رواية وإبتسمت الأيام الفصل الرابع بقلم زينب سعيد القاضي

 

اللهم ارحم ابي واغفر له واجعل قبره روضه من رياض الجنه.

اللهم أعذه من عذاب القبر وجفاف الأرض عن جبينها.

                   الفصل الرابع 

زياد بصدمة:أنت بتقول أيه مراتك أزاي حصل الكلام ده إمتي أن شاء الله ؟ حضرتك ناسي أني كنت خاطب أختها وفرحانا كمان اسبوع.

ليبتسم بيجاد بثقة : كتب كتاب بس وبعدين أصلا حضرتك تعرف أن باسل كتب كتابه كان إمبارح ؟ 

زياد بغل:لا معرفش.

بيجاد بتهكم: طيب لما تعرف هتعرف أن أنا وبتول كمان كتبنا الكتاب معاهم.

زياد بعدم تصديق:كدب إلي بتقوله ده كدب عشان تحسن شكلكم وتداري علي فضيحتكم.

ليبتسم بيجاد ساخراً:بجد وفرحي الي الشهر إلي الجاي أنا وأخويا إلي هيتجوز أختها الصغيرة ؟لينظر بيجاد للواقفين ويردد بثقة طبعاً كلكم معزومين وأنا  بعتذر أني أنا وبتول مأعلناش عن كتب الكتاب لأنه كان لسه إمبارح وعائلي وبتول أصرت أننا منعلنش عشان مش حابة تغيروا معاملتكم ليها أنتوا عارفين أن بتول حبيبتي متواضعة.

لتتعالي التبريكات والتهاني وزياد يقف يشتعل غيظا لينظر له بيجاد بتحدي ويردد بتهكم: وحضرتك بقي أتفضل بره ملكش مكان بنا ليتجه لمكتبه مرة آخري صافعا الباب خلفه وهو ينظر لبتول التي تنظر له بصدمة ليقترب منها ويتحدث بأمر:مش عايزة كلمة واحدة أتفضلي قومي نروح أي مكان نتكلم فيه.

ليقوم بخلع البالطو الابيض ويأخذ چاكيته من علي خلف مقعده ويأخذ أغراضه من علي مكتبه وينظر لها مستنكرا:ب

يلا ولا هتفضلي قاعدة.

لتنظر له بيته وتنهض بحزن ليقترب منها ويمسك يدها لتنظر له بصدمة.

ليردد بأسف:أسف بس ده الي لازم يحصل مش عايزين نسيب فرصة لحد أنه يصدق الزفت ده أتفضلي.

ليتفح بابا المكتب ويخرجون سويا وهما متشابكين الأيدي ويستمعون إلي التهاني والتبريكات وبيجاد يرد عليهم بينا بتول تكتفي بالنظر للوجوه فقط فمنها من هو حاقد ومن من هو شامت فمن هي كي تتزوج شخص كهذا…..

…….

أمام على العم جاد التي يقتنوا بها تتوقف سيارة أجري ويترجل باسل من جوار السائق ويفتح الباب الخلفي لتخرج سماح ويخرج جاد من الباب الآخر ويساعدوا هند في النزول وهي تستند علي جاد ووالدتها فأهل المنطقة لم يعلموا بكتب كتابها ليدخلو الي داخل العمارة ويتحدث باسل بلهفة:أشيلها لفوق أفضل ؟

سماح بحزن:ياريت يا أبني لتتكعبل.

ليردد جاد بقلة حيلة:ده الأفضل فعلا.

ليقترب باسل من هند ويحملها برفق وسط حجلها وصدمتها ليردد بهمس في أذنها عقبال ما اشيلك يا قطتي لشقة الزوجية.

لتبتسم بخجل وتخفي وجهها بملابسه ليتبعهم جاد وسماح حتي يصلوا لأعلي ويقف باسل أمام الشقة حتي يفتح جاد الباب ويدخل باسل متجهاً لغرفة هند واضعاً أياها برفق.

لتردد سماح بإبتسامة:نورتي بيتك من تاني يا قلب أمك.

هند بحسرة:نورته! ربنا يجبر بخاطرك يا أمي .

جاد بعتاب:ايه يا بنتي مالك بس وايه الكلام الفاضي ده صلي على النبي كده وبلاش التشاؤم ده أنتي أحسن من غيرك يا بنتي.

باسل بتأكيد: أيوة يا هند أحنا قولنا أيه إلي أنتي فيه ده مسألة وقت مش أكتر يا حبيبتي وهتفتحي وترجعي لطبيعتك تاني.

هند بكسرة: تفتكر!

باسل بتأكيد: أفتكر جداً فوضي أنتي بس أمرك لله يا هند ربك كبير.

سماح بحزن:عندك حق ربنا كريم يلا عقبال ما ترتاحي شوية أكون جهزت الغداء .

باسل بإستئذان:طيب أستأذن أنا يا جماعة وبالليل هاجي أطمئن عليكي.

جاد بإستنكار:تستأذن أيه ؟ لا طبعاً مش هيحصل أحنا هنتغدا سوا.

باسل بإحراج:معلشي يا عمي خليها مرة تانية.

جاد بإصرار:والله ما يحصل روح أرتاح يلا ولا إيه يا أم هند ؟

سماح بلهفة:أه طبعاً أرتاح انت شوية ولما الغداء يجهز هاجي اناديك انت والبنات.

باسل بإحراج: حاضر…..

……

في شقة بتول.

تجلس حلا في الغرفة تبكي بحرقه وجوارها هنا تحاول تهداتها دون فائدة لتردد بحنان:مالك بس يا حلا فيكي أيه ؟ 

فهميني يا حبيبتي مالك ؟

حلا بدموع: هو أنا وحشة أوي يا هنا ؟

لتردد هنا بعدم فهم: وحشة أزاي ؟ قصدك شكلك! أنتي زي القمر يا حلا  لتكمل بتوتر لكن لو بتسألي عن طباعك فبصراحة طباعك زي الزفت يا حلا.

لتنظر لها حلا شذرا لتكمل هنا بلهفة:مش قصدي والله انا بس بوضح ليكي وبصارحك.

لتتحدث حلا بحزن: يعني أستاهل كل المصايب إلي بتحصل ليا.

هنا بهدوء:حلا كل مشكلة أنتي بتقعي فيها في الوقت الحالي اني إلي حاطة نفسك فيها فهماني يا حبيبتي.

حلا بحزن:عندك حق.

هنا بفضول: ممكن أعرف بقي أنتي ايه الي مزعلك كده ؟ 

داهية سودا تكوني زعلانة علي خطيبك المقشف بصراحة يغور هو وأمه بصراحة.

حلا بضيق: طبعاً مش زعلانة عليه لأنه أكبر غلطة في حياتي أصلا أني أتخطبت لزياد في يوم من الايام.

هنا بفضول: أمال مالك بقي ؟

لتنظر لها حلا بتردد وتسرد لها كل شئ.

لتردد هنا بحذر: وأنتي موافقة تتجوزينده في السر ؟

حلا بلهفة:لا طبعاً يستحيل أرخص نفسي كده.

هنا براحة: هو ده الكلام أسمعيني يا حلا هو لو بيحبك هيعمل المستحيل عشان يوصل ليكي في النور قدام الناس والعالم كلهم مش في الضلمة.

حلا بشرود:عندك حق يا هنا رغم صغر سنك بس بتفهمي أوي.

هنا بفخر:عيب عليكي.

ليفتح الباب وتنهض هنا بلهفة:شكل بتول جت.

حلا برجاء :هنا كلامنا سر بينا.

هنا بعتاب: أكيد طبعاً يا حلا.

يطرق باب الغرفة ويدخل باسل ليردد بوهن: سلام عليكم.

ليردوا السلام وتردد هنا بتساؤل:ايه ده أنت جيت ليه ؟

باسل بوهن:هند خرجت.

هنا بفرحة:طيب الحمد لله.

حلا بهدوء: حمد الله علي سلامتها والف مبروك علي كتب الكتاب.

باسل بإبتسامة:الله يسلمك عقبالك يا حبيبتي مع إلي يستهلك مش الواد الملزق ده.

حلا بضحك: أهو راح لحاله.

هنا بتساؤل:طيب ما تيجي يا حلا نروح نطمئن علي هند.

باسل بلهفة:طيب ما تتستنوا بتول تيجي ولو ينفع يا هنا تنزلي تجيبي شوية فواكه أصلهم أصروا نتغدي معاهم.

هنا بعتاب:ليه وافقت يا باسل هما في أيه ولا في أيه.

باسل بقلة حيلة:والله يا بنتي رفضت علي أد ما قدرت عشان ميزعلوش.

هنا بتفهم:تمام هنزل أشتري شوية فاكهة وأجي.

باسل بامتنان:تسلمي ليضع يده بجيبه ويخرج بعض الأموال ويعطيها لها.

هنا برفض:معايا فلوس يا باسل.

باسل بإصرار:هنا خدي بقي وبطلي مجادلة عايز أروح أنام شوية.

لتاخدهم هنا بقلة حيلة…. 

…….

في إحدي الكافيهات.

تجلس بتول برفقة ببيجاد تنظر له بعصبية ليردد بملل:مالك بتبصي ليا كده ليه ؟

بتول بعصبية:ممكن أفهم أيه الي حضرتك قولته ده ؟

ليبتسم بيجاد ساخراً:والمفروض كنت أقول أيه جنابك عشان أنقذ الموقف لو مكنتش عملت كده كانت سمعة سيادتك وسمعتي هتبقي علي كل لسان.

بتول بغيظ:وكده مش هتبقي علي كل لسان لما يعرفوا أن حضرتك كدبت عليهم.

بيجاد بأستفزاز: وأنا كدبت عليهم في أيه ؟ .

بتول بتهكم:والله كدبت في أيه ؟ مش حضرتك قولت ليهم أننا متجوزين ؟

بيجاد بتأكيد : اه قولت كده أيه المشكلة مأحنا هنتجوز.

لتفتح عيونها وتغلقها بعدم إستيعاب:هما مين الي هيتجوزا معلش ؟

بيجاد ببساطة:أنا وأنتي.

بتول بتهكم:والله ومين إلي قرر ده إن شاء الله ؟

بيجاد بهدوء: أنا.

بتول بتهكم:والله يعني حضرتك قررت وهتنفذ وأنا مليش رأي.

بيجاد بنفاذ صبر:بتول الي عملته ده الصح تقدري تقولي لو معملتش كده ايه الي ممكن يحصل ؟

بتول بحيرة:مش عارفه بس أكيد كان في حل تاني.

بيجاد بهدوء:لا يا بتول مكنش فيه حل غير ده.

بتول بحيرة:بس مش هينفع نتجوز.

بيجاد بعملية : ليه ؟ 

بتول بتوتر: من غير ليه مش هينفع وخلاص.

بيجاد بتساؤل:فيه في دماغك شخص معين ؟

بتول بلهفة:لا طبعاً حضرتك بتقول ايه ؟

ليأخذ نفس عميق ويردد بتريث:طيب طالما مافيش حد في دماغك نتكلم بالعقل بصي يا بتول أنا عندي ٣٠ سنة دلوقتي يا بتول وده أفضل وقت أقدر أسس فيه بيت وأسرة.

بتول بمقاطة:كل ده جميل بس ميخصنيش بردوا ربنا يرزقك بإلي أحسن مني.

بيجاد بهدوء:سبيني أكمل كلامي وياريت بلاش مقاطعة لتزفر بقلة حيلة ليكمل هو الحوزرة دي مصلحة متبادلة يا بتول انتي كنتي الأولي علي دفعتك صح ؟

بتول بحيرة:أيوة صح.

بيجاد بإبتسامة:حلو أوي أنتي هتسافري معايا وهتكملي دراسة بره وقبل ما تسافري من هنا قرار تعينيك هيجي غير عملية مرات اخوكي هتسافر بره وتتعمل العملية في أكبر مستشفيات لندن مجاني هتبدأي حياة جديدة بعيد عن هنا خالص قولتي إيه ؟

بتول بعدم تصديق: حضرتك بتساومني ؟

بيجاد برفض:لا طبعاً ده كله هيتعمل سواء قبلتي أو رفضتي دي غير دي لكن جوازنا مفروغ منه حتي لو هنتحوز كام شهر وننفصل فكري براحتك يا بتول معاكي لغاية بكره.

لتنظر لها بتردد.

ليتحدث بهدوء:فكري بعقلك يا بتول انتي شخصية عملية مش عايزة حد يحبك وانا نفس الوضع احنا بنكمل بعض يلا عشان نمشي……..

……..

في المساء.

يجتمع الجميع في منزل جاد في غرفة هند لتردد سماح بتساؤل:مفكتيش الجبس ليه يا بنتي ؟

بتول بتوتر:كان فيه ضغط شغل فقولت أستني لبكرا.

سماح بتفهم:اه بالسلامة يا بنتي.

جاد بمزاح:هنقضيها رغي ولا ايه قومي يلا جهزي الغداء يا حاجة.

سماح بلهفة: عنيا حاضر.

لتنهض سماح للمطبخ وتتبعها هنا وبتول وحتي حلا مما أثار تعجب الجميع لكن لم يتحدثوا ليبدأو في وضع الطعام ويجلس الجميع أرضا بتنزل العشاء وتجلس هند في منتصف والدتها وباسل وكل منهم يطعمها بجو من المرح حتي لا يشعروها بالحرج لتنتهي الأمسية السعيده ويعودون إلي شقتهم ويخلدوا للنوم وكل منهم يفكر فيما يؤرق مضجعه باسل يفكر في هند وكيف سيعالجها وهنا تفكر كيف ستكون حياتها مع جاسر أما حلا فهي أصبحت عازمة علي رفض هذه الزيجة فلن تضع نفسها في مواجهة المخاطر مرة آخري.

أما عند بتول فمازالت تفكر في عرض بيجاد لا تدري ما عليها فعله فهي بالفعل يجب أن تتزوجه بسبب فعلة هذا الدنئ زياد لكن كيف لتفكر قليلاً في شئ ما وتتنهد براحة وهي عازمة علي تنفيذ رأيها…..

يتبع………

بقلم زينب سعيد القاضي.

الفصل الخامس من هنا