رواية صحوة قلب ميت الفصل السابع والثلاثون

 الرواية حصري ممنوع نسخ الرواية بتاتا أو نشرها في جوربات أو مدونة هعمل ريبورت

اللهم أرحم أبي وأغفر له.

اللهم اعذه من عذاب القبر.


                 الفصل السابع والثلاثون 



إلهام بصدمة:عايزة تطلق ؟

ياسين بتاكيد: أيوة.

إلهام بعصبية:أيوة أيه وزفت أيه هتجيبوا أجلي يا ولاد شريف وسع كده لتزيحه جانباً وتتجه إلى غرفة يمني لتجدها مستيقظة وتجلس علي الفراش تبكي بصمت.

لتقترب منها بلهفة وتجلس جوارها وتتحدث بحنان:مالك يا حبيبتي أيه إلي حصل ؟

يمني بدموع:مفيش حاجة حصلت أنا وسيف هنطلق.

 إلهام بعدم إستيعاب:هو أيه إلي أنا وسيف هنطلق فهميني أيه إلي حصل؟

لتسرد لها يمني ما حدث لتنهض العام بعصبية:نعم بقي تعمل فيكي ده كله وساكته ليه ؟ هي فاكرة نفسها مين عشان تكلمك كده وكمان عايزة تسقطك أنا هوديهم في داهية.

ليدخل ياسين الغرفة ويتحدث بتهدئة: أهدي يا ماما.

الهام بعصبية: أهدي أيه وزفت أيه سامع إلي أختك قالته وساكت.

ياسين بإستنكار:أعمل أيه وبنتك إلي غلطانة من الاول.

إلهام بتهكم: والمفروض بقي هنعمل ايه هنقعد حاطين أيدينا علي خدنا؟

ياسين بهدوء:إلي يمني عايزاه هو الي هيتعمل يا أمي.

إلهام بعدم فهم:يعني أيه ؟

ياسين بأسف:يعني يمني عايزة تطلق وزي ما دخلنا بالمعروف هنخرج بالمعروف.

إلهام بعصبية:تطلق أيه وزفت أيه بقالها يا دوب شهرين متجوز.

ياسين بإستنكار:أمال نسببها ترجع للعذاب ده تاني؟

يمني برفض:لا يا ماما أنا هطلق وده قرار نهائي.

الهام بنفاذ صبر: لما نتكلم معاه الأول.

يمني بإصرار:ماما مافيش كلام يتقال وهطلق يعني هطلق….

ياسين بهدوء:يلا يا ماما روحي أرتاحي وسيبي يمني ترتاح.

إلهام بتهكم: تصدق عندك حق لاني لو فضلت أكتر من كده هتشل لتغادر الغرفة.

ليتحدث ياسين بحنان:تصبحي على خير يا حبيبتي.

يمني بحزن: وأنت من أهله……..

…….

تجلس علي الفراش المتهالك وهي تنظر للغرفة التي تمكن بها براحة فها قد وجدت مكان ياويها بقي لها أن تجد عمل من أجل المال لتشرد بعقلها لما حدث منذ ثلاثة ساعات.

فلاش باك.

تسير في الطريق بلا هوادة لتجلس علي أحد الارصة بشرود تام فهي لا تدري أين تذهب فدكتورة سميرة لم تعود حتي الآن التذكر شئ ما وتنهض بحماس متجه لوجهتها لتصل بعد فترة للعمارة التي بها العيادة ويقابلها البواب بترحاب شديد هو وزجته لتطلب منه مكان لتمكث به وخبره بظروفه فهو سبق وأنا راف بها وجلب لها العمل ليخبرها علي وجود غرفة صغيرة فوق سطح العمارة وايجارها ٣٠٠ج ولكن نظراً لظروفها سيخبر صاحب العمارة بدفع الايجار آخر الشهر وهو الضامن لها وبالفعل وافق صاحب العمارة فهو يعرفها جيداً ويعرف أنها تعمل لدي دكتورة سميرة ولهذا السبب وافق…..


عودة.

لتفيق من شرودها وتردد برضا: الحمد لله.


…………


في الصباح يستيقظ يحيي بألم شديد في رأسه لينهض بتثاقل ليجد سلمي تنام جواره ليعتدل في جلسته وهو يفكر في أمر رحمة فهو لا يعلم أين هي وأين يمكن تذهب.

ليفيق من شروده علي صوت جرس الباب لتفتح سلمي عيونها وتعتدل وتنظر ليحيي بتساؤل:صباح الخير صاحي بدري ليه ؟

يحيي بوهن:دماغي تعباني.

سلمي بتفهم :معلشي دلوقتي تاخد العلاج وتبقي كويس هقوم أشوف مين.

يحيي بوهن:تمام.

لتنهض سلمي وترتدي مئزرها وتتجه للخارج لتفتح الباب لتجد إلهام وياسين .

لتتحدث بإقتضاب: أتفضلوا.

إلهام بلهفة:يحيي عامل أيه ؟

سلمي ببساطة:كويس بس كان محتاج يمنام ويرتاح.

ياسين بإحراج: وأحنا جايين نطمئن عليه وهنمشي.

إلهام بضيق: روحي صحيه خلينا نطمئن عليه.

سلمي ببرود:طيب أتفضلوا.

إلهام بتهكم: طبعاً هتفضل مش هفضل واقفين.

لتنظر لها سلمي بغيظ وتغادر إلي غرفة النوم لتتجه هي وياسين لغرفة الصالون ويجلسوا.

ليتحدث ياسين بخفوت:مش قولتلك بلاش نيجي بدري كده.

إلهام بتهكم:هو أيه إلي نيجي بدري مش جايين نطمئن علي أخوك !

ياسين بضيق:يعني أنتي مش شايفة الأسلوب بتاعها ؟

إلهام ببرود:سيبك منها.

ياسين بنفاذ صبر: طيب……


……….


تدخل غرفة النوم بضيق شديد لينظر لها يحيي بتساؤل:مين علي الباب ؟

سلمي بغيظ:أمك واخوك.

يحيي بإستنكار:هو أيه أمك واخوك إسمها مامتك وياسين !

سلمي بنفاذ صبر:مغلطناش في البخاري يعني.

يحيي بنفاذ صبر:أنا هقوم اغير وأخرج روحي حضري ليهم حاجة يشربوها او اعملي فطار.

سلمي بضيق :فطار كمان !

يحيي بعصبية: سلمي اتعدلي أنا مش فايق ليكي وبعدين جنابك دافعة حاجة من جيبك ليكمل بتساؤل وبعدين تعالي هنا الخدامة بتيجي أمتي وأزاي للشقة زبالة كده.

سلمي بملل :بتيجي مرة في الأسبوع.

يحيي بعدم تصديق: مرة في الأسبوع وبتاخد ده كله اقول فيكي ايه شيخة وسعي ليزيحها جانباً ويتجه لوالدته وشقيقه .


……..


يجلس جوار والدته التي تمسد علي ظهره بحنان ووداعة كأنها ليست هي من تسبب بما حدث له من الأساس.

ياسين بحذر :في حاجة حصلت يا يحيي ولازم تعرفها.

يحيي بتساؤل:خير ؟

ياسين بتوتر:يمني هتطلق .

يحيي بعدم تصديق:يمني مين ؟ يمني أختك هتطلق ليه ؟

ليسرد له ياسين ما حدث ليتحدث يحيي بإقتضاب:يمني غلطت من البداية.

ياسين بإيجاب: فعلاً كلامك صح ده إلي قولته.

يحيي بإقتضاب:سيف مش هيصدقها مهما قالت لانها هي إلي ضيعت حقها في الكلام من الأول.

إلهام بعدم فهم:يعني رأيك أيه ؟

يحيي بهدوء:يعني لو حابة تطلق يبقي خلاص لأن هي خيرته وهو أختار أخته يبقي خلصت.

إلهام بحزن:يعني عليكي يا بنتي هجلق بعد شهرين جواز.

يحيي بحزن:إرادة ربنا.

أتفضلوا قالتها سلمي وهي تضع كاسات العصير.

ياسين بهدوء: شكراً.

لتتحدث سلمي بإقتضاب: أنا هدخل أكمل نوم محتاجين حاجة ؟

إلهام بضيق:شكرا .

لتغادر سلمي تحت نظرات يحيي المشتعلة لينهض ياسين وإلهام بعد فترة ويغادروا ليظل يحيي جالساً بشرود يفكر في أمر رحمة……..


………


يجلس على الفراش بشرود تام وعيون حمراء فعيونه لم تذق النوم من الأساس طوال الليل فقد جفاه النوم لفراقها فماذا يفعل إذا لم تعود اليه فهي النفس الذي يتنفسه لكن لا يدري ما عليه فعله…


ليفيق من شروده علي طرقات علي باب الغرفة لينهض ليفتح ليجد نهلة .

لتفزع من منظره وتردد بصدمة:مالك يا سيف كنت بتعيط.

سيف بتهرب:لا منمتش بس.

نهلة بإشفاق: أنا حضرت الفطار.

سيف برفض :لا يا حبيبتي مليش نفس أفطري أنتي بالهنا والشفا.

نهلة بحزن:طيب يا حبيبي براحتك لتغادر نهلة ويغلق سيف الباب ويعود لشروده من جديد……..


……..


دي أجننت دي ولا ايه ؟ قالتها ندي بصدمة وهي تجلس جوار يمني وتضمها بحنان.

يمني بدموع:تعبت خلاص يا ندي هي ليه بتعمل كده ؟

ندي بإشفاق:معلشي يا حبيبتي بس انتي غلطي ياما قولتلك تقولي لجوزك.

يمني بدموع :مكنتش حابة يزعل مع أخته.

ندي بتهكم:وفي الآخر جت علي دماغك أنتي.

يمني بدموع:خلاص يا ندي نصيبي كده.

ندي بإشفاق:أن شاء الله ربنا يعوضك خير.

يمني بدموع:يارب .

رنين علي الهاتف يقطع حديثهم.

لتتحدث ندي بلهفة:خليكي هقوم افتح.

يمني بوهن :ماشي.

لتنهض ندي لتفتح لتجد شاب وسيم نوعاً ما ويظهر علي وجهه علامات الغضب .

لتردد بتساؤل:أفندم حضرتك عايز مين ؟

الشاب بغضب:فين إلي اسمه يا ياسين ؟

ندي بتعجب:افندم إلي اسمه ياسين هو مش موجود.

الشاب بغلاظة:لا والله اذا كان واخد أجازة من الشغل النهاردة ليكمل بتهكم نديله يا شاطرة أجري.

ندي بعصبية:احترم نفسك وألزم حدودك ياسين مش هنا.

الشاب بجرأة:ألزم حدودي ليه هتعملي ليا أيه يا شاطرة وبعدين تطلعي مين انتي ؟

ندي بعصبية:اطلع زي ما اطلع أتفضل من غير ما طرود.

الشاب بتحدي:مش همشي غير ما يجي .

ندي بنفاذ صبر:مش هنا أخوه عامل حادثة وهو عنده اتفضل بقي مع السلامة.

لتغلق الباب في وجهه بعنف ليغادر هو ويسب ويلعن بها…

لتدخل ندي بعصبية شديدة وتسرد ما حدث ليمني.

يمني بحيرة:بس يطلع مين ده ؟

ندي بغيظ :يطلع زي ما يطلع ده بني ادم متخلف.

يمني بأسف:حقك عليا يا حبيبتي.

ندي بهدوء:خلاص محصلش حاجة مش عارفة النهاردة يوم المصائب ليه!

يمني بحيرة:خير في حاجة تاني ؟

ندي بحزن:أيوة في واحد أن صاحب بابا هيجي يتقدم ليا اخر الأسبوع.

يمني بإشفاق:لو مناسب واقفين يا ندي ربنا يعلم غلوتم عندي وكنت أتمني إنك أنتي إلي تكوني من نصيب يا سين لكن القلب وما يريد.

ندي بحزن:خلاص يا يمني ياسين كان حلو ليا وأختفي خلاص ربنا يهنيه مع خطبته.

يمني بحب:ويرزقك بالي يستهالك يارب يا حبيبتي…..


…………. 


تقف بداخل المطبخ بإحدي المطاعم تقوم بغسل الأواني الفارغة وتنظيف المطعم بعد بحث دام طوال اليوم لم تجد سوي هذه الوظيفة ووافقت علي الفور فالمهم أنها تعمل الأن وليس مهم ماذا تعمل لتفيق من شرودها علي صوت زميلتها بالعمل.

لتلتفت لها بتساؤل: نعم يا سمر بتقولي حاجة ؟

سمر بإشفاق:ليه مقبلتيش بوظيفة جرسونة أفضل من إلي أنت فيه ده ؟

رحمة بوهن:هنا أفضل مش حابة احتك بالناس.

سمر بإشفاق:ربنا يعينك لو احتجتي حاجة قولي ليا.

رحمة بإمتنان:تسلمي يا رب.

لتغادر سمر تقوم بإخراج الطلبات بينما تظل رحمة تكمل جلي الأواني………


………


أما عند عمر فبعد أن عاد إلي المنزل سرد ما حدث لوالدته ومن سوء حظه قد عاد والده من العمل مبكرا واستمع لحديثه ليقوم بتعنيفه وصفعه علي وجنته حتي يفيق من الكذبة التي يعيش بها فهو لا يحب بسمة من الأساس هو ادري الناس بوالده عمره مغرور لابعد حد لا يرضخ أن يرفضه أحد ليهدده والده بمقاطعته إذا لم يبعد عن بسمة وكذلك كان رأي والدته أن يري حياته هو الآخر ليقرر ان يستمع لهم في النهاية فبسمة في النهاية ستتزوج ياسين فلا ضرورة مما سيفعله إلا جلب المشاكل فقط لا غير…


ليفاجأه والده أنه طلب له يد ابنة صديقه رفض في البداية لكن قرر أن يذهب حتي لا يحرج والده فإذا اعجب بها كان بها إذا لم تعجبه يرفضها وينتهي الأمر هذا ما قرره……


………

بعد مرور عدة أيام تحسنت حالة يحيي وأسبح يخرج من المنزل ويبحث عن رحمة حتي أنه ذهب إلي منزل سيد ونحمدو القديم وسأل عنها وأخبره صاحب العقار أنها تركت الشقة بعد وفاتهم……


أما يمني فهي تذهب لامتحانات برفقة ياسين الذي يقوم بتوصيلها وارجاعها كانت تتحاشي مقابلة نهلة فهي كانت تري بعينها نظرات الشماتة وكذلك كنت تستمع لسهريتها عليها مع سهي وفريدة وكانت ندي دائما بجوارها ونعم الصديقة…….


غافية عن من يقف أمام الجامعة كل يوم يلقي نظرة عابرة عليها يخشي أن يتواصل مع أشقائها ويطلبوا منه أن يطلقها ينتظر اي اتصال او رد فعل منهم لإصلاح الوضع بينهم هذا ما كان يتمناه ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يحدث فقد فهمت يمني وعائلتها تصرف أنه يرغب هو أيضا يرغب في الطلاق ليقرروا محادثته بعد نهاية امتحانات يمني…..


أما سلمي فهي تحاول الوصول لمرعي بشتي الطرق فالهام هي من كانت تتواصل معه……..


أما ياسين فقعد علم بهوية من جاء بزيارته والذي لم يكن سوي عمر الذي جاء والده واعتذر عما بدر منه وتقبل ياسين الاعتذار هذه المرة وتوعد له…….


أما عند رحمة فهي تبشر عامل في المطعم حتي حدث ذات يوم ما سيغير مجري حياتها.

في أحد الأيام.

تقف رحمة تجلي في المطبخ تحلي الأواني بوهن شديد فأصبح الدوار يراودها كثيرا في هذه الفترة ليزداد عليها هذه المرة وتسقط أرضاً مغشياً عليها مستسلمة لوقعها الاليم…….


……….


يتبع…….


بقلم زينب سعيد القاضي.

comments

أترك تعليقا

أحدث أقدم