافر بره.

جاسر بحيرة:طيب دول ظروفهم علي قدها أزاي هيقدروا علي علاجها ؟

بيجاد بهدوء: لو حابين أنا ممكن أسفرها تتعالج بره أنت ناسي أني شريك في مستشفى كبيرة في لندن بس الفكرة أن الناس دي عندهم عزة نفس وأكيد هيرفضوا.

جاسر بحيرة:والله عندك حق مع أننا بقينا أهل بس حساسين زيادة.

بيجاد بهدوء:سيبها بظروفها وان شاء الله خير.

جاسر بتمني:يارب يا بيجاد يارب.

………

يفتح باب الشقة ويدخل لتنهض والدته بفزع فور رؤيته:أيه ده يا زياد ايه الي حصلك ؟

ليرمي المفاتيح بإهمال ويجلس علي الأريكة بضعف:ده كله بسببك.

والدته بإستنكار وهو تجلس جواره :بسببي ليه أن شاء الله ؟ 

كنت أنا الي شلفطك كده ؟

ليردد ساخراً:لا بسبب الي عملتيه في حلا.

لتردد بعدم تصديق:حلا هي الي ضربتك كده ؟

لينظر لها بغيظ: أكيد طبعاً لا.

لتزفر بضيق:أنت هتنقطني ما تنطق.

لينظر لها بضيق ويسرد لها ماحدث.

لتنهض بلهفة:يعني خلاص الجوزاة باظت ؟

لينظر لها بضيق:كل الي همك أن الجوازة باظت تقدري تقولي هنعمل أيه في الفرح ومع المعازيم وهجيب عروسة مناسبة زيها منين؟

لتردد ببرود:عادي هتلاقي أحسن منها كمان وبنت ناس ومتربية و.

ليقطعها ساخرا:وإلي أحسن منها دي هترضي بواحد زي عقيم ليه ؟ 

لتردد بمدافعة :وآية يعني ممكن الي تتجوزها تكون مش بتخلف ونكسر عنها بردوا.

ليردد بغيظ:لولا تصرفك كان زماني أتحوزتها وعرفنا تكسرها لكن حضرتك ضيعتي ده كله بس انا مش هسكت هرجعها ليا مهما كلفني الأمر. 

………

يستيقظ مازن من نومه بفزع علي طرقات عالية علي باب الشقة ليركض سريعاً ويفتح الباب ويتفاجئ بفريد وقبل أن يفتح فمه باغته فريد بلكمة أسقطته أرضاً وأنقض عليه فريد وهو يسبه بأفظع الشتائم.

ليتحدث مازن بألم:في أيه يا أبني أبعد عني جاي بزعابيك ليه.

لينهض فريد عنه ويلف حوله ويردد ساخراً: بقي أنت يا واطي تلعب اللعبة دي كلها عليا.

ليعتدل مازن بألم ويردد بعدم فهم: ألعب أيه أنا مش فاهم حاجة ؟

ليردد فريد ساخرا:لا فوق من جو الملايكة ده كشفت لعبة التسجيل وأن حلا كانت تقصدك أنت.

ليردد مازن بدفاع:سهيلة بتكدب أصلاً بتقول كده عشان أنا سيبتها.

ليردد فريد ساخرا:بس أنا مقولتش سهيلة!

ليمتعض وجه مازن ويردد بتوتر: أمال جبت الكلام الفارغ ده منين ؟

ليردد فريد بتحدي:من حلا.

مازن بصدمة:حلا ؟

فريد بتأكيد:اه حلا واجهتها وعرفت منها الحقيقة

.

لينهض مازن ويردد بحقد:طيب مبروك عرفتوا الحقيقة هتفرق في أيه ؟ حضرتك كتبت كتابك وهي فرحها كمان أسبوع يعني زي ما بقتش ليا مش هتبقي ليك.

فريد بصدمة:أي كمية الغل والشر ده عملت ليك ايه أنا ولا هي عشان تعمل فينا كده ؟

ليردد مازن بحقد:عملتي أيه ؟ عايش طول عمرك في بوقك معلقة دهب وراكب عربية اخر موديل وأنا حيالله ماشي بقوت يومي وباخدها مشي عشان معيش أجرة الميكروباص  ولما شوفت حلا وعحبتني لقيت جنابك لفيت عليها بس قولت ماشي أكيد هتزهك مني ونسيبها ليا زي هدومك وحاجتك القديمة أديني باخد الفضلة بتاتعك لكن المصيبة حبيتها وهي حبيتك وانا خلاص بح البنت الوحيدة الي حبيتها انت اختها مني بس مقدرتش فرقت بينكم وكنت هتجوزها لكن هي راحت تتجوز واحد تاني بس معلش مش مهم المهم إنك أنت وهي متبقوش لبعض.

فريد……..

يتبع...........

بقلم زينب سعيد القاضي. 

الفصل الثالث من هنا