رواية تضحية ألم الفصل الثامن


ارحم ابي و اسكنه فسيح جناته.

اللهم أجعل قبره روضه من رياض الجنه.


                        الفصل الثامن



   


في آول يوم دراسي بالعام الجديد تقف حلا أمام المرأة تنظر لمظهرها بغرور تحت نظرات هنا المتهكمة.


لتدخل بتول الغرفة وتردد بتساؤل:يلا يا بنات الفطار الجاهز لتنظر لحلا بعدم رضا.


لتردد حلا بضيق:ايه مالك بتصي ليا كده ليه ؟


بتول بعتاب :قولتلك بلا مكياچ روحتي واشتريتي وكمان حطاه اوفر أوي.


لتردد حلا ساخرة: اولا اسمه ميك اب مش مكياچ ومش اوفر ولا حاجة وانتي أصلا مبتفهميش فيه عمرك في حياتي مسكتي صباع روچ حتي.


لتزفر بتول بنفاذ صبر:براحتك يا حلا بس عايزاكي تعرفي انك راحة الجامعة تتعلمي وبس.


لترفع حلا إحدي حاجبيها متهكمة:قصدك ايه ؟


بتول ببرود:قصدي انك متفكريش في الجواز دلوقتي يا حلا لسه بدري جدا علي الموضوع ده.


حلا بعصبية:قصدك اني بعمل ده كله عشان عريس 

؟

بتول بهدوء:أنا مقولتش كده أنا بحذرك مش اكتر اعتبريها نصيحة.


حلا بنفاذ صبر:متشكرين لخدماتك هو فرق سنة ما بينا يعني مش مستاهل أنك تنصحيني.


بتول بإبتسامة :حتي لو فرق دقيقة واحدة هتفضلي اختي الصغيرة الي بحبها وبخاف عليها.


حلا بهدوء:ماشي يا بتول وانا كمان بحبك همشي أنا عشان متاخرش.


بتول بتساؤل:مش هتفطري ؟


حلا برفض:لا هيبقي افطر مع صحابي سلام.


لتردد بتول بقلة حيلة:سلام.


لتتحدث هنا أخيرا بغيظ:تصدقي أنا هتشل منها.


بتول بضحك:يلا يا ام لسان ونصف عشان عندك مدرسة.


هنا بإصرار:أيوة أنا هقوم اروح مدرستي واذاكر واجتهد وابقي دكتورة كمان واغيظ حلا.


لتحرك بتول رأسها بيأس:ماشي يا ستي يلا بقي عشان متتاخريش……


…….


في كلية التمريض.


تجلس بتول في المدرج مع صديقاتها عهد وسهر بشرود تام.


لتردد سهر بتساؤل: سرحانة في أيه يا بتول ؟


لتتنهد بتول بقلق: النهاردة اول يوم لحلا في كلية الطب.


سهر بإبتسامة: ما أنا عارفة أية المشكلة بقي ؟


بتول بتوتر:حلا الغرور واخدها خايفة عليها أوي.


عهد بتفهم:متقلقيش يا بتول أكيد هتشوف ناس كتير والغرور ده هيختفي متقلقيش لما تتعامل مع الناس.


بتول بتمني:يارب.


قطع حديثهم دخول دكتور المادة الذي بدأ في شرح المحاضرة.


وبتول تجلس منسطة بتركيز شديد تدون النقاط الهامة…..


……..


في المدرسة الثانوية.


في أحد الأركان يقف باسل مع هند يتحدثون سويا

 .

لتردد هند بتوتر وهي تلتفت حولها:ايه بقي الموضوع المهم الي عايزنا نتكلم فيه هنا في المدرسة يا باسل أنت أتجننت صح ؟ ممكن حد يشوفنا أختك نفسها بقت معانا في المدرسة.


باسل ببرود:خلصتي كلامك ؟


هند بغيظ:ايه البرود الي أنت فيه ده اه يا سيدي خلصت كلامي عايز ايه بقي ؟


باسل بثبات:هو سؤال واحد وهسيبك تمشي واتمني تجاوبيني عليه.


هند بفضول:ايه السوال ده بقي ؟


باسل بثبات: انتي بتحبيني ؟


لتنظر له بعدم تصديق فما يتفوه به هذا الأبله فإذا لم تكن تحبه لما ستقف معه هكذا لتردد بذهول هو لو مش بحبك هقف معاك الوقفة دي ليه ؟


ليتنهد باسل براحة:طيب الحمد لله بصي يا هند أنا عارف اني أنا ظروفي مش احسن حاجة بس الحمد لله كل الي هقدر أقوله ليكي اني هعمل كل الي أقدر عليه عشان اكون جدير بيكي وبتمني تكوني جنبي وتدعميني في ده.


هند بصدق:أنا بحبك فعلاً يا باسل وهفضل واقفة جنبك لغاية ما توصل إليه أنت عايزه وتأكد اني راضية بيك حتي لو كنت ايه.


باسل براحة:كده طمنتيني وأوعدك اني هكون جدير بيكي……..


……..


بعد الظهر.


تغادر هنا المدرسة بخطي سريعة للذهاب للمنزل لتستعد للذهاب الي المشغل.


ليلتفت نظرها زمور السيارة التي جوارها لتلتفت ببصرها تجاهها وسرعان ما تتسع إبتسامتها وهي تردد بخفوت: شادي.


ليتوقف بسيارته ويترجل مرددا بإبتسامة: اخدت إجازة مخصوص عشان اجي وأشوف اميرتي الحلوة في أول يوم دراسة ليها.


لتبتسم هنا بخجل:بجد فرحتني اوي انك رجعت عشاني.


شادي بمكر:هو انا عندي أغلي منك يا هنون يلا تعالي اركبي.


هنا بتوتر:مش هينفع لازم اروح عشان اروح المشغل وكمان بتول هتروح النهاردة مينفعش اتاخر عليها.


شادي بتفكير:طيب تعالي اوصلك واشتري حاجة نأكلها في السريع مش معقول جاية من اخر الدنيا عشانك وتستخسري تقعدي معايا شوية.


هنا بلهفة:غصب عني والله بس مينفعش اتاخر علي الشغل.


شادي بوداعة:متقلقيش مش هاخرك يلا بقي متزعلنيش.


هنا بتردد:ماشي.


ليبتسم بإتساع ويفتح لها باب السيارة الأمامي ويعود هو علي كرسي القيادة ويبدأ في القيادة وعلي وجهه إبتسامة عريضة…..


.........


في كلية الطب....


تجلس حلا برفقة أصدقائها في الكافيتريا بغرور شديد وهي تنظر حولها بإنبهار فهنا عالم آخر لما تراه من قبل لتردد بعدم تصديق:هي دي الناس ولا بلاش شايفة المستويات عربيات وايفون.


صديقاتها داليا بضيق:مش كنا داخلنا المحاضرة افضل من قعدتنا دي.


حلا بضيق:أكيد مش هيشرحوا من آول يوم خلينا نشوف اشكال جديدة.


صديقاتها الأخري سهيلة بإنبهار: بصراحة حلا عندها حق بقي نسيب المناظر دي وندخل المحاضرة.


داليا بتهكم:امال هتكونوا دكاترة ازاي ؟


لترفع حلا كتفيها بالمبالاة:المهم حصلنا علي اللقب وهنبقي دكاترة متقلقيش يعني.


لتبتسم داليا ساخرة:اه هنبقي دكاترة في المشمش صح ؟ أنا هقوم احضر المحاضرة سلام لتنهض وتغادر.


لتردد حلا بغيظ:البت دي فقرية اوي.


سهيلة بالمبالاة:يا ستي سيبك منها هي عايزة تبقي متفوقة ملناش دعوة بيها خلينا أحنا هنا.


مساء الخير يا قمرات ممكن نقعد؟ قالها شاب وسيم نوعاً ما يرتدي نظارة شمسية وخلفه شاب آخر بنفس صفاته.


لتردد حلا بغرور:اه طبعاً اتفضلوا.


ليجلس الشابين يعرفوا بنفسهم أنا يا ستي فريد وده صاحبي مازن في خامسة طب وانتوا ؟


حلا بغرور: أنا حلا في أولي طب ودي سهيلة صاحبتي.


فريد بمزاح:يا صغنن لسه أولي طب.


حلا بضيق:أية صغنن دي !


مازن بنبرة ساخرة:خلاص يا فريد شكلها مش بتحب الهزار ليتلفت ببصره بمزاح لسهيلة: والقمر مش بتحبه برضه ؟


سهيلة بخجل:هو إيه ده ؟


مازن بمكر: الهزار.


سهيلة بخجل:لا بحبه.


لتنظر لهم حلا بضيق وتنهض وهي تتحدث بإمتعاض: أنا ماشية يا سهيلة سلام.


لتتحرك سريعا لينهض فريد و يركض خلفها ويقف أمامها متحدثا بمرح: إيه بس يا حلا كنت بهزر معاكي ويا ستي أنني كبيرة مش صغيرة حلو كده ؟


حلا بضيق:انت شايفني طفلة قدامك عشان تكلمني كده؟


فريد بجرأة وهو يتأمل تفاصيل لا جسدها :لا انا مش شايفك طفلة أنا شايفك صاروخ ارض جو.


لتصمت حلا بخجل وتردد بخفوت:عيب كده علي فكرة.


فريد ببراءة:هو انا قولت حاجة مش بقول الحقيقة 

؟

حلا بخجل:طيب ممكن بقي تعديني عشان أروح ؟


فريد بإبتسامة :البرنسس تسمحلي اوصلها بعربيتي ؟


حلا بعدم تصديق:انت عندك عربية ؟


فريد بأسف:اهBmw موديل قديم بس بابي واعدني أغيرها لو جبت تقدير حلو.


حلا بضيق:اه ربنا يوفقك.


فريد بتساؤل:يلا اوصلك ؟


حلا بتفكير ولما ترفض قد يكون هذا سببا في نشلها من تلك الحارة العقيمة لتردد ببرود:اوك مافيش مانع.


.........


في كلية التمريض.


ينتهي الدكتور من شرح المادة وبعدها يتحرك للداخل ولكن قبل مغادرته طلب بتول في مكتبه لتذهب له بتردد وتطرق الباب.


ليردد بإبتسامة:اتفضلي يا بنتي.


لتدخل بتول بإستحياء:حضرتك طلبتني بت دكتور.


الدكتور بتساؤل:انتي بتول علي الأولي علي الدفعة صح؟


بتول بتوتر:أيوة يا دكتور.


الدكتور بإبتسامة:شوفي بقي يا ستي أنا سألت عنك دكاترتك بتوع السنة الي فاتت وكلهم شكروا فيكي.


بتول بفرحة:طيب الحمد لله .


الدكتور بعملية:شوفي بقي يا ستي في مستشفي خاص جديدة فتحت وعايزين كل الي فيها دماء جديدة يعني دكاترة صغيرين في سن وكذلك الممرضين اي رأيك تروحي تتدربي معاهم ولو مستوامي كويس ممكن تنضمي للتيم بتاعهم وخدي بالك دي فرصة كويسة جدا ومش انتي بس الي هرشحك أنا رشحت الاول من السنين الي قبلك ومن المتخرجين جداد رشحت العشرة الآوائل فعلا ها ايه رأيك ؟


بتول بفرحة:موافقة يا دكتور.


الدكتور بإبتسامة وهو يمد يده بمارت صغير:اتفضلي يا ستي ده الكارت بتاعهم تقدري تروحي انتي مجرد هتدربي ولو اشتغلتي هيقي شغل خفيف لغاية ما تتخرجي وتتعلمي حل حاجة دي فرصة كويسة مش هتتكرر تاني حولي تغتنميها.


بتول بإبتسامة: بإذن الله يا دكتور......


.........


بعد مرور عدة ساعات تتوقف سيارة شادي أمام المشغل .


ليتلفت ببصره لهنا المتوترة ويردد بتساؤل:مالك بس مش قولنا هتقولي أيه عن سبب التأخير إنك نسيتي مفتاحك في البيت ولما روحتي قعدتي استني احواتك ولما  الوقت اتاخر اضطريتي تيجي.


هنا بتردد:بس انا كده بكذب وانا متعودتش اكذب قبل كده.


شادي بمكر:دي كدبه بيضاء يا روحي يلا بقي وهبقي احب اوصلك بالليل.


هنا بلهفة:لا بتول هتنزل الشغل النهاردة خليها بكره.


شادي بإبتسامة:ماشي يا ستي نخليها بكره يلا سلام.


هنا ببراءة:سلام........


..........


أما أحدي العمارات العريقة بالمعادي يتوقف فريد بسيارته وينظر لحلا بتساؤل:ده بيتكم.


حلا بتوتر:أيوة في العمارة دي. 


فريد بتفهم:تمام حمد الله على السلامة.


حلا بتوتر:الله يسلمك سلام لتترجل حلا من السيارة وتتجه لمدخل العمارة وعندما اطمئنت لمغادرة فريد غادرة سريعاً تقوم بإيقاف سيارة أجرة وهي تتنهد براحة أنه لم يكتشف كذبتها هذا كانت تظنه لا تدري أنه وهما بذاهبه لشكه بأنها كاذبة ليتأكد ظنه عندما يجدها تغادر البنايردة مرة أخرى وتركب سيارة اجرة

.

ليتبعاها هو حتي تتوقف السيارة في حي شعبي وتترجل حلا متجه الي الي أحدي العمارات المتهالكة.

ليبتسم فريد ساخرا بسيارته ويتحرك عائدا لوجهته........

.....



يتبع........


بقلم زينب سعيد القاضي.



6 تعليقات

أترك تعليقا

  1. جميله اوى اوى

    ردحذف
  2. جميلة جدا

    ردحذف
  3. جميله احسناي

    ردحذف
  4. تحفة تسلم ايدك يا زوزو

    ردحذف
  5. تحفة تجنن بجد روووووعة تسلم إيدك يا مبدعة

    ردحذف
  6. حلا دى مشكله معجونه بالكدب

    ردحذف

إرسال تعليق

أترك تعليقا

أحدث أقدم