رواية تضحية ألم الفصل السادس

 اللهم ارحم ابي و اسكنه فسيح جناته.

اللهم أجعل قبره روضه من رياض الجنه.


                   الفصل السادس 




في أحد الأيام.


تجلس بتول مع هنا وحلا بتوتر شديد فاليوم ستظهر نتيجة الشهادة الثانوية العامة وباسل ذهب بالفعل لاحضارها لها.


بينما تجلس حلا بإمتعاض شديد كعادتها أما هنا فهي تجلس جوار بتول تقوم بتهدأتها.


لتردد بتول بدموع :خايفة أوي يا هنا مجبش تقدير.


حلا بحنان:لا يا بتول انتي ذاكرتي وتعبتي أكيد ربنا مش هيضيع تعبك اهدي أنتي بس وسبيها علي ربنا.


بتول بأمل:يارب يا هنا يارب.


لتردد حلا بنزق: والله انت واجعين دماغكم علي الفاضي ما هي كده كده هتنجح ايه بقي الازعرينة الي عملينها دي.


لتزفر هنا بضيق:المهم تجيب مجموع يا ست حلا وبعدين لو مضايقين جنابك روحي أوضتك اراتاحي.


لتردد بتول بحزم:هنا تعرفي تسكتي.


هنا بغيظ: يعني انتي مش شايفة طريقتها بزمتك ؟


لتزفر بتول بنفاذ صبر:قولتلك ١٠٠مرة اختك الكبيرة يا هنا يعني المفروض تحترميها صح ولا غلط !


هنا بتهكم:والله الكبير كبير بعقله مش بسنه.


حلا بغيظ:قصدك ايه ؟


هنا بكيد :قصدي الي علي رأسه بطحة يا حبيبتي

.

قطع صياحهم  فتح الباب ودخول باسل.


لتنتفض بتول من مكانها وتتجه له مرددة بلهفة:خير يا باسل طمني ؟


لينظر لها باسل قليلاً وسرعان ما يتحدث بفرح:مبروك يا دكتورة بتول جبتي ٩٩%.


لم يكن رد بتول سوا الدموع فقط لتركض هنا لها وتضمها بسعادة وفرحة وكذلك حلا التي اقتربت منها تبارك لها .


لتبتعد عنهم بتول وتنهار أرضاً ساجدة ركعتي شكر لله علي نعمته عليها.......


.......


في الشقة المقابلة.


تجلس سماح برفقة زوجها وابنتها يتناولوا العشاء.


ليردد جاد متسائلا :هي نتيجة بتول هتبان النهاردة ؟


سماح بتأكيد :أيوة يا حاج مستنية شوية واروح أسأل كده.


جاد بدعاء:ربنا يوقفها.


سماح بتأمين :يارب يا حاج.


هند بإبتسامة:بتول طيبة وتستاهل كل خير والله بحبها هي وهنا أوي.


سماح بإبتسامة:والله عندك حق إنما البت حلا سبحان الله مش برتاح ليها في وجوه كده ليها قبول وفي وجه مطقيش تشوفيها .


جاد بعتاب:ايه الي بتقوليه ده يا سماح بدل ما تقولي لبنتك عيب كده.


سماح بضيق:معلش يا حاج يقطعني بس بصراحة تستاهل مش برتاح ليها خالص وهي نفسها تشوفني كأنها شافت عفريت.


هند بتأكيد :فعلا يا بابا مغروره اوي مش عارفه علي ايه.


جاد بقلة حيلة:لا حول ولا قوه الا بالله ربنا يهديها.


.....


بعد فترة تجلس جوار أشقاء وتسمتع لحديثهم وفرحتهم بها لدخولها كلية الطب لتتحدث أخيرا بحزم:بس انا مش هدخل طب.


ليلتفت الجميع لها ببصرهم لتردد بتأكيد أيوة مش هدخل طب ٧سنين دراسة وفلوس هجيب ده كله منين وهشتغل إزاي !


هنا بضيق:يعني مش هتدخلي طب هتضيعي نفسك لا يا بتول هتدخلي طب وتفرحي بابا وماما بيكي.


لتبتلع بتول غصة مريرة:طيب لو دخلت طب مين هيشتغل ويصرف علينا ؟


لينظر باسل لحلا بتوتر ويصمتوا إنما هنا التي تحدثت بلهفة:أنا هشتغل وهصرف عليكم مستعدة لده.


بتول برفض:مينفعش يا هنا انتم مسؤليتي وانا الي هتحملها.


هنا بتوجس:يعني إيه ؟


بتول بالم :هدخل كلية تمريض خفيفة عن الطب وكمان اقدر أشتغل في عيادات ومستشفيات وانا بدرس.


هنا بصدمة: مستحيل يا بتول انتي كده بتهزري فعلاً تسيبي طب وتدخلي تمريض لتنظر لحلا وباسل وتصيح بهم ما تقولو حاجة انطقوا هتسيبوها تعمل الهبل ده.


حلا ببرود:مين قالك أنه هبل ده الصح.


باسل بتوتر:فعلا يا هنا بتول لو دخلت طب مين هيصرف علينا.


لتنظر لهم هنا باشمئزاز وتردد باستحقار: صراحه معنديش رد عليكم أنا مصدومة منكم بتدورا علي مصلحتكم وهي فين مصلحتها بقالها سنتين بتظور علي سعادتكم علي حساب نفسها كمان عايزينها تضيع مستقبلها.


بتول بحزم:خلاص يا هنا أنا كبيرة كفاية اني أقدر اعرف الصح من الغلط.


هنا بحزن: ماشي يا بتول براحتك بس عايزاكي تعرفي أن هيجي يوم تندمي انك ضيعتي مستقبلك عشانهم هما مش بيفكروا غير في نفسهم وبس أنا راحة أنام لتنهض وتغادر وهي تاركة باسل وحلا ينظروا لها بنظرات مشتعلة.


بينما بتول شردت في حلمها الضائع لكن الأولوية لاشقائها الآن وهي علي يقين أن الله لن يضيع تعبها مهما كان.....


........


في مكان آخر يفتح باب الشقة وهو يترنح بشدة من كثرة الخمر ليجد زوجته تجلس في إنتظاره ليتحدث ساخرا يادي اليوم الي مش فايت كل يوم لازم اشوف خلقتك العكرة دي.


لتقف أمامه وتردد بغيظ:يا شيخ قرفت منك ومن عشتك اتقي الله بقي فيا وفي ابنك.


ليزفر بملل:موال كل يوم بقي مش هنخلص أنا رايح اتخمد بدل ما النفسين يطيروا من دماغي.


لتحرك هي رأسها بيأس وتردد بقلة حيلة:ربنا ينجدني منك أنا وابنك من شرك.


..........


بعد مرور عدة أيام قامت بتول بالتقديم بالفعل بكلية التمريض كما كانت ترغب رغم حزن هنا والخالة سماح بهذه الخطوة لكن لم يستطيعوا تغير راي بتول فهي متمسكة برأيها بشدة.


ليبدأ العام الدراسي الجديد والتحقت بتول بكليتها وأصبحت تذهب لعملها بأيام إجازتها وباقي الايام تذهب للعمل بالعيادات الخاصة وتتدرب بها.


أما هنا فهي تذهب لعملها كل يوم بعد عودتها من المدرسة وتعود في المساء أما حلا فمازالت كما هي غير عابئة غير بمظهرها والأموال فقط لا غير....


......


في أحد الأيام يقف باسل أمام مدرسته يتلتفت حوله في انتظار شخص ما لتتسع ابتسامته عندما يجد تأتي تجاهه ليردد بعتاب :كده بردوا تتأخري عليا ؟


لترد الفتاة بتوتر:عقبال ما عرفت اهرب من البنات.


باسل بحماس:طيب يلا نمشي شوية وبعدين نروح عشان منتاخرش.


الفتاة بحزن:باسل أن اه بحبك بس مش عايزة اخون ثقة بابا وماما.


باسل بعتاب:هند انتي عارفة أنا بحبك اد آيه وبذاكر وبعمل كل الي اقدر عليه عشان ادخل كلية وكويسة وابقي جدير بيكي.


هند بحزن: طيب ليه متشتغلش يا باسل وتشيل عن بتول ده هنا الصغيرة بتشتغل.


باسل بتهرب:تفتكري هشتغل ايه في سني ده ؟ عند ميكانيكي سباك تفتكري ساعتها ابوكي هيواقف يجوزوكي واحد كان شغال سباك ؟


هند بصدق: بابا مش هيفرق معاه كده المهم أنه يجوزني راجل بجد وتفكر بابا هيوافق عليك وانت عايش علي تعب أختك ؟


باسل بضيق:هند أنتي عارفة اني مش بايدي حاجة.


هند برفض:لا بأيديك يا باسل انك تشتغل الشغل مش عيب مفيش حد بيكبر من لا شئ كله لازم يتعب مش كفاية بتول سابت كلية الطب ودخلة كلية تمريض عشان خاطركم ليه انت متعملش زيها وانت الراجل ؟


باسل بتوتر:هي الي اختارت كلية التمريض يا هند بمزاجها.


لتبتسم هند ساخرة: لا والله هي لو كانت لقت منك انت وحلا اي مساعدة كانت هتدخل كل وهي عارفة انكم في ضهرها.


باسل بعصبية:خلاص بقي كفاية انتي بتلوميني علي ايه؟ هو انا الي اخترت أن احنا نبقي فقراء ؟ولا اخترت أن أبويا يموت وأحنا لسه صغيرين ؟وامي الي وشوية وحصلته انا مخترتش كل ده.


هند بهدوء:الفقر مش عيب وأنت احسن من غيرك يا باسل غيرك نايمين في الشوارع وملاجئ من غير اسم حتي فوق لنفسك بقي أنا ماشية لتتركه وتغادر ينظر في آثرها بضيق نعم هو يعلم أن حديثها صحيح مئة بالمئة لكن لن يذل نفسه أمام أصدقائه أو أما والديها لكنه سيذاكر ويجتهد كي يكون جدير بها هذا أقصي ما يستطيع فعله.........


..........


في إحدي عيادات الأطفال.


تقف بتول جوار الطبيب وتساعده في إعطاء الحقنة للصغير الباكي بإبتسامة لينتهي الطبيب ويعود لمكتبه لتحمل هي الطفل برفق وتتجه به لوالدته التي نهضت بلهفة لتحمله وتردد بشكر:كتر خيرك يا دكتور كتر خيرك يا بنتي.


بتول ببشاشة:ربنا يطمنك عليه.


لتغادر السيدة وتنظر بتول لرب عملها وتردد بتساؤل:كده خلصنا يا دكتور اقدر أمشي.


ليخلع الطبيب المسن عويناته الطبية ويردد بإبتسامة:تقدري تمشي يا بتول عارف أن عندك امتحان ميدترم بكره ومع ذلك جيتي.


لتعض بتول علي شفتيها بإحراج:مش بحب اخد أجازة والحمد لله مذاكرة كويس.


الطبيب بإبتسامة:عارف انك مذاكرة كويس بالتوفيق يا بتول عندي يقين انك هتبقي حاجة كبيرة في يوم من الأيام.


لتبتسم بتول بألم:هبقي رئيسة تمريض في الآخر هي هي.


الطبيب بإبتسامة:وممكن تبقي دكتور جامعية يا بتول متعرفيش بكره مخبيلك ايه بلاش أنتي بس تقللي من قيمة نفسك وقدراتك رغم صغر سنك لكن انتي ذكية جداً وشاطرة جدا.


بتول بإبتسامة:شكرا لحضرتك كلامك شهادة اعتز بيها.


الطبيب بإبتسامة:ماشي يا ستي يلا بقي روحي عشان تلحقي تراجعي ألماظة.


بتول بإبتسامة:حاضر سلام عليكم.


الطبيب بإبتسامة:وعليكم السلام....


.........


في المشغل.


تجلس الحاجة وصال علي مكتبها تقرأ وردها اليومي من القرآن الكريم ليفتح الباب ويدخل شادي.


ليمتعض وجهها وتردد بضيق:ايه الي جابك هنا مش فلوسك بتوصلك ؟


ليزفر بملل ويتحدث بهدوء محاولا إمتصاص غضبها:يا أمي جاي أساعدك في الشغل انتي خلاص كبرتي والشغل كتير عليكي.


لتبتسم وصال متهكمة:لا والله من إمتي بقي عندك دم وبتحس اصلا يا شيخ يبقي تتقي الله في مراتك وابنك.


ليرفع حاجبيها ويردد بتهكم:ايه هي اتصلت بيكي تندب زي كل يوم مش عارف أية البلوة دي.


لتبتسم وصال ساخرة:والله ما في بلوة غيرك وربنا يسامحني اني بليت البت بيك أمشي يلا اتكل علي الله من هنا.


حاجة وصال أنا هامشي بقي نطقت بها هنا التي دخلت المكتب غير منتبهه لوجود شادي ولا نظراته المتفحصة لها.


لتردد وصال بإبتسامة:ماشي يا هنا خدي بالك من نفسك يا بنتي.


هنا بإبتسامة:تسلمي يا حاجة يلا سلام عليكم.


وصال بإبتسامة:وعليكم السلام سلميلي علي بتول.


هنا بإبتسامة:عيوني.


لتغادر هنا ويردد شادي بعدم تصديق: دي هنا ؛


لتنظر له وصال شذرا:وانت مالك بيها هي كمان ؟


ليزفر بملل :بسال يا أمي السؤال حرام يعني ؟


وصال بتهكم:انت كل تصرفاتك حرام أصلا يا ابن بطني.


لينظر لها بضيق ويردد بنفاذ صبر:أنا هروح سلام.


وصال بضيق:مع السلامه يا ابن بطني ربنا يهديك....


......


تسير هنا بخطي سريعة كي تصل للمنزل مبكرا قبل أن يخلو الشارع من المارة فعندما تكون بتول بعملها الآخر تعود هي مبكرا من المشغل ليقطعها سيرها السيارة التي توقفت أمامها وقطعت سيرها.....


يتبع.......


بقلم زينب سعيد القاضي.



11 تعليقات

أترك تعليقا

  1. جميلة جدا

    ردحذف
  2. تحفة أوى أوى

    ردحذف
  3. ايه الجمال والروعة والإبداع ده تحفة تسلم إيدك

    ردحذف
  4. جميله جدا تسلم ايدك يا قمر

    ردحذف
  5. جميله احسنتي

    ردحذف
  6. جميله طدا

    ردحذف
  7. روووووووعه

    ردحذف
  8. صفاء عبد المنعم5 فبراير 2023 في 11:07 م

    اكيد ده شادى اللىوقف ب العربية ربنا معها هنا ينقذها منه هو لف على ستات العيلة فاضل حلا الأنانية اكيد هى إللى هاتقع معه مبدعة ورائعة فى انتظار القادم بشوق كبير دومت مبدعة

    ردحذف
  9. يارب ينقذها لهنا اكيد شادي الندل

    ردحذف
  10. اكتر من رائعة

    ردحذف
  11. شادى دا خنيق زى حلا بالظبط

    ردحذف

إرسال تعليق

أترك تعليقا

أحدث أقدم