رواية صحوة قلب ميت الفصل الخامس والاربعون

 الرواية حصري ممنوع نسخ الرواية بتاتا أو نشرها في جروبات أو مدونة هعمل ريبورت.

اللهم أرحم أبي وأغفر له وأسكنه فسيح جناتك.

اللهم اعذه من عذاب القبر وجفاف الأرض عن جبينها.


                الفصل الخامس والاربعون 



يجلس في الظلام بجسده الهزيل وذقنه النامية علي الفراش يقلب في هاتفه ويشاهد صوره هو ورحمة بحنين ليردد بإشتياق وحشتيني اوي يا رحمة مش ناوية ترجعي أو أعرف فين أراضيكي ليتنهد بألم ويغلق الهاتف وتمدد بجسده علي الفراش فغداً عليه البحث عنها من جديد……


………


تستند بجزعها علي الفراش وتحادث جنينها بحب:إمتي تيجي بقي يا قلب ماما أنا لغاية دلوقتى مخلتش دكتورة سميرة تقولي أنت ولد ولا بنت بس أنا حاسة إنك ولد لتردد بإشتياق نفسي تطلع شكل باباك أوي يا قلب ماما عشان تعوضني عن غيابه تفتكر هو بيدور علينا ؟ ولا مصدق خلص منا لتكمل بغصة أكيد عايش حياته مع مراتيه ويمكن تكون حامل كمان أه ركلة خفيفة من جنينها لتتحدث بطفولة بقي كده يا أستاذ ريان بتضربني عشان خاطر بابا لتنزل دمعة شاردة وتردد بحزن حتي لو كنت مع والدك لسه مظنش أنه كان هيفرحك بيك أحنا كنا في الضلمة يا حبيبي ليركه طفلها مجددا لتتحدث بعتاب بقي كده بتضرب ماما ؟ ماشي يا أستاذ ريان يلا ننام تصبح علي خير يا حبيبي لتمسد علي بطنها وتتمدد في الفراش وتدثر جسدها جيداً…..


…….


تقف بغيظ واضعة يدها بخصرها وتدب بإحدي قدميها وهي تنظر لزوجها الذي يتجرع زجاجة البيبسي كاملة.

لينتهي ويضعها بها كمية صغيرة جدااا وهو ينظر لها بإستفزاز .

لتردد بغيظ:شربتها بردوا يا ياسين.

ياسين بإستفزاز:أيوة شربتها وكل ما هتجيبي واحدة وتخبيها هشربها بردوا.

بسمة بغيظ:ليه بقي نفسي فيها.

ياسين بإستنكار:يعني أيه نفسك فيها يا بسمة دي غلط علي البيبي.

لتقترب منه وتضع يدها حول عنقه بدلع:طيب ممكن عشان خاطر بوسي حبيبيتك أشرب دول ؟

ليضع يده حول خصرها ويردد برقة:أكيد طبعاً يا روحي ليبتعد عنها بلهفة ويتجرع الباقي وسط ذهولها.

ليمد يده لها بالزجاجة فارغة.

لتنظر لها بغل وتأخذها منه وهي تنظر له بشر.

ليركض من أمامها وهي تركض خلفه حتي قذفتها علي ظهره.

ليتوقف ويردد بألم:أه يا بنت المجنونة.

بسمة بغيظ:عشان تبقي تحرم.

ليقترب منها ويتحدث بعتاب: بسمة أنتي عارفة أنا بحبك أد أيه بس بردوا خايف عليكي الدكتورة منعاكي منه.

بسمة بغيره:دي دكتورة باردة ومش هروح ليها تاني.

ياسين ببراءة:ليه يا روحي ؟

بسمة بتهكم:علي اساس أن الباشا مش واخد بالو أنا الهانم بتعاكسه.

ياسين ببراءة:بجد ماخدتش بالي.

بسمة بغل: كويس إنك ماخدتش بالك عشان كنت خزقت ليك عنيك.

ياسين بمزاح:الله الله ده الجميل بيغير ولا ايه ؟

لتضع يدها في خصرها وتردد بغيظ:ده إلي همك مش همك أن الملزقة دي كانت عمالة تدلع عليك ؟

ياسين بحب:ولا واخد بالي منها أصلاً يا روح ياسين انتي الي في القلب والعين.

بسمة بخجل:بجد؟

ياسين بخبث:أيه ده أنتي مش مصدقاني ؟ لا لا وحشة في حقي.

لينحني ويحملها بحب:حطي راسك علي قلبي هتسمعيه بيقول بسمة بسمة.

لتضع رأسها داخل أحضانه بحب:بحبك يا أغلي حاجة حصلت ليا في حياتي.

ياسين بحب:وأنتي يا روح قلب ياسين يلا ننام.

لتومئ له ليتحرك بها متجهاً لغرفة النوم……..


……….


يجلس علي الفراش وعلي قدمه حاسوبه يتابع عمله تارة وتارة يراقب تصرفات زوجته التي تقف أمامه المرأة ليحاول كتم ضحكته بصعوبة لكن لم يستطع لتلتفت له بحنق.

ليردد سيف بأسف:سوري يا روحي بس شكلك يضحك أنتي بتعملي أيه مش فاهم ؟

يمني بغيظ:بعمل أيه بشوف حاجة ألبسها مفيش حاجة راضية تدخل في بطني بسبك أنت والبيه إبنك.

سيف بإستنكار:طيب بسبب أبنيخماشي أنا ذنب أمي أيه ؟

يمني بغيظ:عشان أنت السبب في إلي أنا فيه.

ليحدث حاله بخفوت:علي اساس انه غصب عنك يعني.

يمني بغيظ:بتقول ايه ؟

سيف بإبتسامة:بقول زي القمر يا روحي.

يمني بتوعد:أه بحسب.

سيف بضحك:لا متحسبيش يا روحي ليكمل بتذكر صحيح اخبار يحيي أيه لسه بيدور عليها بردوا !

لتقترب يمني منه وتجلس جواره بأسف:أيوة صعبان عليا اوي يا سيف شوف شكله عامل أزاي.

سيف بتفكير:أنتي مش قولتي عايزة تروحي تجيبي هدوم للبيبي مع بسمة ؟

يمني بعدم فهم: أه.

سيف بحماس:خدي يحيي معاكي بدل بسمة يلهي نفسه شوية.

يمني بحيرة :مش عارفه يا سيف بس متنساش أن مراته أصلا حامل ده ممكن يوجعه.

سيف بتفكير:ممكن وممكن كمان يفرق معاه جربي كده.

يمني بتفكير:طيب أفرض قالي سيف مرحش ليه ولا ماما ولا بسمة ؟

سيف بغيظ:يا حبيبتي دي مش مشكلة شغلي دماغك إلي عمالة تتخن دي بس.

لتنظر له يمني شزرا وتتحدث بشر:مين دي إلي تخنقت ؟

سيف بإستفزاز:أنتي يا حياتي.

يمني بغيظ:بقي أنا تخنت ؟

سيف بتهكم:يا روحي أنتي شوية كمان وهتبقي شكل الباندا.

لتلتفت حولها وتجذب إحدي الوسادات وتقوم بضرب سيف بها وضحكاتهم تملئ المكان.

ليأخذ سيف الوسادة منها ويتحدث بضحك وهو يضمها لصدره:بس أحلي باندا في حياتي ليقبل جبينها برقة وهو يحمد الله في سره علي عودتها له من جديد……….


………….


تنظر للأوراق التي أمامها بذهول من شريف لم تكن تدري كل هذا فهي قامت بفتح الخزينة الخاصة بشريف الموجودة في المنزل بعد أن طلب منها المحامي المسؤل عن المكتب بعض الأوراق لتجحظ عينها مما تري فيوجود عقود ايجار لمكتبه بإسم رحمة تجدد كل عام وكذلك هناك حساب في البنك بإسم رحمة وكذلك وصولات إيداع شهري معني هذا أن شريف كان يقوم بدفع الايجار لرحمة كل عام في حساب بالبنك وكذلك الجزء المتبقي من معاشها وهذا ما علمته من مذكراته التي وجدتها بالخزانة لتردد بعدم تصديق:مش معقول ازاي شريف عمل كده من غير ما يقولي لتكمل بحث في المذكرات لتجد ظرف صغير ومدون عليه إسمها لتضم حاجبيها بحيرة وتقوم بفتحه"أزيك يا ألهام طالما بتقراي جوابي يبقي أنا خلاص بين ايدين ربنا زمان سمعت كلامك ووديت بنت أخويا لناس غرب يربوها لكن مقدرتش أخون الأمانة ولا أكل مال اليتيمة دي المكتب إلي اتعمل في شقة والدها عامل ليه وصل إيجار بجدد كل سنة والايجار الشهري فاتح فيه وديعة بإسمها أما معاش والده إلي كنت بستلمه كنت ببعت لنحمدو عشان يصرفوا عليها والي بيفضل كنت بضيفه للوديعة وهتلاقي وصلات بده كله دهب ليلي الله يرحمه إلي سالتني عنه وقولت ليكي ملقتهوش سلمته لنحمدو تديه لرحمة لما تكبر عارف أن شريف اذاني زي ما شوفت بعيني لكن لغاية اللحظة دي قلبي مكدب أنه يفكر ياذي بنتي يارتني سمعت منه زمان وصلحت علاقتي به بدل ما مات وأحنا زعلانين من بعض كان دايما بيجيلي في المنام زعلان مني وكنت متاكد أنه عشان رحمة إلي أتبهدلت أوي بسببي يارتني ما سمعت كلامك وربتها أنا بدل ما أتمرمطت حتي التعليم مكملتوش وفي نهاية المطاف تتجوز بلطجي ولله الحمد ربنا نجدها قولت هقدر اعوضها وأكون جنبها أكتشف اني عندي كانسر في المخ في مرحله متأخرة مكنش قدامي غير يحيي إلي كان رافض نهائي بس وافق لما عرف أني تعبان وأتمني يحافظ عليها أنسي إلي فات يا الهام حتي لو شهاب غلط فرحمة اليتيمة دي ملهاش ذنب أعتبريها بنتك وجمعي ولادنا في حضنك وترجعي المال اليتيمة دي أتمني ضميرك يصحي قبل ما يفوت الأوان أتمني قبل ما تيجي تبقي كملتي رسالتي ورجعتي كل حاجة لوضعها الطبيعي وأفتكروني دايما في دعاكم هتوحشوني سلام عليكم " لتغلق الظرق وتنظر أمامها بشرود قليلاً ثم تنهض وتقوم بإرجاع كل شئ إلي الخزينة وتغلقها جيدا وتتجه لغرفة النوم هاربة من كمية الصدمات التي تلقفتها اليوم ……..


………..


في الصباح اليوم التالي في شقة يحيي ورحمة تجلس يمني جوار يحيي وعلي وجهها علامات الامتعاض.

يحيي بوهن:يمني بلاش إصرارعليا قولت ليكي مش قادر خدي ماما ولا بسمة معاكي ولا خودي جوزك.

يمني برجاء:عشان خاطري يا أبيه يحيي مش عايز تشوف هدوم البيبي وتختارها معايا.

يحيي بحب:هشوفها عليه لما ينور بالسلامة.

يمني بدموع:خلاص يا أبيه براحتك أنا مش هغصب عليك.

يحيي بنفاذ صبر:طيب بتعيطي ليه دلوقتي ؟

يمني بدموع:عشان كنت فاكرة أني غالية عندك بس الظاهر كده لأ.

يحيي بإستنكار:لا أيه يا عبيطة أنتي بطلي جنان أنتي عارفة غلوتك أنتي عندي أد أيه.

يمني بدموع:لو غالية عندك بحق وحقيقي تيجي معايا نجيب هودم شريف.

يحيي بقلة حيلة:حاضر يا يمني هقوم البس وأجي معاكي.

يمني بفرحة:هيه هيه.

ليحرك يحيي راسه بيأس من تصرفات شقيقته الطفولية .


…………


في أحدي الشقق متوسطة الحال تجلس رحمة تتناول الإفطار مع صديقاتها سمر ووالدتها وطفلتها الصغيرة ميرال.

لتردد سمر براحة: الواحد اول مرة ياخد إجازة من الشغل ويرتاح.

رحمة بمزاح:ترتاحي علي أساس مش خارجين.

سمر بضحك:خارجين ودي بردوا راحة لكن الواحد هيغير جو ونشوف وجوه جديدة.

رحمة بضحك:عندك حق والله لتكمل بتساؤل اخبار المطعم أيه وعلي عامل أيه ؟

سمر بإشفاق:المطعم ماشي الحال وعلي كويس.

لتردد والدة سمر بحنان:والله فرحتي بيكي النهاردة متتوصفش يا رحمة.

رحمة بإبتسامة:تسلمي يا أمي الله يخليكي.

ميرال ببراءة:هو النونو بتاعك هيجي إمتي يا طنط رحمة.

رحمة بحب:هيجي كمان أربع شهور يا قلب طنط رحمة.

سمر بحماس:أنتزا لسه هترغوا يلا بينا عشان نلحق نلف.

رحمة بضحك: يلا بينا.

سمر بتساؤل:محتاجة حاجة يا ماما ؟

أم سمر بحنان:سلامتكم يا ضنايا...

سمر بحب: تسلمي يا ست الكل يلا سلام عليكم.


............


بعد مرور بعد الوقت تقف رحمة وسمر وهم يحملون العديد من الحقائب والي جوارها ميرال المستمتعة بتلك الجولة الشرائية أمام إحدي محلات ملابس البيبيهات.

لتتحدث سمر بحماس:ده بيبيهات بس يلا ندخل بقي احنا خلصنا ميرال وكده جده دور النونو بس انتي متعرفيش نوعه ايه ؟ هتجيبي أيه ؟

رحمة بإبتسامة:هجيب ولادي لاني حاسة اني هجيب ولد.

سمر بحماس:قشطة نتفرج علي إلي معروض في البترينة وبعدها ندخل.

ليلتفت نظر رحو سلوبيت بيبيهات من اللون الأوفيت وعليه رسمت أرنوب باللون الازرق وكذلك اللكلوك والطاقية لتردد بحماس السلوبت ده تحفة.

سمر بحماس:يلا ندخل نجيبه ليتجهوا للداخل وليتهم لم يدخلوا لتري أكثر مشهد مؤلم بحياتها لتري يحيي يقف مع شابة جميلة ببطنها المنتفخة ويحمل بيده نفس السلوبت الذي كانت تريده وعلي وجهه إبتسامة عريضة لتنظر لهم بغيرة 

وتمسك يد سمر وتقوم بإيقافها وتردد بحزم:يلا هنمشي.

سمر بعدم فهم: ليه ؟

رحمة بعصبية:بعدين يلا ليتجهوا للخارج وهي تنظر لرحمة بعدم فهم حتي ابتعدوا عن المحل.

لتردد سمر بتساؤل:ممكن أفهم مالك أيه إلي حصلك كده ؟

لتنظر لها رحمة وتتحدث بدموع:شوفته.

سمر بعدم فهم:شوفتي مين ؟

رحمة بدموع:يحيي.

سمر بلهفة:فين ؟

رحمة بحسرة :جوه مع مراته بيشتروا هدوم البيبي بتاعهم.

سمر بأسي:معلشي يا رحمة سبيها علي ربنا.

لتضع رحمة يدها علي بطنها وتتحدث بحزن:خلاص يا سمر مبقتش تفرق يلا نمشي من هنا...

سمر بقلة حيلة:يلا.......


......


أما في الداخل المحل تمسك يمني السلوبت بإنبهار :تحفة يا يحيي ذوقك عالي لتكمل بحيرة بس أنت جايب أتنين منها ليه ؟

يحيي بشرود:واحد لابنك وواحد لإبني.

يمني بإشفاق:إن شاء الله هيرجع هو وأمه يا حبيبي يلا بقي نكمل.

يحيي بشرود :يلا........


 .......


في المساء تجلس رحمة تتذكر مشهد يحيي مع زوجته وغمض عيونها بحسرة وهي تضم بطنها بشدة وتردد بحسرة :لنا الله يا أبني متخافش ربنا مش هيسبنا أنا هبقي أمك وأبوك وكل حايتك ربنا يقدرني أعوضك عن كل ده بإذن الله.....

.......


يقف ينظر للملابس الطفولية التي أختارها بحب كما يتنمي عودة يمني ويذهبوا سويا لشراء أغرض مولدهم ويفاجأها هو بما أشتراه له رغم أنه لا يعرف شئ عنهم لكن هو علي يقين أنهم بخير طالما قلبه ينبض فإذا هما علي خير ما يرام......


يتبع……..


بقلم زينب سعيد القاضي.

.

comments

أترك تعليقا

أحدث أقدم