رواية تضحية ألم الفصل الثالث

 اللهم أرحم أبي وأغفر له. 

اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة. 



                       الفصل الثالث 



تجلس هي وأشقائها الثلاثة يتناولوا الإفطار بصمت لتخرج بتول ورقة مالية من فئة الخمسة جنيهات وتعطيها لباسل وتتحدث بخجل:دي هتبقي مصروف ٣ أيام يا باسل.


باسل بإحراج:حاضر.


لتمد يدها بالآخري لحلا وتتحدث بحنان ودي ليكي انتي وهنا.

هنا بإبتسامة:هتقضيني يومين متقلقيش.


حلا بزمجرة : يومين أيه إلي هتقضيهم لا طبعاً ادي كل واحدة خمسة مش هتقضينا دي.


هنا بغيظ :خلاص أنا مش عايزة اشبعي بيها.


لم يكن من بتول غير أن أخرجت خمسة جنيهات آخري ومدت يدها بها لهنا التي رفضت في البداية لكن أذعنت في نهاية الأمر لرغبة بتول لينهضوا بعدها ويتجهوا إلي مدارسهم.......


.........


في الثانية عشر ظهرا…


تصل بتول من المدرسة وهي تتجه من كثرة الركض لتقوم بتحضير الغداء المكون من مكرونة بالصلصة لتنهتي من تحضريها وتتجه للمرحاض وتقوم بالوضوء و صلاة الظهر وبعدها تتجه لعملها ركضا دون أن تتناول الغداء حتي تصل في موعدها…


وبالفعل وصلت بعد ربع ساعة لذهابها ركضا وصلت في تمام الواحدة لتتنهد براحة وتدخل تلقي السلام علي الحاجة وصال بتوتر.


التي إبتسمت لها بحنان: أهلا يا بتول روحتي مدرستك ؟


بتول بحماس:أيوة روحت وجيت الحمد لله.


الحاجة وصال برضا:ماشي يا بنتي روحي يلا أقعدي علي الماكنة وطبقي إلي اتعلمتيه إمبارح من إسعاد.


بتول بلهفة:حاضر بإذن الله شغلي هيعجبك .


الحاجة وصال بإبتسامة: ماشي يا بنتي يلا توكلي علي الله .


لتتجه سريعاً للخارج وتجلس علي مكينة الخياطة وتبدأ بتنفيذ ما عملتها إياه إسعاد.....


.....


بينما علي الطرف الآخر يعود الأشقاء الثلاثة من المدرسة ويجلسوا بوهن لتردد حلا بجوع:أنا جعانة اوي.


باسل بتاكيد:وأنا مرضتش اصرف حاجة.


هنا بفرحة:وأنا كمان قولت يمكن نحتاجها.


لتبتسم حلا ساخرة :أنا بقي صرفت الخمسة جنيه كلها .


باسل بعتاب:ليه كده يا حلا طيب كنت اصرفي جزء وسيبي الباقي مش عايزين نتقل علي بتول.


حلا بزمجرة:اه عشان أبقي أقل من صحابي مش هيحصل أبدا أنت عايزهم يتريقوا عليا ؟


باسل بتريقة:لا ازاي يتريقوا علي الأميرة إزابيل.


حلا بغيظ:ملكش دعوة أنا هقوم أجيب الأكل.


لتنهض هنا هي الآ خري وتردد بلهفة:هاجي أساعدك.


……..


في المطبخ.


تضع حلا المكرونة في الأطباق وتملاها بشدة حتي لم يتبقي شئ بالإناء.


لتردد هنا بتساؤل:مسبتيش أكل لبتول ليه ؟


لترفع حلا كتفيها بالامبالاة:اكيد أكلت قبل ما تمشي وبعدين عشان نشبع .


لتنظر لها هنا بعدم رضا وتجذب إحدي الأطباق وتفرغ كمية منه.


لتتحدث حلا بزمجرة: أيه إلي عملتيه ده ؟


هنا بهدوء : هسيب شوية من طبقي بتول عندك مشكلة ؟


حلا بتهكم:براحتك إن شاء الله عنك ما أكلتي يا أختي أنا مالي.


لتخرج طبقها وتغادر لتحرك هنا رأسها بيأس من تصرفات شقيقتها فهي علي يقين أن بتول لم تمس هذا الطعام لتغطي الإناء وتأخذ باقي طبقها وطبق باسل وتتجه للخارج وتعطي الطبق لشقيقها يتناولوا الغداء.


لينتهوا بعد فترة وتنهض حلا بوخم:أنا هروح أنام .


هنا بتساؤل:مش هتذاكري ؟


لتزفر حلا بملل:لا مش هذاكر مش قادرة لتغادر تاركة هنا تنظر لها شذرا.


ليتحدث باسل بقلة حيلة:سيبك منها يلا نقوم نذاكر احنا.


هنا بحماس:يلا نذاكر عشان نفرح بتول بينا لما نجيب دراجات عالية.


باسل بلهفة:بجد عندك حق عايزين نحسسها أن تعبها مش هيروح علي الفاضي يلا بينا.


لينهض الإثنين ويجلبوا كتب ويفترشوها أرضا ويبدأو بالمذاكرة....


حتي إستمعوا لطرق علي باب الشقة لينهض باسل ويفتح الباب ليجد جارتهم الخالة سماح أتت للإطمئنان عليهم وأعطته صينية من الطعام وودعته مغادرة ليأخذها باسل ويدخلها المطبخ ويعود للمذاكرة.


بينما حلا فهي لم تقدر علي النوم بسبب كمية الطعام التي تناولتها لتنهض بعد سماعها طرق علي الباب وتخرج تتحدث بتساؤل:مين إلي كان علي الباب؟


باسل دون أن يرفع نظره عن كتابه:دي خالتي سماح.


لتتحدث حلا بتافاف:وكانت عايزة أيه الست دي ؟


هنا بضيق:الست كتر خيرها كانت جايبة لينا اكل.


حلا بلهفة:أكل أيه ؟


هنا بحنق طفولي:منعرفش وبعدين مش احنا اكلنا بتسالي ليه ؟


حلا بغيظ:وأنتي مالك أنتي يا لمضة أدخل اشوف أنا وبالفعل دخلت وجدت صنية الطعام الموضوعة ويوجد علي أرز وملوخية وفراخ محمرة لتبتلع ريقها بنهم وهي تنظر الفراخ بإشتهاء فهم نادراً ما ياكلوا اللحوم من الأساس لظروفهم المادية السيئة لتأخذ قطعة من الدجاج وتتناولها بنهم شديد حتي أنهتها وإتجهت للغرفة مرة آخرة وهي تشعر بألم في بطنها من كثرة الطعام الذي تناولته.....


.....


ها قد دقت الساعه السادسة وبدأ النساء في المغادرة ولم يتبقي سوي بتول وبعد نصف ساعة جاءت الوردية الثانية الذين تعرفوا علي بتول وذهبوا لعملهم وبعد مرور بعض الوقت نهضت بتول بوهن حينما دقت الساعة التاسعة وذهبت إلي مكتبها.


لتبتسم وصال فور رؤيتها :تعبتي ؟


لتحرك رأسها برفض وتتحدث كاذبة:لا بالعكس الشغل كويس ومش متعب.


لتبتسم وصال وهي علي يقين أن بتول كاذبة فالعمل بالفعل متعب بشدة لتتحدث ببشاشة: ماشي يا ستي معادك جه أتفضلي يوميتك اهه لتمد بتول يدها وتأخذها بخجل.


لتبتسم وصال علي هذه الفتاة البريئة لتردد بتساؤل: اسعاد قالت إنك اتعملتي كل حاجة حابة تبدأي من بكره ولا تتدربي كمان شوية ؟


بتول بعزم:لا ابدا من بكره.


وصال بإبتسامة: ماشي يا بنتي يلا اتكلي علي الله وخدي بالك من نفسك وسلمي علي أخواتك .


بتول بإبتسامة: حاضر سلام عليكم.


وصال بإبتسامة رضا: وعليكم السلام.


....


تخرج من المشغل لتجد شخص يقطع طريقها لتتجه للجهاة الآخري ليتني أمامها لترفع بصرها وتتحدث بحدة :لو سمحت عديني..


الشخص بمكر:أهدي متخافيش أنا حبيت أعرفك بنفس أنت شادي إبن الحاجة وصال والي بمسك الشغل بدالها بالليل.


بتول بنفس الحدة فهي لم ترتاح له من الأساس:أهلا ممكن بقي تعديني.


شادي بخبث:تحبي  وصلك بعربيتي يا قطة ؟


بتول برفض:لا شكراً تسمح تعديني.


ليتنحي جانباً ويشير لها بالمرور لتفر أربعة من أمامه.


ليبتسم بشر:أجري يا قطة مسيرك هتقعي تحت إيدي مهما كلفني الأمر..….  


……..


في تمام التاسعة والنصف وصلت بتول شقتهم وفتحت الباب ودخلت ليقع بصرها علي أشقائها المنهمكين في المذاكرة لتبتسم برضا.


لينهضوا فور رؤيتها.


لتتحدث ببشاشة وهي تتلقف هنا بين أحضانها: أخباركم أيه اتغديتوا ؟


باسل بتاكيد:أه الحمد لله.


هنا بفضول:أنتي اتغديتي قبل ما تمشي ؟


بتول بإبتسامة باهتة:لا يا قلبي يا دوب حضرت ليكم الغداء وروحت الشغل .


هنا بغيظ من حلا:أنا قولت كده لحلا وكانت عايزة تاكل الأكل كله قالت إنك أكيد اكلتي بعد الشغل بس أنا سيبت ليكي من اكلي.


باسل بإحراج:خلاص يا هنا وبعدين خالتي سماح جابت أكل تاني.


هنا بتهكم:ما هي كلت منه كمان.


بتول بعتاب:عيب كده يا هنا فيها ايه أنها كلت بالهنا والشفا وبعدين لو مافيش أكل مش مهم المهم انكم انتوا تكونوا شبعانين لتكمل بادراك أنا هروح لخالتي سماح أشكرها واطلب منها متبعتش أكل كفاية أوي كده كتر خيرهم أوي لغاية كده.


لتخرج حلا في هذه اللحظة وتتحدث بإمتعاض:لا طبعا متعمليش كده.


لتنظر لها بتول بعدم فهم:معملش ايه ؟


حلا بغيظ:تقولي ليها متبعتش أكل تاني خليها تبعت أنا مصدقت كلت لحمة إمبارح وفراخ النهاردة.


ليمتعض وجه بتول وتتحدث بكسرة:عايزانا نقبل الصدقة من الناس يا حلا ؟


لتلوي حلا شفتيها بتهكم:هو أحنا إلي قولنا ليهم ابعتوا ولا هما الي بعتوا بمزاجهم ؟


هنا بعزة نفس:لا يا بتول أحنا مش عايزين حاجة من حد.


باسل بتاكيد: فعلاً يا يا حلا طول عمر ماما الله يرحمها عمرها ما اخدت حاجة من حد نيجي أحنا بعدها ناخد ؟


حلا بغيظ: خلاص إعملوا إلي انتم عايزينه عيال فقرية راحة أتخمد.


لينظر لها باسل وحلا بعتاب وينظروا لبتول بحزن.


لتردد هنا بحزن:سيبك منها يا بتول ويلا قومي كلي.


بتول بوهن: حاضر.


لتنهض بتول وتحضر الطعام من المطبخ وتجلس أرضاً وتصر علي أشقائها تناول الطعام معاها.


…….


بعد فترة.


تجلس بتول في منزل جيرانهم وتتحدث بإمتنان: بصراحة مش عارفة أقول ليكم أيه علي وافقتكم جنبنا.


سماح بعتاب:عيب يا بتول أحنا اهل.


بتول بصدق:واكتر من أهل والله يا خالة.


جاد بتساؤل:أنتي مش محتاجه حاجة يا بنتي فلوس ايتها حاجة ؟


لتحرك رأسها بلا وتتحدث بلهفة:لا كتر خيركم مستورة بس معلش بلا تبعتوا لكل تاني.


لتضم سماح حاجبيها بحيرة:ليه يا بنتي ؟


لتقضم بتول شفتيها بخجل: كفاية لغاية كده الحمد لله اشتغلت واليومية مقضايانا لتكمل بخجل بس معش الايجار أستنوا عليا فيه شوية.


جاد بعتاب:ايجار أيه بس يا بنتي أحنا اهل مفيش بينا الكلام ده.


بتول بعزة نفس:تعيش يا عم جاد بس ده حقك.


سماح بحنان:يا بنتي أحنا اهل متحسبهاش كده.


بتول بإصرار:لا هدفع الايجار يعني هدفعه.


جاد بقلة حيلة:ماشي يا بنتي زي ما تحبي ....


....... 


مرت الأيام علي نفس المنوال حتي إنتهي العام الدراسي بتفوق الجميع والحصول علي المركز الآول بما فيهم بتول التي كانت بمثابة الأب والام والعائل الوحيد لهم كانت تذهب لعملها ظهرا وتعود في العاشرة وتجلس تذاكر حتي الثانية صباحا وبعدها تنام وتستيقظ السادسه صباحا تبدأ الجارة من جديد لكن مع هذا لم تحزن أو تكل كانت سعيدة بما تقدمه لأشقائها ،وكذلك أصبحت ماهرة في شغل الخياطة لكن ما كان يعكر صفوها عندما كانت تتقابل مع شادي فنظراتها لا تريحها بالمرة فهي  تشعر أن نظراته تخترق جسدها الغض لهذا كانت تتحاشي بعيدا عن نظراته…


وأما عن حلا فمازلت علي وضعها تذهب للمدرسة وعند عودتها تتناول الغداء وتذاكر قليلاً أو تلهوا أمام التلفاز بخلاف الصغيرة هنا التي كانت تنظف المنزل كي تهون عن شقيقتها مشقة العمل وكذلك لم تكن تصرف مصروفها كانت تدخره ربما يحتاجوا إليه في يوم من الايام وكذلك باسل كان يدخر مصروفه هو الآخر بعكس حلا التي كان لا يكفيها باليوم خمسة جنيهات وكانت بتول تعطيها ما تريد حتي لا تجعلها تشعر أنها أقل من أحد..


وجيرانهم الاعزاء دائما ما يقفوا جوارهم وأحياناً يدعوهم لتناول الطعام معهم أو يرسلوا لهم طعام لكن قليلا حتي لا يزعجوا بتول فهم علي يقين بعزة نفسها.......

9 تعليقات

أترك تعليقا

  1. تسلم ايدك الأحداث عصبه اوي ربنا يفرجها يارب انتى مبدعه

    ردحذف
  2. جامده يازوزو

    ردحذف
  3. جميلة احسنتي

    ردحذف
  4. تسلمي يا زوزو

    ردحذف
  5. ايه الجمال والروعة والإبداع ده تحفة تسلم إيدك

    ردحذف
  6. لا حول ولا قوه الا بالله

    ردحذف
  7. جميييييييييلة جدا تسلم ايديك

    ردحذف

إرسال تعليق

أترك تعليقا

أحدث أقدم