اللهم ارحم ابي و اسكنه فسيح جناته.
اللهم أجعل قبره روضة من رياض الجنه.
الفصل السابع
تقطع السيارة طريقها لينقبض قلبها بشدة ليفتح باب السيارة ويترجل شادي هي تتذكره جيدا وتذكر عدم مجيئه للمشغل منذ فترة كبيرة.
لتردد باستغراب:استاذ شادي!
يبتسم شادي بإتساع:ايه ده يا هنا لسه فكراني ؟
هنا ببراءة:اه طبعاً فاكرة حضرتك بس ليه مبقتش تيجي المشغل ؟
ليتحدث بوداعة ذئب: أصلي كنت مسافر أشتغل بره وبتول أخبارها أيه ؟
لتردد هنا بإبتسامة:بتول دخلة الجامعة خلاص دخلة كلية التمريض وبقت بتشتغل كمان في عيادة.
ليبتسم بسخرية متهكمة :اه بالتوفيق طيب وأنتي اخبارك أية بقيتي في ايه دلوقتي ؟
هنا بفخر:خلاص في ٣إعدادي وهدخل ثانوي كمان كام شهر.
شادي بإبتسامة: بجد الف مبروك فرحتيني بيكي أنا بجد فخور بيكي بقي البنوتة الصغيرة ام ضفاير كبرت وراحة الثانوي خلاص.
هنا بخجل : شكراً لحضرتك بعد إذن حضرتك بقي همشي عشان متاخرش.
شادي بحذر :ماشي يا هنا بس متقوليش بتول اني رجعت .
هنا بعدم فهم:ليه ؟
شادي بوداعة:اصلي مسافر بكرة ومش هقدر اشوفها وأسلم عشان متزعلش دي كانت زي اختي الصغيرة.
هنا بحيرة:ماشي.
شادي بمكر:تحبي اوصلك بدل ما تروحي لوحدك في الوقت المتأخر ده ؟
هنا برفض:لا شكراً مينفعش.
شادي بعتاب:أخص عليكي يا هنا خايفة مني ؟
هنا بلهفة:لا مش قصدي بس عشان متعبش حضرتك ولو حد من اخواتي شافني هيزعلوا مني.
شادي بحزن مصطنع:خلاص يا هنا براحتك أنا بس مكنتش عايزك تمشي لوحدك في الوقت ده انتي متعرفيش أنتي غالية عندي ازاي.
لتصمت عنا بتفكير وتردد بخجل:ماشي بس هتنزلني بعيد عن الحارة.
شادي بلهفة:زي ما تحبي اتفضلي.
يتجه سريعاً لباب السيارة الآخر ويفتح لها الباب لتتحرك هي بخجل وتتجه للباب الآخر وتركب علي استحياء ليغلق هو الباب ويركب في مقعده ويبدأ في القيادة وهو يتحدث معها بكلامه المعسول والذي آثار بها غريزتها الانوثية رغم أنها بالثانية عشر من عمرها ولكنها انثي أو بالأصح مراهقة صغيرة مفتقدة للحنان والتدليل من الجنس الآخر.
ليتوقف بسيارته أمام الشارع الرئيسي ويردد بحزن مصطنع :وصلنا.
هنا بتوتر:متشكرة لحضرتك جدا.
شادي بحزن:أنا مش عارف هسافر ازاي يا هنا أنا يا دوب لسه شايفك واتعلقت بيكي.
هنا بحزن:معلش بقي يا استاذ شادي النصيب.
شادي بعتاب:شادي وبس يا هنا.
هنا بخجل:مش هقدر .
شادي بإصرار:هتقدري قوليها شادي بس كده.
لتفرك يدها وتردد بخجل: شادي.
لتتسع ابتسامته ويردد بغزل:أحلي شادي سمعتها في حياتي.
ليضع يده في تبلوه سيارته ويخرج هاتف قديم وشريحة جديدة ويمد يده لها.
لتنظر له بتساؤل:ايه ده ؟
شادي بلهفة:ده تليفوني القديم ودي شريحة جديده كنت جايبوا ليا خليه معاكي عشان اطمئن عليكي.
لتنظر له هنا بتردد :مش هينفع.
لتصيبه خيبة الأمل ويردد بحزن مصطنع:براحتك يا هنا.
لتتحدث بتردد :طيب اخواتي لو شافوه هقول ليهم إيه ؟
شادي بلهفة:خبيه وهنحدد وقت نتكلم فيه تكوني بعيدة عن البيت ايه رأيك ؟
لتاخذه هنا بتردد :ماشي يلا أنا لازم أمشي اتاخرت أوي.
شادي بإبتسامة واسعة:اتفضلي.
لتترجل سريعاً من السيارة وهي تتلتف حولها ليشير لها من سيارته ويغادر سريعاً وتقف هي تأخذها نفسها براحة خوفا من أن يكون رآها أحد لتجد يد توضع علي كتفها لتنتفض بشدة .
بتول بتعجب: مالك أتخضيتي كده ليه ؟
هنا بتوتر: مفيش اصلي مشوفتكيش وانتي جاية.
بتول بتساؤل:طيب واقفة كده ليه ؟
هنا بتوتر :كنت بفكر اروح اجيب جبن وشوية حاجات.
بتول بإبتسامة:لا يا ستي مش محتاجين يلا نطلع.
لتتحرك بتول ومعها هنا التي تخفي الهاتف بين ملابسها……..
…….
يقود سيارته وهو يضحك بصخب فهذه الصغيرة علي ما يبدوا مفتقرة للحنان والخبرة لكن مهلاً فهي مازالت صغيرة ليتمهل قليلا ليفوز بها…..
……..
مرت الايام بصعوبة علي الجميع بتول منهمكة في دراستها وما بين عملها في المشغل والعيادة.
وحلا تبذل قصارى جهدها من أجل أن تحصل علي مجموع عالي فهي بالمرحلة الثانوية الان وعليها أن تتفوق علي بتول مهما كلفها الأمر.
أما عن هنا فهي تعيش في وهم الحب يحادثها شادي كل يوم ويغرقها في كلامه المعسول التي باتت تعشقه وتهوي الاستماع إليه فدائماً ما تستمع لأحاديث اصدقائها عن حب وتسمع قصصهم التي يرونها والان اصبحت هي أخري تحيا بقصة حب تتمني أن تنتهي بالزواج فهذا طموحها لا تدري انها وقعت مع ذئب ضاري لا أكثر.......
.......
مر العام الدراسي بسرعة وبدأت امتحانات الجميع وكذلك امتحانات الثانوية العامة ونجحت بتول بتقدير امتياز والاولي علي الدفعة مما زادها فخر وإعتزاز بنفسها وهي تستمع لمدح أساتذتها الجامعيين بها......
........
أما هنا فهي أنهت الشهادة الاعدادية بمجموع عالي وكذلك باسل الذي تفوق هو الآخر بمحوع عالي وأصبحت بالصف الثالث الثانوي....
وظهرت نتيجة الثانوية العامة لكن لم تحصل علي نفس مجموع بتول خاب أملها وحصلت علي مجموع ٩٧%لكنها بالفعل تفوقت علي بتول وقبل تقديرها بكلية الطب مما زاد ثقتها وغرورها أكثر فأكثر.
وهذا اسعد بتول كثير فحلا ستصبح طبيبة واتمني أن لا يخذلها الله ويلتحق باسل هو الآخر بكيلة الهندسة كما يرغب وكذلك هنا تدخل كلية قمة وقتها ستشعر أن تضحيتها لم تصبح هباء.
......
في احد الايام.
تقف حلا في المطبخ مع بتول تتحدث بعصبية شديدة.
لتردد بتول بهدوء:ممكن افهم متعصبة ليه دلوقتي ؟
حلا بعصبية:من وقت النتيجة ما ظهرت وعمالة اقولك محتاجة فلوس عشان هدومي تقولي استني شوية وبردوا مطنشة .
بتول بتريث:حلا يا حبيبتي انتي طالبة فلوس لهدوم والموبايل ده كله مبلغ كبير اصبري بس عليا ادبرهم ليكي أنا نفسي معنديش موبايل استغني عنه السنادي.
حلا باستخفاف: والله عايزاني أبقي دكتورة أزاي وامشي وسط صحابي الدكاترة وانا أقل منهم.
بتول بتساؤل:حلا يا حبيبتي انتي ماشاء الله بقيتي دكتورة وده من كرم ربنا عليكي بلاش تتكبري وتتغري علي الناس.
حلا بنفاذ صبر:أنا مش مغروره حتي لو مغرورة فيحقلي أنا خلاص هدخا كلية الطب وكلها كام سنة واتخرج واشتغل ويبقي عندي ڤيلا وعربية وامشي من الحارة دي.
بتول بعدم تصديق:حلا انتي سامعة نفسك بتقولي ايه ؟ الحارة دي الي عيشتي واتربيتي فيه منها تكبري متكبريش علي أهلك .
حلا بنفاذ صبر:مش هنخلص من الحكم الي ملهاش لازمة الفلوس تجهز يا بتول.
لتتنهد بتول بقلة حيلة:حاضر يا حلا هحاول أقبض الجميعة الشهر ده وخدي الي عايزاه منها.
حلا بطمع: لا هخدها كلها انتوا مش محتاجين حاجة.
بتول بعدم تصديق:عايزة تخدي ٥٠٠٠الاف لوحدك طيب مش مهم أنا طيب أخواتك محتاجين هما كمان حاجات.
حلا بملل :هنا محوشة فلوس تصرف منهم وباسل مش محتاج حاجة.
بتول بقلة حيلة: حاضر يا حلا المهم تبقي مبسوطة.
..........
يجلس علي الفراش يدخن سيجاره بشرود تام لتدخل زوجته وتنظر له بضيق.
ليتنبه لها ويردد بنفاذ صبر:عايزة ايه يا بومة أنتي ؟
زوجته سمر بحزن:حرام عليك الي بتعمله في نفسك وفينا ده كل يوم سهر لنصف الليل بره وراجع سكران وحالتك حالة ولما تبقي هنا قاعد تشرب السخام ده حرام عليك مش بتفكر في ابنك الي لما يشوفك كده ممكن يفكر يقلدك.
ليردد شادي بملل:وفيها ايه أما يقلدني.
لتنظر له بعدم تصديق:أنا بتكلم معاك ليه أصلا أنا غلطانة إلي زيك دلوقتي بيشتغلوا وبينحتوا في الصخر عشان عيالهم مش قاعدين زي حلاتك مستنين المصروف.
يتنفض من الفراش ويتجه لها بشر ويمسكها من خصلات شعرها بعنف متحدثا بفحيح:بقولك ايه يا حلوة محدش ضربك علي إيدك عشان تتجوزيني أبوكي مصدق جالك حد يعبرك ومصدق جوزك يعني تبوسي ايدك وش وضهر يا شاطرة .
لتردد بألم:سيب شعري حرام عليك.
لينظر لها بإستهزء ويقوم بنفخ دخان سيجاره في وجهها وبعد يخرجها من فمه ويقوم بإطفائها في وجهها لتصرخ هي بألم وسط ابتسامته بحالتها....
.........
تجلس هند مع والدتها أما التلفاز بشرود تام لتردد والدتها بحيرة:مالك يا هند سىرحانة في ايه ؟
هند بحزن:صعبان عليا بتول اوي.
سماح بقلة حيلة:مين سمعم يا بنتي بقي البت حلا هتبقي دكتورة وبتول ممرضة.
هند بأسف: صعبانة عليا اوي هي تستاهل كل خير ليه بيخصل معاها كده.
سماح بضيق:ايه الي بتقوليه ده يا بنتي كله حلو مين عارف بكره ربنا مخبي ليها ايه.
هند بتمني:يارب يا أمي......
........
يتبع..........
بقلم زينب سعيد القاضي.
جميل جداً كملي بسرعه متتاخريش علينا بتشوقينا دايما دمتي مبدعه
ردحذفللاسف التضحية الزيادة دى هى اللى حتدفع تمنها لوحدها.. حلا طماعه وانانيه.. وبتول بتسعدها على كده... وباسل تتكلم مكبر وكنان... وممكن هنا تصبح ضحية ل شادى.. وتضع..
ردحذفجميله جدا جدا ياريت هنا حد يلحقها
ردحذفروووووعة جميلة جدا تسلم ايدك يا مبدعة
ردحذفاكبر غلط التضحية من غير حساب بيقى عادى وحق الأناني زى حلا وباسل واول بيخلص احتياجاتهم ويكبر ويوصل أهدافهم يبعدو و يتدبرون ويمكرون المعروف
ردحذفتحفة البارت قصير
ردحذفتم
ردحذفجميله احسنتي
ردحذفروعة أبدعتي
ردحذفجميله اوى اوى
ردحذفرواية حلوة كثير
ردحذفجميله جدا جدا تسلم
ردحذفإرسال تعليق
أترك تعليقا