رواية وإبتسمت الأيام الفصل الرابع والعشرون بقلم زينب سعيد القاضي 

رواية وإبتسمت الأيام الفصل الرابع والعشرون بقلم زينب سعيد القاضي

رواية وإبتسمت الأيام الفصل الرابع والعشرون بقلم زينب سعيد القاضي 

رواية وإبتسمت الأيام الفصل الرابع والعشرون بقلم زينب سعيد القاضي 

اللهم ارحم ابي و اسكنه فسيح جناته.

اللهم أجعل قبره روضه من رياض الجنه.

               الفصل الرابع والعشرون 

بعد مرور عدة أيام….

في صباح يوم جديد تقف بتول أمام الفراش تقوم بإيقاظ بيجاد بمشاكسة:يعني مش هتصحي بردوا؟

ليرفع الغطاء عن رأسه ويفتح نصف عين:لا مش هقوم الساعة سبعة الصبح يا مفترية؟ عايزة تخرجي فين دلوقتي؟

لتردد بلهفة:نتمشي شوية الجو هنا حلو أوي الصبح قوم بقي يلا.

ليضع الغطاء مرة آخري علي رأسه ويردد بنوم:مش هقوم يلا أخرجي وأقفلي الباب وراكي.

لتضع يدها بخاصرتها مرددة بنبرة تهكمية: بقي كده ماشي لتشد الوسادة من أسفل رأسه بعنف وتقوم بشد الغطاء أيضاً وركضت بهم خارج الغرفة.

ليتعدل في جلسته ويضرب كف بكف: اه يا بنت المجنونة راحت فين بالمخدة والكوڤيرتة دي لينهض من علي الفراش مرتديا خفه المنزلي وولچ خارج الغرفة بحثاً عنها…

………

أصوات إذاعة القرآن الكريم ترتفع ورائحة البخور تفوح في المكان جو يدعو إلي الراحة والسكينة والطمأنينة لمن يسكنه وفي ظل هذا الهدوء تجلس جيهان علي الأريكة تقرأها وردها اليومي وعلي مقربة منها يجلس مصطفي يحتسي قهوته الصباحية ليضيع هذا الهدوء عندما ترجلت بتول الدرج وهي تحمل الوسادة والغطاء وتركض تجاههم وتردد بلهفة:طنط عايزة أستخبي.

ليرمق مصطفي بجيهان بتعجب لتردد جيهان بتساؤل:خير يا حبيبتي في أيه ؟ أنتي متخانقة أنتي وبيجاد ؟

لتحرك رأسها ببراءة: لأ بس  أنا عايزة أخرج وبيجاد مش راضي.

لتردد جيهان براحة:يا شيخة وقعتي قلبي لتردد بتساؤل تخرجي فين بدري كده ؟

ليردد بيجاد ساخرا وهو يترجل الدرج واضعاً يده بجيبه بنطاله بعنجهية:قوللها يا أمي .

لتختبئ بتول خلف جيهان وتردد بغيظ:بس الجو حلو دلوقتي الدنيا هادية الشمس صافية صوت العصافير جو طبيعي جميل وبعدين مش عايز تنام روح نام يلا .

ليقترب بيجاد ويردد بتوعد:هروح أنام بس لما جنابك تجيبي الكوفرتة والمخدة يا حبيبتي ليمد يده لأخذهم .

لتردد برفض:لا مش هتاخدهم طالما مش هتخرجني .

ليتخطي والدته لاخذهم لتقفذ فوق الأريكة وهي تضمهم لأحضانها وتردد بنفي: لأ مش هتاخدهم وهتيجي تخرجني أنا عايزة أخرج.

ليردد مصطفى بضحك:خلاص يا بتول يا بنتي تعالي أتمشي معايا وسبيه ينام.

لتردد بخجل: شكراً يا عمي خليك بلاش تتعب نفسك.

مصطفى بإبتسامة:لا مش تعب ولا حاجة أنا عايز أتمشي شوية تعالي وسيبك منه.

لتردد بإبتسامة:حاضر لتهبط من علي الأريكة وتمد يده لبيجاد وهي تردد بإغاظة:أتفضل روح نام هخرج مع عمي حبيبي لتتجه لمصطفى وتردد بفرحة يلا يا عمي مع السلامة يا طنط.

جيهان بإبتسامة:مع السلامة يا روح طنط لتجلس مرة أخري ويجلس بيجاد جوارها بإبتسامة بعد أن راقب طيف مغادرتها هي وووالده.

لتردد جيهان بإبتسامة:بتول طيبة أوي وبسيطة أي حاجة بتفرحها.

بيجاد بشرود:عارف وهي دي المشكلة.

لتلتفت له جيهان وتردد بعدم فهم: مشكلة أيه ؟

ليردد بيجاد بأسف: بتول دائماً بترضي بالقليل وده أنا مش حبه.

لتردد جيهان بحيرة: أنت زعلان أن أي حاجة بتفرحها  ؟

ليردف بيجاد بنفي: لا طبعاً مش ده قصدي أنا عايزها تدافع عن حقها وتدور علي نفسها بدل ما هي عمالة تدور ازاي ترضي الكل وده صعب مع واحدة زيها قضت عمرها كله تدي وبس صعب دلوقتي أنها تفكر أنها تاخد.

لتردف جيهان بتفهم:عندك حق بس واحدة واحدة عليها يا أبني ربنا يهدي سركم.

ليقبل يدها بحب :يارب يا ست الكل يلا هطلع اخد آشور لأن النوم كار خلاص وأروح أشوفها.

جيهان بإبتسامة:ماشي يا حبيبي كل سنة وأنت طيب إستطلاع رمضان النهاردة بالليل.

بيجاد بإبتسامة: وأنتي طيبة يا ست الكل …..

…………

تسير بخطى بطيئة جوار والد زوجها وهي تستمتع بنسمات الهواء الباردة وأصوات زقزة العصافير جو هادئ لم تحظي به من قبل سوي هنا مكثت أسبوعين فقط هنا وسط أناس لا تعرف عاشت بقي حياة تقدر بعمرها أكمل لتفيق من تأملها علي صوت مصطفى لتردد بإنتباه:نعم يا عمي حضرتك بتول أيه ؟

ليردد مصطفى بإبتسامة:بقولك تعالي نقعد هنا علي الخضراء شوية تعبت من المشي.

لتردد بخجل:حاضر.

ليجلسوا سويا علي الأرض العشبية وتردد بخجل:أسفة يا عمي لو تعبت حضرتك.

ليردد مصطفى بنفي:تعب ايه بس انا بقالي كتير نفسي أتمشي كده ومش لاقي حد يشجعني كنت أنا وجيهان علي طول بنتمشي بس من وقت فراحكم وهي بقي لازم تحضر ليكم الأكل بنفسها.

لتردف بإبتسامة:طنط جيهان بجد مافيش زيها ربنا يخليها لينا يارب.

ليردد مصطفى بإبتسامة:تعرفي إنك شكلها أوي ؟

لتردد بعدم فهم:شكلها ؟ أزاي مش فاهمة ؟

ليردد مصطفى بإبتسامة:نفس طبعها وطيبة قلبها عارفة يا بتول آول مرة جينا نخطب هنا وشوفتك قلبي أتشرحك ليكي وأتمنيت أختك تبقي زيك أو إنك تبقي عروسة أبني والأمنية اتحققت وهنا زيك وأنتي بقيتي عروسة أبني التاني .

لتردد بتول بتوتر:عمي ممكن أسألك علي حاجة واتمني متزعلش مني ؟

ليردد مصطفى بإبتسامة:أسالي يا بنتي أنا مستحيل أزعل منك مافيش أب بيزعل من أولاده يا بنتي ها بقي عايزة تقولي أيه ؟

لتفرك في يدها وتردد بخجل: بصراحة سمعت كلامك انت وجاسر بالغصب عن بيجاد وبسمة.

ليردف مصطفى بأسف: بتول يا بنتي أنا هقولك حاجة واحدة مش بصفتي اب لا بصفتي راجل حب بجد وشعروا شاب من الحب بيجاد بيحبك يا بنتي نظرته ليكي نظرة راجل عاشق ووالهان تعرفي أنا أصلا بقيت اشك انه كان بيحب بسمة من الأساس.

لتردف بحيرة: ليه حضرتك بتقول كده ؟

ليردد ببساطة :لأن القلب ما بيدقش غير مرة واحدة وبيجاد قلبه مدقش غير ليكي وبس لانه لو كان حب بسمة مكنش حبك من الأساس …..

…….

في غرفة هنا وجاسر.

يقف أمام المرأة ينثر عطره ويهندم جلبابه الصعيدي وخلفه هنا تنظر له بإعجاب.

ليردد بتذمر:أنا مش فاهم ليه أصريتي أني ألبس صعيدي.

لتردد بخجل: بصراحة بيبقي شكلك حلو كده.

ليضع فرشاته ويلتف لها محتضا خصرها بيد واليد الآخري يرفع بها وجهها ويردد بمكر : بجد ؟ يعني أنتي بتحبيني كده ؟ خلاص يا قلب جاسر أليس كده علي طول طالما أنا عاجبك كده.

لتردد بخجل:وهتروح الشغل ازاي ؟ والمحكمة ؟

ليردد بفكاهة:تصدقي صح ؟ تخيلي أقف قدام القاضي كده هيبقي شكلي مسخرة ههههههههههههه.

هنا بضحك:بالعكس هيبقي شكلك كيوت عارف أنت بتفكرني بأيه ؟

جاسر بتساؤل: بفكرك بأيه ؟

لتردد هنا بضحك:بتفكرني بمحمد هنيدي في صعيد في الجامعة الأمريكية هههههههههه.

لينظر لها شذرا:بقي كده طيب يا أختي ابقي قابليني أن لبستها تاني.

لتردد بخجل: مقصدش والله كنت بهزر معاك.

ليبتسم جاسر بحب:طيب ما أنا عارف يا قطتي إنك بتهزري معايا ويستحيل أزعل منك أصلا يا قلب جاسر يلا ننزل ؟

هنا بإبتسامة:يلا بينا…..

…….

في الحديقة…..

يقترب بيجاد منهم ويردد بإبتسامة: أيه تعبتوا من المشي ولا أيه ؟

ليلتفت له الاثنين ويردد مصطفى بإبتسامة:اه يا أبني العصمة كبرت بقي شد حيلك انت وهات ليا حفيد العب معاه.

بيجاد بإبتسامة:دعواتك أنت بس يا حاج.

مصطفى بحب:ربنا يرزقكم بالزرية الصالحة يا أبني هات ايدك هات قومني.

ليمد بيجاد يده له بإحترام ويساعده علي النهوض ليردد مصطفى بإبتسامة:هرجع أنا بقي البيت خليك أنت بقي مع مراتك.

بيجاد بإبتسامة:ماشي يا حبيبي.

ليغادر مصطفى ويجلس بيجاد جوار زوجته ويردف بمشاكسة:مالك زعلانة ليه ؟

لترد بضيق:صحيت دلوقتي بقي ؟ ما كان من الأول أكن النوم أهم.

ليردد بيجاد بضحك:خلاص يا ستي حقك عليا.

لتردد بحزن:لا أنا زعلانة.

ليردد بمكر:وانا عارف هصالحك إزاي يلا بينا أجبلك مانجا.

لتنهض بتول وتقفز بسعادة:يلا بينا.

لينهض بيجاد ويردد بهمس: متجوز طفلة ليمسك يدها ويتحركوا سويا بسعادة غير منتبهين للأعين التي تراقبهم من بعيد ودموعها تتساقط ندما علي إضاعتها رجل كهذا وإختيارها لشيبه الرجل الذي تزوجته بدلاً عنه وفي النهاية تخلي عنها لأجل آخري……..

……..

يقف بيجاد فوق شجرة المانجو وبتول تقف أسفل الشجرة تقفز بسعادة وهي تشير له:هات دي يا بيجاد.

ليردف بإبتسامة وهو يشير للمانجو التي جوارها:مش كفاية كده ؟ يا بنتي كفاية معاكي اد أيه ؟

لتردد ببراءة مصطنعة:دول عشرين منجاية بس.

ليردد بيجاد بمشاكسة:بس ودول مش هيكفوكي ؟ بتول يا حبيبتي أنتي بتودي الأكل ده كله فين ؟

لتردد بحزن مصطنع:خلاص أنزل مش عايزة تاني .

ليردد بضحك:خلاص يا ستي هجبلك تاني.

لتبتسم بسعادة ليلتقف هو لها بضع ثمرات آخري من المانجو وبعدها يقفز أرضا.

لتردد بإعجاب: تصدق يا بيجاد أنا أول مرة اكتشف إنك متعدد المواهب.

لينفض ملابسه ويردف متسائلاً:مواهب أيه ؟ 

لتردد بخجل:بتعرف تضرب كويس أوي وتطلع الشجر.

ليقترب منها ويداعب وجنتيها بحب:دي إسمها لياقة يا قلبي مش مواهب يلا بقي نرجع عشان نفطر ؟

بتول بحماس:يلا عشان ناكل المانجا.

ليحرك بيجاد رأسه بإبتسامة:يلا يا آخرة صبري……

………..

في المساء…

تجلس عائلة بيجاد جميعاً أمام التلفاز ومعهم زهيرة وإبنتها بسمة وأطفالها فقد جاءوا منذ الصباح لقضاء اليوم معهم.

أرضاً يجلس بيجاد يقلب في هاتفه والي جواره بتول التي تتشبث بذراعه بتملك يعلم لما تفعل هذا لكنه يعجبه أن تبدأ قطته البريئة المدافعة عن حقها…

وعلي مقربة منهم يجلس جاسر وهما يتمازاحان بصوت هامس ويضحكوا…

ليأتي صوت إعلان رؤية شهر رمضان الكريم لينصت الجميع لحديث مفتي الديار المصرية والذي أعلن أن اليوم المتمم لشهر شعبان المبارك والغد هو غرة شهر رمضان المبارك…

ليسعد الجميع وينهضووا لإلقاء المعايدة علي الجميع بسعادة

 

يتبع……..

بقلم زينب سعيد القاضي.

الفصل الخامس والعشرون من هنا