رواية تضحية ألم الفصل الخامس والعشرون

 

اللهم ارحم ابي واغفر له واجعل قبره روضه من رياض الجنه.

اللهم اعذه من عذاب القبر وجفاف الأرض عن جبينها.


           الفصل الخامس والعشرون 


لتضع حلا يدها على وجهها مرددة بعدم تصديق: أنتي بتضربيني يا بتول ؟ أنتي أتجننتي.


بتول بإستحقار: لأ أنا عقلت وأنتي الصادقة يا حلا القلم ده أتاخرت أوي فيه يا حلا فوقي بقي لنفسك غرورك ده هيوديكي في داهية فوقي لنفسك أنا هغير منك أنتي يا غبية أنتي أختي حتة مني طول عمري بطلعها من بوقي عشانكم ضحيت بحلمي أنا أبقي دكتورة زي جنابك عشانكم وزياد الي فكراه بيحبك ده متحوزك واجه مش اكتر واه كان بيحبني أو بيمثل عليا الحب فوقي لنفسك بقي وعايزة تتجوزيه براحتك بس مترجعيش تندمي.


لتردد حلا بغل:ماشي يا بتول الألم ده هدفعك تمنه غالي أوي خليكي فاكرة وهتجوز أنا وزياد وأنتي هتفضلي زي ما أنتي حتة ممرضة ولا راحت ولا جت يا بتول وفوقي بقي من دور الضحيية الي أنتي عايشة فيه ده أنتي الي اختارتي كده محدش طلب منك حاجة أصلا.


بتول بأسي: أنتي صح انا الي غلطانة يا حلا كنت أشوف مصلحتي وأسيبكم تضيعوا في الشوارع لو مكنتش ضحيت عشان حضراتكم كان زمان حضرتك مش دكتورة حلا كان اخرك في الشوارع أو معاكي حتة دبلوم بس أنا الي علمتك يا حلا فاهمة الفضل ليا في الي انتي فيه تعبي وسنين عمري الي ضيعتها عشانكم بس خلاص كل واحد يشيل نفسه وأنا كده خلاص لتزيحها جانباً وتغادر الشقة سريعا وهنا سماح يركضوا خلفها وكذلك جاد الذي نظر لحلا باستحقار..


بينما وقف باسل ينظر لها بذهول مرددا بعدم تصديق: أيه إلي عملتيه ده يا حلا أيه كل ده ؟ ليه كده بتول متستهلش كل ده منك.


حلا بعصبية: ايه كلكوا شايفين بتول الملاك البرئ وأنا الشريرة صح كده خلاص هتجوز وهسيبكم ومش عايزة أشوف وشكم تاني.


ليحرك باسل برأسه بعدم تصديق: بصراحة أنا مش متخيل كمية الكره ده كله لبتول ليه بس نفسي أفهم ؟ هي أذيتك في أيه ؟  فهميني هي أذيتك في أيه ؟ لولا بتول كان زمانا في الشوارع ولا في الأحداث ولا يمين علي الأرصفة حتي بتول هي الي عملت منك دكتورة يا حلا.


لتردد حلا بعصبية: طيب خلاص دلوقتي بقت هي المثل الأعلي للتضحية فوق يا حبيبي حتي لو معملتش كده كنا هنقدر نربي نفسنا.


باسل بتهكم:بجد أفتكري كنتي بتعملي أيه زمان يا حلا تصبحي علي خير ليتركها وغادر لتجلس هي علي الفراش بغيظ شديد من دعم الجميع لبتول…..


………


تركض بتول في الشارع ودموعها تسيل على وجنتيها وخلفها هنا التي تناديها للتوقف دون فائدة حتي أنها لم تنتبه للسيارة المسرعة الي تأتي في إتجاها وأطاحت بجسدها في السماء وأسقطه بعيداً لتصرخ هنا بجنون وتتجه لها بلهفة وتهزها بانهيار:بتول فوقي يا بتول أنشغلت هنا بشقيقتها المزجية أرضا ودمائها تسيل فرت السيارة هاربة لتحاول هنا هن بتول دون فائدة لتبحث هنا في ملابس بتول سريعاً حتي وجدت هاتف بتول لتمسكه بأيدي مرتعشة وتبحث في الهاتف وتقوم بالاتصال برقم ما وتنتظر حتي يرد وتصيح بلهفة:الحقني يا جاسر…..


…..


علي الطرف الآخر.


ينتفض جاسر من مكانه ويردد بلهفة:مالك يا هنا أهدي بس يا حبيبتي وفهميني بتول مالها حادثة طيب انتي فين أنا جايلك حالا سلام.


لينهض بيجاد مرددا بقلق :في أيه ؟ 


جاسر بتوتر: بتول عربية خبطتها وهي هنا في الشارع لوحدهم في الشارع.


بيجاد بلهفة:طيب قالت ليك مكانهم ؟


جاسر بلهفة:أيوة.


بيجاد بلهفة:خلاص نبعت ليهم عربية إسعاف من المستشفى وانت روح ليهم وانا هسبق علي المستشفي أكون في إنتظارهم.


جاسر بلهفة:تمام……


…….


في شقة جاد.


تجلس سماح علي الأريكة تبكي بحزن والي حوارها هند تقوم بتهدأتها بينما جاد يجلس بإمتعاض.


لتردد هند بحيرة: أيه الجنان ده ؟ حلا أكيد أتجننت والله طيب بتول راحت فين ؟


جاد بحزن:والله ما اعرف يا بنتي هنا قالت هتلحقها.


سماح بدموع:والله البنت دي مظلومة أوي ربنا يجبر بخاطرها .


هنا بدعاء:يارب يا أمي يارب.


جاد بقلق:هما أتاخروا ليه أنا قلقان عليهم .


سماح بخوف:يمكن يكون حصل ليهم حاجة يا كبدي.


هند بلهفة: بعد الشر يا أمي أن شاء الله خير بس أكيد بتول محتاجة تغير جو مش أكتر وبيتمشوا شوية.


جاد بحيرة:جايز برده بس الوقت أتأخر أوي.


سماح بقلق:طيب ما تنزل تدور عليهم يا حاج.


جاد بلهفة:معنديش مانع بس ادور عليهم فين بس.


هند بهدوء:شوية وهيجوا أن شاء الله.


سماح بتوتر:جيب العواقب سليمة يارب……


…….


في مستشفى العهد.


تصل سيارة الإسعاف ويفتح الباب ويترجل المسعفين يقومون بإدخال بتول الي المستشفي ومعهم هنا التي تتمسك بيد شقيقتها بعنف والي جوارها جاسر الذي ترجل من سيارته ودخل الي جوارها ليصلوا الي غرفة العمليات ويردد المسعف بثبات :سيبي أيدها يا أنسة لازم تدخل العلميات.


هنا بدموع:عايزة ادخل معاها مش هقدر اسيبها لوحدها.


جاسر بحنان:معلش يا هنا مينفعش اطمني هتبقي بخير .


لتترك هنا يد بتول بتردد ليدخلوها سريعاً لغرفة العمليات لتقف هنا في أحد الجوانب وجسدها يرتعش من كثرة البكاء ليقترب منها جاسر بحذر ويردد بتساؤل:هو ايه الي حصل؟ 


هنا بدموع :عربية خبطتها .


جاسر بتفهم :عارف ده بس إيه إلي خرجكم في وقت زي ده مش النهاردة كانت خطوبة أختك.


ليمتعض وجه هنا وتردد بحزن:منها لله هي السبب في إلي حصل.


جاسر بتردد:هو أيه الي حصل يوصل بتول لكده ؟


لتنظر له بتردد ليردد بلهفة:لو مش حابب تحكي خلاص.


هنا بحزن:أتخانقت مع بتول وقالت ليها أنها غيرانة منها عشان هتتجوز الدكتور الي أسمه زياد ده وكلام كتير بتول متحملتش ده كله وضربتها بالألم وسابت البيت وجريت وأنا وراها لغاية ما العربية خبطتها.


جاسر بإشفاق: متقلقيش أن شاء الله خير متزعليش مني بس حلا أختك لا تطاق بصراحة ولا هي ولا عريس الغفلة بتاعها ده.


حلا بحزن:منهم لله شبه بعض اتلم تنتن علي تنتون الاتنين أنتن من بعض.


جاسر بضحك:حلو المثل ده بصراحة ولايق عليهم تعالي نقعد هنا قالها وهو يشير للمقاعد الموجودة أمام غرفة العمليات لتتحرك بتردد وتجلس علي إحدي المقاعد بإهمال ليجلس هو علي مقربة منهم ليصمت الاثنين صمت مطبق ليرن هاتف بتول لينظر لها بتساؤل: مين ؟


هنا بحزن:ده باسل.


جاسر بحيرة:طيب ما تردي عليه لازم يعرف.


هنا بتهكم:لو كنا فارقين معاه كان نزل ورانا أو سأل فينا تعرف أنه مخاطرش في بالي اصلا اني أتصل به يلحقنا.


جاسر بتردد : أشمعني أنا يا هنا الي كلمتيني ؟


هنا بتوتر: مش عارفة لقيت نفسي بدور علي رقمي حسيت إنك الوحيد الي هتقدر تقف جنبي.


 جاسر بفرحة: وهفضل جنبك طول ما فيا الروح يا هنايا.


تنظر للهاتف الذي لايزال يرن بخجل ليردد بحنان:طالما أتصل تاني يبقي قلقان عليكم ردي يلا.


لتنظر له بتردد وتفتح الهاتف تردد بضيق:أيوة يا باسل أحنا في المستشفى بتول عملة حادثة في المستشفى الي بتشتغل فيها لسه معرفش حالتها ايه بس هي لسه في العمليات ماشي سلام لتغلق الهاتف بحزن.


لينظر لها باشفاق ويحترم صمتها ويجلس في إنتظار خروج الطبيب ليطمأنهم عن حالة بتول…..


…….


في شقة بتول .


يتنفض باسل من جلسته ويعتدل واقفاً يتجه لغرفة حلا سريعاً ويفتح الباب يجدها تتحدث في الهاتف ليشير لها أن تغلق الهاتف لتكتم الصوت وتنظر له بإمتعاض:عايز إيه وأزاي تدخل كده من غير ما تخبط.


باسل بعصبية:ده الي فارق معاكي بتول في المستشفى وعملت حادثة .


حلا بلامبالاة:طيب وأنا أعمل ايه.


ليضم حاجبيه مستنكراً:هو أيه الي تعملي أيه ؟قومي يلا نروح ليهم المستشفى.


حلا ببرود:بس أنا مش فاضية عايز تروح أنت روح واتفضل بقي خليني اخلص تليفوني.


لينظر لها باستحقار ويغادر الغرفة صافعا الباب خلفه بعنف لتنظر هي له بغيظ وتفتح الصوت مرة آخري وتكمل حديثها…..


بينما باسل يتوقف أمام باب شقة جاد بتوتر لا يدري أيطرق الباب في هذا الوقت المتأخر أم لا ليفتح الباب فجأة ويطل وجه جاد ليردد بتفاجي:خير يا ابني كنت جاي ليك هنا وبتول رجعوا ؟


باسل بحزن :لا مرجعوش بتول عملت حادثة.


جاد بصدمة: حادثة أستر يارب طيب هي عاملة ايه ؟


باسل بحزن:مش عارف رايح أطمئن عليها.


جاد بلهفة:يلا أنا جاي معاك….


لتخرج سماح من الداخل مرددة بتوتر:خير يا جاد البنات رجعوا ؟


جاد بأسف:لا  بتول عملت حادثة.


لتشهق سماح بصدمة وهي تخبط علي صدرها: يا مصيبتي.


باسل بلهفة: أطمني يا خالتي أن شاء الله خير هروح أنا وعم جاد وهنطمنكم.


سما بإستنكار:لا أنا جاية معاكم.


جاد بقلة حيلة: تعالي يا حاجة….


……


في غرفة حلا.


تردد بملل:مافيش حاجة ده باسل لا حاجة مش مهمة لا بتول ملهاش علاقة بموضوع جوازنا أطمئن يا حبيبي المهم طنط تكون مش زعلانة لا محدش هنا بتول عملت حادثة وهما راحوا ليها معرفش أزاي لا مروحتش معاهم لو في حاجة هيبقوا يكلموني ماشي يا حبيبي تصبح علي خير لتغلق الهاتف وتضع يدها علي وجنتيها وتتحدث بغل ماشي يا بتول الكلب هدفعك تمنه القلم ده غالي أوي يا بتول الكلب….


……


في المستشفى.


تفتح غرفة العمليات لتنهض هنا وجاسر بلهفة الذي اتجه لشقيقه بلهفة:خير يا بيجاد بتول عمالة ايه ؟

بيجاد …….


يتبع…….


بقلم زينب سعيد القاضي 

22 تعليقات

أترك تعليقا

  1. نزلي الفصل التاني اللي يسترك عاوزه اطمن علي بتول

    ردحذف
  2. يلهوي يازوز ع القافله والله مش هتنامي اكيد من غير ماطمنيني علي بتول

    ردحذف
    الردود
    1. كملي عايزين نطمن على بتول

      حذف
  3. رائعه زوزو الرائعه وعد الحر دين بقى لازم تكملي معروفك بتنزيل الفصل الثاني يا اميره

    ردحذف
  4. تسلم ايدك ممكن تطولي البارت شويه

    ردحذف
  5. جميل جداً كملي بسرعه متتاخريش علينا بتشوقينا دايما دمتي مبدعه عوزين واحد كمان بدل امبارح عرفين اننا بنغلس عليكي بس ده من شوقنا للأحداث

    ردحذف
  6. تحفة روعة تسلم ايدك يا زوزو

    ردحذف
  7. بتول شو صار معها

    ردحذف
  8. جميلة أوى أوى

    ردحذف
  9. روووووووعه بجد

    ردحذف
  10. روعة بليز بارت تاني

    ردحذف
  11. صفاء عبد المنعم1 مارس 2023 في 9:37 م

    حبيبتى يا زوزو كملى وطمنينى على بتول وحلا الجزمة لازم تعذبيها وتنتقمى منها على ايد حماتها وزياد

    ردحذف
  12. يعنى لما تفرحينا ان بتول فاقت لنفسها اخيرا تقهرينا وتوجعى قلبنا عليها

    ردحذف
  13. روووووعة تسلم ايدك ودايما مبدعة

    ردحذف
  14. حلو اوي البارت تعيشي وتكتبي حبيبتي 💖

    ردحذف
  15. هى حلا دى بنى ادم لحم ودم ولا ايه النظام

    ردحذف

إرسال تعليق

أترك تعليقا

أحدث أقدم