رواية تضحية ألم الفصل الخامس

 اللهم ارحم ابي و اسكنه فسيح جناته.

اللهم أجعل قبره روضه من رياض الجنه.


                   الفصل الخامس 





يجلس في مكتبه يدخن سيجارته وهو يراقب بتول المنهمكة في عملها بترقب ذئب جائع بتركيز شديد لتتسع ابتسامته وهو يجدها تنهض متجه للمخزن ليطفئ سيجاره سريعاً وينهض خلفها ومغادرة من باب آخر......



تقف علي سلم صغير تجذب بيدها بعض الأقمشة العالية لتنجح اخيرا في احضارها وماكدت أن تهبط إلا وشعرت بيد تكمم فمها وتكبل جسدها لينتفض جسدها وتحاول الصراخ دون ليردد هو بخبث وقعتي في إيدي يا قطة.


لتنظر له بذعر وتحاول فك يده دون فائدة لتقوم بعض يده بشدة.


ليصرخ هو بألم ويبتعد عنها.


لتترجل من علي السلم الخشبي وتتحدث بغل:اه يا خسيس يا واطي.


لينظر لها بألم ويردد بغل:بقولك ايه بت انتي فوقي لنفسك أنا سيبتك كتير لكن خلاص جبتي اخري ليقترب منها بحذر لتتراجع هي للخلف بخوف حتي وقع بصرها علي قطعة من الحديد الموضوعة أرضاً لتمسحها بلهفة وتتحدث بتهديد:لو قربت مني هقتلك فاهم يعني ايه هقتلك.


ليبتسم متهكما:ارمي اللعبة الي في إيديك يا شاطرة احسنلك خلينا نتفق انتي محتاجة فلوس وانا عايزك وياستي نضرب ورقتين عرفي لو حابة ايه رايك

؟

لتنظر له باشمئزاز مرددة باستحقار:فلوس الدنيا كلها متسويش اني أفرط في شرفي أنا أموت من الجوع قبل ما افكر اعملها.

ليبتسم بتهكم ويردد ساخراً:طالعة وش فقر لامك.

لتنظر له بعدم فهم ليردد بتأكيد:اه يا حلوة حاولت مع امك كتير لكن كانت غبية زيك.

لتردد بعدم تصديق:انت مجنون صح انت اكيد مش بني ادم انتي ازاي بالحقارة دي.

ليقلب عينيه بملل ويردد بتهكم:المثالية دي يا قطة عندك انتي وامك وبس الي بره دول يا حلوة كلهم حريمي والمخزن ده يشهد.


لتبتلع غصة مريرة من هو ما تسمعه وتردد بكبرياء:وانا وأمي مش زيهم الموت اشرف لينا ولو سمحت عديني وان كان علي الشغل ربنا الي بيرزق.


ليبتسم بسخرية:انسي يا قطة مش هسيبك ليقترب منها بسرعة وسط صراخها واستغاثتها ليفتح الباب ويدخل آخر شخص يتوقعوا رؤيته: انت بتعمل ايه شادي سيب البنت؟


ليبتعد عنها وتركض هي سريعا بها وتردد بدموع:الحقيني يا حاجة وصال عايز يتهجم عليا.

لتضمها وصال باشفاق وتنظر لابنها بخزي:حقك عليا أنا يا بنتي روحي شوفي شغلك والي حصل مش هيتكرر تاني.


لتنظر لها بتوتر وخوف وتغادر سريعاً للخارج.


لتلتفت وصال لابنها باستحقار:عمرك ما هتنضف يا واطي أمشي من هنا غور ومشوفش وشك تاني هنا ولا في البيت.


لتجحظ عيان ويردد بصدمة:انتي بتقولي ايه يا ماما انتي بتطرديني عشان البت دي؟


لتبتسم بتحسر:لا يا ابن بطني بعمل الي كان المفروض اعمله من زمان إلي زيك ما يستهلش النعمة الي هو فيه غور من هنا غور.


لينظر لها بغل ويردد بتهكم:أغور؟ماشي هغور واسيبك لكن بكره تموتي وده كله هيكون ليا وبتول هتبقي ليا مهما كلفني التمن سلام يا ماما ليتركها ويغادر لتنهار هي أرضا باكية علي ما اقترفته بحالها فهي من أخطأت منذ البداية في تربيته جعلت كل شئ مطاع له حتي أصبح يرغب بامتلاك اي شئ يقع بصره عليه غير عابئ باي شئ.........


........


تجلس على المكينة وجسدها يتنفض بشدة وتحاول الا تبكي حتي لا تجذب نظرات العاملات الفضولية لتفيق من رجفتها علي لمسات حانية لترفع رأسها بتوتر وتجد السيدة وصال لتنظر لها بعيون دامعة.


لتردد وصال بهمس:متخافيش يا بنتي مش هيجي هنا تاني اطمني يا بنتي قومي يلا روحي كفاية عليكي كده النهاردة.


لتبتلع بتول غصة بفمها وتردد بحزن:لا هكمل شغلي أنا بخير.


وصال بإصرار:لا هتمشي يعني هتمشي قومي يلا روحي.


لتضع وصال يدها في جزدانها وتخرج اليومية وتمد يدها بها لبتول التي نظرت لها بتردد .


لتومئ لها وصال بحنان:يلا يا بنتي.


لتاخذها بتول بقلة حيلة وتغادر للمنزل.......


........


تفتح باب الشقة بوهن وهي تجر قدمها بصعوبة فمازال جسدها يرتجف بشدة من ما عشته اليوم لتتنهد بالم وحمدت الله بسرها أنه لم يعود أشقائها من الخارج حتي الآن لتتجه للمطبخ تعد لهم الغداء وتلهي عقلها عن التفكير مما حدث اليوم معها فليس بالهين عليها..


ليمر الوقت وتنهتي من اعداد الغداء ويرتفع صوت اذان المغرب لتترك ما بيدها وتتجه للوضوء وصلاة المغرب بخشوع وهي تدعي الله أن ينجيها ويظل بجانبها هي واشقائها....


..........


بعد فترة.


تجلس بتول واشقائها يتناولون الغداء وباسل وهنا يتبادلون النظرات بينما بتول شاردة في عالم آخر لم تنتبه لهم بينما حلا هي التي لفت انتباهها وركزت حواسها تجاههم ورددت بغيظ: مالكم من ساعة ما قعدنا وانتوا بتوشوشوا علي ايه أن شاء الله.


لتزفر هنا بملل:وانتي مالك بتتحشري ليه ؟


حلا بغيظ:ايه بتتحشري ليه دي سامعه يا بتول الزفتة دي بتقول إيه ؟


لتنتبه لهم بتول وتردد بتساؤل:بتقولوا ايه ؟


لتبتسم حلا ساخرة:بنقولك ازي الصحة الهانم بتشتمني.


لتتنهد بتول بالم وتنظر لهنا وتردد معاتبة:مش قولنا عيب كده يا هنا حلا اختك الكبيرة.


حلا بضيق:حاضر يا بتول عشان خاطرك بس.


باسل بتردد: بصراحة يا بتول في حاجة عايز اقولك عليها أنا وهنا.


لتنظر لهم بتوجس:خير في إيه ؟


هنا بتردد: بصراحة اشترينا ليكي هدوم للمدرسة وجزمة.


لتنظر لهم بتول بعتاب: الحاجات دي ترجع وتاخدي فلوسك يا هنا.


هنا برفض:لا دي هدية مني ليكي وهزعل منك يا بتول لو رجعتيها.


باسيل بتأكيد: أيوة يا بتول وبعدين دي هدية بسيطة تعبير من هنا لحبها ليكي.


بتول بوهن:انت عارفة يا هنا بتحبني من غير هدايا.


هنا برجاء:عشان خاطري بقي يا بتول متكسريش بخاطري 


بتول بقلة حيلةحاضر يا هنا أمر لله لتكمل بتحذير:بس متتكرش تاني فلوسك ليكي وبس.


هنا بإبتسامة:حاضر .


حلا بغيظ:واشمعني أنا مجبتليش حاجة.


لتبتسم هنا ساخرة: كفاية الي جبتيها ماشاء الله ٣٠٠ج جابوا ده كله ازاي مش فاهمه !


لتبتعد حلا ببصرها وتردد بتهرب :انتي قصدك إيه بالظبط ؟


هنا بنبرة ذات معني:مقصدش حاجة بس الفلوس زادت معاكي ماشاء الله.


حلا بتوتر :كل الحكاية اني كنت بحوش من مصروفي أرتاحتي كده؟


هنا بتهكم:اه مصروفك.


بتول بحزم: بطلوا  كلام فاضي وكملوا اكلكم يلا.

لتنظر حلا لطبقها بتهرب بينما هنا وباسل يتبادلون النظرات فهي أصبحت علي يقين أن حلا هي من اخذت أموالها....


....


في مكان آخر في شقة متوسطة الحال يجلس مجموعة من الشباب يتجرعون الخمر والسجائر وما حرمه الله ومن ضمنهم شادي الذي يتجرع كأسا تلو الآخر .


ليردد أحدي اصدقائه بتساؤل:مالك يا ابني في ايه ؟


لينظر له شادي بسكر:سيبني في حالي.


صديقه بتساؤل:مالك بس احكيلي يمكن احلها ليك .


لينظر له شادي بتردد ويسرد له ما حدث.


ليردد صديقه بمكر:طيب انا عندي الحل ليك وهتدعيلي .


شادي بلهفة:قول.


صديقه بمكر:ايه رأيك تتجوز ؟


لترفع عين شادي ويردد ساخراً:اتجوز شكلك سكرت جامد.


صديقه بنفي:لا مسكرتش ولا حاجة بتكلم جد لما تروح لامك وتفهمها انك عقلت وتتجوز هترجع تظيك المان تاني وأنت بقي تمثل الاستقامة عليها بقي فهمت.


شادي بتفكير: تفتكر.


صديقه بتأكيد:افتكر جدا......


........


لتمر الايام وتبدأ الدراسة وهنا وبتول يذهبون في الصباح للمدرسة والنساء لعملهم وما أراح بتول عدم مجئ شادي مرة أخري.....



........


وكذلك شادي نفز خطة صديقه وعاد لوالدته نادما واهبرها برغبته بالزواج باي فتاة تختارها وبالفعل قامت بتزويجه من أحدي الفتيات التي لم تسلم من شره ومعاملته السيئة....


....  


لتمر الاشهر وتتوالي الأعوام حتي ينتهي العام وبدأ عام دراسي جديد وأصبحت بتول في المرحلة الثانوية وما زاد ضغطها أكثر المذاكرة الكثيفة التي تذكرها من أجل أن تفي بوعدها لوالدته وبين عملها وكذلك لم تستطيع أخذ دروس تكتفي بالمذاكرة فحسب وكأن الله معها مرت السنة علي خير واستطاعت أن تذاكر بجد وبدأت الامتحانات التي بذلت فيها بتول قصاري جهدها والتي أثمرت بنجاحها وحصوها علي مجموع ٩٩% ولكن هل سيتحقق الحلم ام هناك أولويات آخري....


يتبع ........


بقلم زينب سعيد القاضي 



13 تعليقات

أترك تعليقا

إرسال تعليق

أترك تعليقا

أحدث أقدم