رواية صحوة قلب ميت الفصل السادس والثلاثون

 الرواية حصري ممنوع نسخ الرواية بتاتا أو نشرها في جوربات أو مدونة هعمل ريبورت.

اللهم أرحم أبي وأغفر له.

اللهم اعذه من عذاب القبر وجفاف الأرض عن جبينها.


              الفصل السادس والثلاثون 



يمني بتحدي:يعني أنا وإبنك لنهلة.

سيف بعدم تصديق: أنتي بتقولي أيه ؟ أنتي واعية لنفسك ؟

يمني بإصرار:ده اكتر وقت أنا واعية لنفسي فيه وليك حرية الإختيار.

سيف بهدوء:أظن قولتلك قبل كده أت يستحالة اتخلي عن نهلة.

لتبتسم يمني بثقة:كنت واثقة عايزاك دايما تخليك فاكر انك بديت نهلة عليا أنا وإبنك بس أتمني لما تعرف الحقيقة وتنظم متجيش ليا لأن بابي هيبقي مقفول.

لينظر لها قليلاً بحزن ويغادر الغرفة لتحرك هي رأسها بيأس فماذا كانت تتوقع ؟ 

لاضب جميع أغراضها وتغير ملابسها وتتجه للخارج وهي رافعة رأسها بشموخ لتجد نهلة تقف في انتظارها وهاي وجهها إبتسامة متشفية.

لتبتسم يمني ببساطة:أنتي فاكرة أني زعلانة أني ماشية من هنا ؟ بل بالعكس أنا سعيدة جداً أنا كنت عايشة في سجن.

نهلة بسخرية:سجن ولا عز كنتي محرومة منه ؟

يمني بإستنكار:عز محورمة منه ! والله ده أنا ؟ شوفتيني أخدت أيه من سيف عربية ورفضت فلوس مكنتش باخد منه غير مصروفي بس بصي احسن حلك أني معبركيش لانك مريضة مع الأسف ربنا يهديكي لتحرك يمني رأسها بيأس وتحمل حقيبتها وتفتح باب الشقة صافعة الباب بعنف…..


……..


ييجلس أسفل المنزل في سيارته وهو يدعي الله أن لا تنفذ يمني تهديدها وترحل يعلم أنا أخطأت بحق نهلة لكن لما تكره شيقته هكذا فقل الزواج كانت نهلة هي من أمرها وتسعين لتدمير الزيجة لكن الان بابا العكس هو يحبهم هم الاثنين ويريدهم لكن يمني وضعته بموضع الاختيار وهو من الصعب أن بختارها هي ويترك نهلة فهو يعلم جيداً أن يمني لها والدتها وأشقائها وستكون بأمان معهم لكن لمن سيترك نهلة فهي ليس لها أخد سواه.

ليفيق من شروده وهو يريد يمني تترجل من العمارة وتحمل حقيبتها وتقوم بإيقاف سيارة آجرة وتصعد بها ليغمض عيناه ويصبح قلبه قاب قوسين أو أدني ليغمض عيونه ويمسح دمعة شاردة وقاد سيارته خلف السيارة الأجرة ايجمئن قلبه عندما تصل لمنزلها وتترجل من السيارة صاعدة لأعلي ليتنهد براحة علي وصولها سالمة ويقود سيارته عائداً لمنزله مرة آخري …….


…….


تخرج إلهام من الغرفة لتنهض رحمة فور خروجها وتتحدث بلهفة:خير يا طنط يحيي فاق .

لم تنطق إلهام بخرق واحد إنما قامت بصفتها صفعة مدوية ترنحت رحمه لاثرها للخلف .

لتردد الهام بشر :بقي أنتي يا زبالة تخوني أبني أنا ؟

رحمة بدموع وهي تستند علي الحائط:والله العظيم ما حصل ولا اعرف حاجة أصلاً بعد ما ستبيني أغني عليا مرة واحدة.

إلهام  بتهكم:لا والله وده دحل أزاي الشقة يحيي يا حلوة قفشكم سوا فاهمة يعني أيه.

رحمة بانهيار وهي تحرك راسها بنفي:والله العظيم ما اعترف ده حصل أزاي .

إلهام بتهكم:قالوا الحرامي احلف دلوقتي يلا زي الشاطرة يحيي بيبلغك رسالة يخرج من المستشفى يلاقي بيتك نضيف من الوساخة إلي فيه روحي لمرعي تروحي لغيره في ستين داهية.

رحمة بتيه:أروح فين أنا مليش حد غيره ؟ والله العظيم مظلومة لتتجه للغرفة طيب هدهل اتكلم معاه.

لتمسكها إلهام بعنف:قولت لا مش طايق يشوف خليتك غوري بقي يا شيخة خلي ينضف من أمثالك.

رحمة بترجي وهي تنحني ليدها:ابوس إيديك خليني أكلمه أو اقنعيه.

لتأخذها إلهام يدها وتتحدث بكبرياء وهي تبعد يدها بعنف :قولت رافض يشوف وآول لما يخرج هيطلق فلو عندك شوية كرامة غوري من هنا.

رحمة بانكسار:طيب أنا مستعدة أعمل أي حاجة أكشف أعمل تحاليل عشان تتأكده أني بريئة .

لتقلب إلهام عيناه بملل:يوه مش هنخلص اتكلي علي الله ارجعي الحواري إلي جيتي منها.

رحمة بحزن:طيب يسبني قاعدة في الشقة مؤقتها بس ووالله هسيبها لما أرجع شغلي اسبوا بس علي الأقل.

إلهام بكبرياء:ولا دقيقه واحده لتضع العام يدها بحقيبتها وتخرج بضع أوراق مالية وتمد يدها لرحمة وتردد بإستحقار خدي دول وغوري من هنا بقي 

لتبدل رحمة بصرها بينا إلهام ويدها الممدودة وتتتحدث بحزن:شكرا أنا مش بشحت وهسيب البيت زي ما هو عايز بعد إذنك لتتحرك رحمة بثقل تحت نظرات إلهام المنتصرة غافية عن الاعين التي راقبت ما حدث من بعد……


……….


ترن جرس الباب وهي تضع حقيبتها جوارها بخزي ليفتح الباب ويظهر ياسين ليتحدث بفرحة:يويو نورتي يا قلبي سيف فين.

لم تتحدث ولكن عيونها هي من تحدثت وإنهارت باكية ليضمها ياسين بلهفة وهو يردد بقلق:مالك بتعيطي ليه.

يمني بأسي:أنا وسيف هنطلق.

ياسين بصدمة:تطلقوا ؟!

يمني بدموع:أيوة .

ياسين بعدم فهم :ادخلي ادخلي نتكلم جوه.

لتتجه لحقيبة تحملها ليتحدث ياسين بحزم:سببها أنا إلي هشلها.

لتدخل يمني بخطي متساقلة يتبعها ياسين حاملاً حقيبتها ليغلق الباب ويضع الحقيبة جانباً ويجلس جوارها ويردد بتساؤل:فهميني بقي أيه إلي حصل بالظبط.

لتأخذ يمني نفس عميق وتبدأ في سرد ما حدث له منذ بداية زواجها حتي الأن.

لينصت لها ياسين جيدا ويتحدث أخيرا بعتاب: أنتي غلطي يا يمني.

يمني بحيرة:غلط في ايه ؟

ياسين بعتاب:أنتي إلي اديني ليها الحق أنها تعمل فيكي ده كله من البداية الشقة اختارتها علي ذوقها الالوان علي ذوقها وبعدها معاملتها ليكي سبتيها تعمل ما بدالها المفروض كنتي تقولي لسيف من الآول وهو يوقفها عند حدها.

يمني بحزن:مكنتش حابة يحصل مشاكل بينه وبين أخته.

ياسين بتهكم:أه وايه إلي حصل أنتي إلي حسيبتي علي المشاريب في الآخر.

يمني بحزن: خلاص يا ياسين الموضوع خلص.

ياسين بإستنكار:هو أيه إلي خلص والي في بطنك ده ذنبه ايه ؟

يمني بعصبية:ذنبه ايه أنا كده بحميه علي فكرة بقولك عايزه تموته.

ياسين بتهدئة: طيب يا يمني قومي أرتاحي عشان تعرفي تصب الصبح تذاكري ولما ماكا ترجع نبقي نشوف حل .

يمني بحيرة:هي ماما فين ؟

ياسين بهدوء:كلمتها مش بترد عليا……


……..


يفتح باب الشقة وهو يحاول من دموعه من الهبوط ليجد شقيقته تجلس في إنتظاره لتنهض بلهفة فور رؤيته وتردد بحزن:أنا أسفة يا سيف .

ليأخذ نفس عميق يستعيد به رباطة جاشه ويردد ببساطة:خلاص يا نهلة الموضوع خلص وأنتي مغلطيش في حاجة وأنا أسف ليكي كمان .

نهلة بسعادة:يعني أنت مش زعلان مني ؟

سيف بحنان:لا يا حبيبتي مش زعلان منك.

نهلة بفضول:طيب هطلقها أمتي ؟

سيف بإستنكار:مش عارف يا نهلة وأنا مش هكلقها الا لو هي عاوزة ده تصبحي علي خير .

نهلة بغيظ مكتوم: وأنت من أهله……

…….


يتجه لغرفته ويفتح الباب بيد مرتعشة ويدخل الغرفة وهو ينظر بها بحزن شديد فهذه آول مرة يعود بها ولا يجد يمني بها ليغلق الباب خلفه ويتجه للفراش ويجذب الوسادة التي تنام علي يمني ويضمها بحزن وهي يضع أنفه بها ويشتم عبيرها ويردد بأسي هونت عليكي تسبيني وتمشي يا يمني عنان عليكي حبي……


…..


بينما علي الطرف  الآخر تدخل نهلة غرفتها وتغلق الباب بعنف وتتجه لفراشها تجلس فوقه وهي تفكر فيما ستفعله إذا عادت يمني لحياتهم من جديد فبالتأكيد إذا عادت ستكون الآقوي…..


……..


تجلس جوار والدتها تسرد لها ما حدث لتردد نجوي بتساؤل:تفتكري إلهام مخبية ايه؟

سلمي بمكر:مش عارفه بس شكلها حاجة كبيرة.

نجوي بتساؤل:طيب ودي هتعرفها منين علي كلامك أنها تبقي خالة البنت دي.

سلمي بخبث:أيوة يبقي أكيد الحكاية إلي تكرها فيها حب قديم.

نجوي بإعجاب:يخرب عقلك تصدقي صح طيب هتعرف منين ؟

سلمي بمكر:مرعي شكله عارف كل حاجة.

نجوي بضيق:بس حرصي منه متنسيش أنه بلطجي.

سلمي بسخرية:الفلوس يا مامي تخلي البلطجي كلب لولو.

نجوي بتوتر:طيب قولتي ليحيي يروح للدكتور ؟

سلمي بضيق:لسه هقوله متقلقيش.

نجوي بضيق:طيب حاولي متتآخريش عن كده.

سلمي بإيجاب:تمام يلا هقوم أروح عايزة حاجة ؟

نجوي بإبتسامة:تسلمي يا حبيبتي…….


…….


تقف في غرفة نومها تلقي عليها نظرة الآخيرة وهي تغلق سحاب حقيبتها بعد آن وضعت ملابسها التي جاءت بها فقط وكذلك أوراق دراستها وقسيمة الجواز لتتجه إلي درج الكوميدينوا وتنظر للأموال التي به بتوتر لتحسم أمرها وتأخذ ورقة نقدية من فئة المائتي جنيه وتجلب ورقة صغيرة تخطوا فوقها بعد الكلمات لتتجه بعدها لحقيباتها وتغادر الشقة وهو تنظر له بعيون دامعة فقد عاشت بهذه الشقة اسعد ايام حياتها لتتنهد بألم وتغادر الشقة وتتمشي بالطرقات لا تدري أين تذهب فلا ماوي لها……..


…….


يفيق من المخدر ويان بصوت مسموع وهو يضع يده علي رأسه لتقترب منه إلهام بلهفة:أنت بخير يا حبيبي ؟

ليفتح عيونه ببطء ويردد بألم:أنا فين ؟

إلهام بحزن:في المستشفى يا حبيبي.

يحيي بحيرة:أيه إلي جابني هنا وأنتي جيتي أزاي ؟

إلهام بتهكم: الهانم إلي أنت متجوزها إلي جبت وكلمتني وجيت جري علي ملا وشي ساعة ما جيت قالتلي مكانك وبعدها مشيت متعرفش راحت فين حتي مكلفتش خاطرها تطمني عليك.

ليحاول النهوض ويردد بتساؤل:متعرفيش راحت فين ؟

الهام بتهكم:هتلاقيها روحت شقتك هي ليها ماوي تاني لتكمل بتساؤل أيه إلي عمل فيك كده العقربة دي صح ؟

يحيي بتهرب:لا أنا أتزحلقت ووقعت.

إلهام بتهكم: أتزحلقت ووقت ودماغك تتخيط خمس غرز !

يحيي بنفاذ صبر:أنا عايزة اروح.

إلهام بنفاذ صبر:طيب هروح أشوف الدكتور لتغادر إلهام تاركاة يحيي يغمض عيونه بألم:هونت عليكي تسبيني وتمشي يا رحمة أنا مكدب عنيا يا رحمة مش قادر أصدق أنك تكوني بتخدعيني ببراتك ازاي طفلة زي ممكن تخدع أنا متأكد أنه لعب عليكي أو في لغز في الموضوع وواثق إن إلي خلاكي تحفظي سر جوزك القديم وإنك تحفظي علي نفسك وقتها من مرعي يستحالة تفرطي في نفسك دلوقتي بس ليه مشيتي وسبتيني..

بعد قليل يدخل الطبيب برفقة إلهام ويقوم بفحص يحيي ويتحدث بمزاح:أيه يا راجل شد حيلك كده مراتك كانت هتتجنن عليك.

يحيي بحزن: الحمد لله على كل حال.

الدكتور بعملية:عموما أنت بخير المشكلة أن الجرح كان عميق وده إلي سبب النزيف تقدر تخرج بس تيجي بعد عشرة أيام تفك الغرز.

يحيي بوهن:تمام………


……..


تصل إلهام برفقة يحيي لشقته هو ورحمة فهو آصر علي ذلك لتدعي في سرها أن تقوم رحمة قد غادرت.

ليفتح يحيي الباب بمفتاحه ويتجه للداخل بلهفة يبحث عنها لتضع إلهام يدها علي قلبها برعب خشية من أن تجد رحمة وتخبره بما حدث ليتجع يحيي لغرفة النوم بمفرده ليجدها فارغة لينقبض قلبه فجأة ويفتح الخزانة ليتفاجئ بتركها الملابس والاغراض التي اشتراها لها آخذت ملابسها التي حضرت بها فقط.


ليتنهد بألم ويجلس علي الفراش واضعاً رأسه بين كفيه ويردد بأسي:ليه يا رحمة مشيتي ليه عايزة تخليني أصدق حاجة أنا بنفيها ليجذب نظره الدرج المفتوح لينهض بلهفة ليجد الأموال بداخله وتلك الورقة الصغيرة ليحملها بلهفة يقرأ ما بها "أنا أسفة أخدت مائتين جنيه بس لاني مش معايا فلوس باقي الفلوس كاملة تقدر تعدها كل الي حابة اقوله ليك أني بريئة زواله العظيم ما أعرف ده حصل أزاي وربنا قادر يظهر برأتي أنا بحبك أوي يحيي أنت احسن حاجة حصلت في حياتي بتمني ليك السعادة"

ليطبق الورقة ويضعها بإهمال ويردد بأسي:غبية مشيتي روحتي فين أنا يستحالة كنت هطلق أو أسيبك تمشي من هنا روحتي فين بس ليتجه للخارج ليجد والدته بانتظاره لتردد بتوتر:لقيتها ؟

ليحرك رأسه برفض.

لتتنهد براحة:طيب يلا عشان تروح….


……..


يصل يحيى إلي شقته هو وسلمي ويفتح الباب ويدخل ليجد سلمي بانتظاره.

لتنهي بلهفة مصطنعة فور رؤيته وتقترب منه وتردد بتوتر:أيه إلي حصلك ؟دماغك مالها ؟

يحيي بتعب :مفيش حادثة بسيطة.

سلمي بقلق:تحب نروح للمستشفى ؟

يحيي برفض:لا يا حبيبتي روحت ما ماما.

سلمي بقلق:طيب روح أرتاح.

ليحرك رأسه بإيجاب ويتجه لغرفة النوم بخطي مترنحة تحت نظرات سلمي الساخرة…..


……..


تفتح إلهام باب الشقة بوهم لتجد ياسين يقف في انتظارها ويردد بتساؤل:كنتي فين ؟

إلهام بنفاذ صبر:مش وقتك يا ياسين أنا تعبانه.

ياسين بإستنكار:هو أيه إلي تعبانة كلمتك مش بتردي؟

إلهام بنفاذ صبر:يحيي كان في المستشفى وكنت معاه ارتحت كده ؟

ياسين بلهفة: مستشفي ليه ؟

إلهام بنفاذ صبر:وقع علي دماغه واتعور.

ياسين بلهفة:يعني هو بخير.

الهام بهدوء: الحمد لله.

ياسين بحزن:هو أيه المصايب دي يحيي ويمني في يوم واحد.

إلهام بلهفة:مالها يمني.

ياسين بحزن:عايز تطلق.

إلهام…….


يتبع …….. 


بقلم زينب سعيد القاضي.


مفيش فصل تاني يا حلوى

comments

أترك تعليقا

أحدث أقدم