اللهم ارحم ابي و اسكنه فسيح جناته.
اللهم أجعل قبره روضه من رياض الجنه.
الفصل الخامس عشر
وقبل أن تمد قدمهم للداخل تفاجوا بالنيران التي تخرج من الشقة ليتصنموا مكانهم لكن لم يمضي ثوان الا وكريم يركض تجاه العمارة وعلي سامر يمسكوه بقوة وهو يصيح بهم لتركه دون فائدة فدخوله يعني هلاكه...
بعد ربع ساعة حضرت سيارة المطافي وبدأت بإطفاء الحريق وما أن هدا قليلا فكوا أسر كريم الذي صعد بلهفة وهم معه تحت نظرات المارة الواقفين يشاهدون المشهد.
ليصل للطابق المنشود ليتفاجوا بالسواد الذي يحاوطهم حتي باب الشقة فهو احتر ق بالكامل ليبتلع كريم ريقه بصعوبة ويتجه للداخل وهو ينادي علي شمس وصغاره ليتفاجئ بجسد شمس المزجي أرضاً والي جوارها الصغيرين وأجسادهم تكاد أن تشبه قطع الفحم السوداء ليقترب منهم بصدمة ويجلس جوارهم ويتحدث بهذيان:انا بحلم صح ؟
ليقترب سامر بعيون دامعة ويخلع جاكيته ويضعه فوق وجههم.
لينظر له كريم بتية:هما عايشين صح ؟
ليبتعد سامر سريعاً ودموعه تتساقط.
ليتقترب علي ويضع يده علي كتفه ويردد بأسف:شد حيلك يا كريم.
لينظر له كريم بتية وبعدها ألتفت لزوجته واطفاله بألم وأغمض عيونه هروباً من هذا الكابوس المؤلم...
.....
في الشرقية.
وصل صلاح و فيروز وسامية وبرفقتهم رامي وفور ترجلهم من السيارة رن هاتف رامي برقم شقيقه ليرد بلهفة:أيوة يا سليم خير ليصمت رامي بأسف وهو ينظر جواره لصلاح الذي مازال يجلس جواره بترقب ليغلق الهاتف ويتحدث بأسف:مدام شمس والأولاد تعيش أنت..
لتجحظ عين صلاح وتسقط سامية أرضاً وسط ذهول فيروز من هول ما استمعت إليه فكيف حدث هذا ؟ نصفها الآخر قد فارقت الحياة هي وصغارها
........
خديجة بتهكم :ازاي أنا بقي السبب ؟
رنا بثبات :أيوة انتي السبب انتي بتكرهي شمس وعايزاه يطلقها باي طريقة تحصل رغم انكم اتصالحتم مرة بردوا رجعتوا للمشاكل تاني وبردوا بتدوري إنك تجوزي كريم طيب ليه ومعايا نفس الوضع طيب ولاد كريم ذنبهم ايه ؟ ابوهم يطلق أمهم ؟مش هيصعبوا عليكي ؟
خديجة بضيق:ماهي الي خدت ابوهم مني وسكنوا بعيد عني وجوزك هو كمان بشوفك انتي واخوكي حل فين وفين ده يرضي مين ؟ مش أنا امكم وليا حق وهما جم خدوكوا مني علي الجاهز وانا ليا فيكم اكتر منهم.
رنا بتعجب: وأنتي بقي يا ست ماما فاكرة لما اتجوز واحد غير معاذ وكريم يتجوز غير شمس ؟ هيبقي علي مزاجك ؟ انتي بتحلمي صح يا ماما ؟ دي سنة الحياة لتتنهد بألم اسمعيني يا أمي شمس كويسة وكذلك معاذ يا أمي معاذ بيحبني وشمس بتحب كريم انتي عايزة ايه تاني غير مصالحتنا وأننا نعيش مرتحين ! نتجوز علي مزاجك وحياتنا تبوظ ونعيش مش مرتاحين ده هيريحك ؟
خديجة بتردد:لا طبعاً المهم راحتكم.
رنا براحة:خلاص يبقي تصلحي علاقتك بشمس عشان خاطر كريم وولاده ولو متعدلتش شمس معاكي يبقي لينا كلام تاني.
خديجة بتفكير :خلاص هجرب كده لتكمل بغل بس لو متعدلتش هخليه يطلقها ويتجوز عليها.
رنا بقلة حيلة:تمام.
ليفتح باب الشقة ويقطع حديثهم ويدخل معاذ لتتردد رنا بتساؤل:حمد الله علي السلامة جيت بدري ليه ؟
خديجة بتهكم:طيب أمي السلام حتي يا اخويا .
معاذ بحزن:شمس والأولاد ماتوا.
شهقة خرجت من رنا بينما نهضت خديجة بصدمة:انت بتقول ايه؟
معاذ بأسف:شمس والأولاد ماتوا وكريم حاليا في المستشفي عنده انهيار تام مش عارفين يسيطروا عليه.
رنا بدموع:ماتوا ازاي ؟
ليضغط معاذ علي شفتيه بقوة ويسرد ما علمه من سامر .
خديجة بصدمة:يعني ايه ؟ خلاص مبقاش فيه شمس والعيال ! ماتوا طيب إزاي؟ انت بتهزر صح ؟
معاذ بأسف :ده الي حصل يا طنط وعمي أحمد عرف وسبقنا علي المستشفي.
خديجة بدموع:مش معقول إنا لله وان اليه راجعون.
معاذ بحزن:البسي يلا يا رنا عشان اوديكي لفيروز وطنط سامية انتي وطنط خديجة.
رنا بدموع:حاضر......
.......
يجلس في مكتب صديقه ودموعه تتساقط لا يستطيع تصديق ما سمعه كيف حدث هذا بالامس كان معهم واليوم سيكونوا تحت التراب لدخل سليم ويتحدث بلهفة:يلا عملت ليك اذن تحضر الجنازة
ساجد بحسرة:يلا بينا أنا لله وانا اليه راجعون.
.....
في المشرحة يقف كريم وينظر لزوجته وأبنائه بإنهيار تام ويقيده سامر وعلي خوفا من حالته ليتحدث بألم:سيبوني عايز تشوفهم لآخر مرة في حياتي ارحموني ابوس إيدكم سيبوني.
لينظر علي وسامر لبعضهم باشفاق ويتركوه.
لينظر لهم بدموع والم ويقترب من أجسادهم ويردد بكسرة:خلاص يا شمس أخدتي الولاد وسيبتوني ومشيتوا ؟ والله ما كنت هتجوز عليكي كنت بمثل عليكي يا شمس أنا بحبك اوي لينظر لأولاده بحسرة كوكي چيمي كده تسيبوني وتمشوا لينهار أرضاً باكيا بعنف وهو يردد بألم :ليه يا رب كنت خدني معاهم يارب هعيش ازاي من غيرهم.
ليفتح الباب وتدخل فيروز وسامية بانهيار ويتجهوا لشمس والصغار ويبكون من هول الصدمة لتبتعد فيروز بحيرة وسط دموعها.
ليقترب سامر من فيروز بتوجس:مالك يا فيروز في ايه؟
لتنظر له بتردد وتتحدث باكية:مش قادرة أشوفهم كده.
سامر باشفاق وهو يأخذها للخارج ليجد والده ووالدته بالخارج ويقف لجوارهم ساجد وسليم الذين حضروا للتو.
لتركض فيروز لأحضان ساجد بلهفة ليضمها بحنان ويردد بأسف: اهدي يا فيروز ربنا يرحمهم ويغفر ليهم يا حبيبتي إهدي.
لتردد بدموع :مش قادرة يا ساجد خلاص مش هشوفهم تاني خلاص.
ليبعدها عنه ويتحدث باشفاق:دي إرادة ربنا يا فيروز صلي علي النبي.
فيروز بتشوش:عليه الصلاة والسلام وما كادت أن تتحدث الي سقطت مغشيا عليها في أحضان ساجد الذي كان بمثابة حصن منيع بينها وبين الأرض ليحملها بلهفة الي أحدي الغرفة ويحضر طبيب لفحصها لتفيق بعد فترة بوهن.
ليردد ساجد بلهفة: أنتي بخير ؟
فيروز بوهن:اه الحمد لله.
ساجد بحزن:وحدي الله يا فيروز دي إرادة ربنا بلاش تحضري الدفنة حالتك مش هتستحمل هروح أنا محتاجة حاجة........
.......
يخرج من غرفة فيروز ليجد سليم في انتظار ليهمس في أذنه بعض الكلمات وبعدها
يتجهوا الي المشرحة..
بعد فترة .
يجلس كريم أمام المقابر يأبي أن يعود للمنزل والجميع حوله يحاولوا آخذه عنوة دون فائدة.
ليردد بدموع:مش همشي مش هسيبهم هنا لوحدهم وامشي يمكن يخدوني معاهم.
لتقترب خديجة منه وتردد بحزن:يلا يا ابني كده مينفعش .
لينظر لها بغل ويصيح بجنون وهو يبعدها عنه:ابعدي عني انتي السبب خلاص اهم مشيوا وسبوني لوحدي خلاص أرتاحتي ماتوا عشان يرتاحوا مني ومنك مش هسامحك يا أمي مش هسامحك.
ليقترب ساجد ويجلس جواره وضعا يده علي كتفه ويردد بأسف:اهدي يا كريم لازم تمشي وجودك هنا مش هيفيد بحاجة انت بتعذبهم بحالتك دي يلا يا كريم يلا والصبح بإذن ابقي تعالي وأقرا ليهم قرأن يلا بس وجودك هنا غلط قوم معايا .
ليقترب سامر هو الآخر ويتحدث باشفاق:يلا يا كريم يلا يا حبيبي.
لينهض كريم بضعف برفقتهم...
...
في شقة كريم وشمس.
يجلس الجميع يأخذون واجب العزاء بيننا ينام كريم علي فراشه هو وشمس ويضم ملابسهم لأحضانه....
بعد ساعات بدأ المعزيين في الرحيل ولم يتبقي سوا العائلة.
لينهض أحمد ويتجه لغرفة كريم ويهاله منظره المدمي للقلوب ليقترب منه ويجلس جواره ويضع يده علي كتفه يهزه برفق كي يستيقظ.
ليفتح كريم عيونه بلهفة ويردد :شمس انتي رجعتي ؟
احمد باشفاق: وحد الله يا أبني شمس خلاص عند الي خلقها.
لينظر لوالده بحزن ويغمض عيونه من جديد.
ليردد احمد باشفاق:العزاء خلص والناس مشيت يلا يا كريم عشان نروح.
ليفتح كريم عيونه ويردد ببرود:اروح فين أنا في بيتي.
احمد باشفاق:مينفعش تفضل هنا لواحدك بحالتك دي.
كريم ببرود:أمشي يا بابا وخد ماما معاك أنا هفضل هنا في البيت الي عشت فيه أنا ومراتي وعيالي اجمل أيام حياتنا وهفضل فيها لغاية ما ربنا يأذن وأقابلهم من تاني.
احمد بقلة حيلة:زي ما تحب يا ابني.
ليغادر أحمد يخبرهم بما قاله.
لتردد خديجة بدموع:لا انا مش هسيب ابني هنا لوحده ممكن يعمل حاجة في نفسه.
ساجد بتعقل:كريم عاقل يا طنط وعارف ربنا.
خديجة بحزن:بس هو مش في وعيه ممكن يعمل حاجة في نفسه مش هقدر اسئله هفضل معاه.
أحمد برفض:انتي بالذات لأ كريم مش طايق يشوف وشك من أساسه.
خديجة بعصبية:طيب انا ذنبي إيه عمرهم كده .
أحمد بأسي: ابنك مش هيسامح نفسه ولا هيسامحك أن مراته وعياله ماتوا وهما زعلانين منه.
سليم بإحراج: البقاء لله يا جماعة يلا يا ساجد لازم نرجع قسم الشرطة.
فيروز بدموع:لا خليك معايا يا ساجد.
ساجد بحنان:معلش يا فيروز هخرج ليكي قريب باذن الله يلا يا سليم.
ليبدأ الجميع في المغارة تاركين كريم وسط ذكرياته القديمة مع معشوقته وصغاره......
يتبع........
بقلم زينب سعيد القاضي.
جزء اكتر من رائع ابدااااااااع من نوع خاص طول البارت ودموعي لا تتوقف أبدعتي بجداره
ردحذفابدااااااااع
ردحذفليه كده يازوزو ياريت تكون مقصوده عشان بيعدوهم عن وليد رفقا بنا زوزو الفصل وجع قلوبنا زعلانه منك 😢😢😢💔💔
ردحذفاكيد ممتوش صح
ردحذفجزء حزين جدا
ردحذفإبداع
ردحذفصحيح ماتوا وليد يكون اختطافهم ويكون جاب جثث بلدهم انا حزينة عليهم وعلى كريم
ردحذفليه يازوزو كده كتير بجد أنا ماقدرتش اسيطر على دموعى
ردحذفجميله احسنتي
ردحذفروعة بس حزينة جدا
ردحذفحزينة جدا
ردحذفإرسال تعليق
أترك تعليقا