رواية صحوة قلب ميت الثامن والاربعون


الرواية حصري ممنوع نسخ الرواية بتاتا أو نشرها في جروبات أو مدونة هعمل ريبورت.

اللهم أرحم أبي وأغفر له وأسكنه فسيح جناتك.

اللهم أجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعلها حفرة من حفر النار.


                       الخاتمة 



يحيي بعدم تصديق: ماما ؟

إلهام بتوتر:ازيك يا يحيي.

يحيي بهدوء:ازيك يا أمي.

لتنظر لرحمة التي تتمسك بيد يحيي بقوة وتنظر أرضاً لتتحدث بتوتر:ازيك يا رحمة.

لم ترد رحمة ليتحدث يحيي بإقتضاب:خلونا ندخل بلاش نتكلم بره كده ليفتح الباب ويشير لأمه بالدخول لتدخل ويتبعها يحيي الذي ينظر لرحمة بأسف ويضغط علي يدها بقوة كي تستمد قوتها منه….


يجلسوا سويا لتتحدث إلهام بخفوت:عارفة كويسة إنك مش طيقاني يا رحمة وعندك حق إلي عملته فيكي وفي اهلك مش هين بس أنا جاية النهاردة أطلب منك السماح.

لتنطق رحمة اخيرا وتتحدث بتهكم:أسامح علي أيه بالظبط؟ حق امي وابويا ؟ ولا حق ذلي وتربيتي في الشوارع ؟ ولا حق شرفي إلي حضرتك كنتي هتخوضي فيه ؟ ولا طردي في الشوارع ؟ أسامح في أيه بالظبط ؟ مع الأسف يا مدام الهام طلبك مرفوض بعد إذنكم لتنهض تتجه لغرفتها.

لتنظر إلهام أرضاً بخزي ليتحدث يحيي بتنهيدة :كنتي متوقعة أنها تسامحك ؟ حتي لو رحمة ملاك أكيد مش هتسامحك بالسهولة دي إذا كان أنا إلي هو إبنك مش قادر استوعب إلي عملتيه  .

لتفتح حقيبتها وتمد يدها ببعض الأوراق: أتفضل.

يحيي بتساؤل:ده ايه ؟

إلهام بحزن:ده الورق إلي يخص رحمة وحقها يلا هقوم أمشي.

يحيي بتفهم:تمام هقوم اوصلك.

لتنهض إلهام وتردد برفض:لا خليك حابة أتمشي شوية.

يحيي بتردد: متأكدة ؟

إلهام بتأكيد:أيوة يلا سلام.

يحيي بهدوء:مع السلامة.


………


تجلس علي الفراش تضم صورة والديها وتبكي بشدة ليفتح باب الغرفة ويدخل يحيي ويردد بقلق:بتعيطي ليه يا حبيبتي ؟

رحمة بدموع: بابا وماما وحشوني اوي.

ليجلس يحيي جوارها ويضمها بحنان ويردد بهمس في أذنها: أنسي يا رحمة أنسي البكاء مش هيرجع إلي راح يا رحمة وهما في مكان احسن أهدي بقي عشان أستاذ ريان ميزعلش أن مامي بتعيط وبابي مش عارف يسكتها لتبتسم من بين دموعها وتردد بحب:ربنا يخليك ليا يااااارب.

يحيي بحب:ويخليكي ليا يا روح قلب يحيي..


……….


تسير في الطرقات بلا هوادة لتحاول العبور للجهة الآخري من الطريق لكن سبق السيف العذل عندم جائت سيارة مسرعة وقامت بخبطها ليتطاير جسدها حتي تسقط أرضاً والدماء تسيل من جسدها كل هذا حدث في أقل من دقيقة واحدة…..

….


يركض الجميع في طرقات المستشفى حتي وصلوا لغرفة الرعاية المركزة ليقابلهم الطبيب ويردد بتساؤل:أنتوا ولادها ؟

يحيي بلهفة:أيوة أنا ابنها الكبير.

الطبيب بأسف:مش هخبي عليكم حالتها خطر ووقت ما وصلت قلبها كان واقف انعشناه ليها وهي دلوقتي تحت الأجهزة.

يمني بانهيار:يعني أيه ماما هتموت ؟

الطبيب بحزن:الأعمار بيد الله يا بنتي تقدروا تدخلوا تشوفوها  بس ياريت متتعبهاش.

يحيي بصدمة:حاضر .


….


بالفعل دخل الجميع لرؤيتها وهالهم منظرها فوجهه مورم من كثرة الجروح ومتواصلة بجسدها العديد من الأجهزة لتقترب منها يمني بلهفة وهي تردد بدموع: متسبنيش يا ماما مليش غيرك فوقي عشان خاطري.

ليتقترب سيف بحنان ويبعدها عنها ويتحدث بخفوت:كده بتتعبيها يا يمني خلينا نخرج.

أما ياسين فهو إقترب منها وقبل جبينها باسي:متسبنيش يا أمي لسه محتاجك جنبي.

لتقترب بسمة وتردد بحزن:يلا ياسين كفاية كده.

ليحرك رأسه بإيجاب ويغادروا.

ليقترب يحيي ورحمة منها ويتحدث يحيي بدموع:ياريتني اصريت اوصلك يا ماما ومسبتكيش تمشي لوحدك أنا مسامحك يا أمي ومش زعلان منك لينظر لرحمة برجاء وتردد بحزن:أنا مسمحاكي يا طنط شدي حيلك وقومي بالسلامة.

يحيي بدموع: رحمة كمان سامحتك يا أمي ارجعي لينا عايزين نعيش كلنا سوا.

رحمة بحزن:يلا نخرج يا يحيي خليها ترتاح.

ليومئ لها يحيي ويخرجوا ويجلس كل واحد جوار زوجته وهم يدعوا الله أن تمر الحادثة علي خير وتنجو منها..

لكن ليس كل ما يتمناه المرء يحدث فبعد نصف ساعة تفاجأو بعدة أطباء يتجهوا للغرفة بسرعة.

لينقبض قلب الجميع بعد أن يخرج الطبيب ويتحدث بأسف : البقاء لله.

لتنسقط يمني أرضاً مغشياً عليها ويجلس ياسين علي المقعد بإهمال.

بينما يردد يحيي بدموع: إنا لله وانا إليه راجعون.


……….


في اليوم التالي تم دفن جثمان إلهام وأقيم العزاء بمنزل العائلة ومكث الجميع بشقة العائلة طوال أيام العزاء وبعدها عاد كل ثنائي لمنزلهم.

مرت الأيام عليهم بصعوبة شديدة وحزن شديد فيمني تجلس بغرفتها دائما ولا رافضة تناول الطعام لكن تاكل لقيمات صغيرة بسبب إصرار سيف.

أما ياسين فأصبح جسدا بلا روح يعني بآلية شديدة.

أما يحيي فهو دائما شارد لا يتحدث الا القليل.

أما رحمة فهي رغم ما فعلته بها إلهام لكن حزنت عليها بشدة فعندما سامحتها فهي بالفعل كانت قامت بمسامحتها من قلبها…….


ظلت الأجواء حزينة إلي أن جاء موعد مناقشة يحيي والذي أصر الجميع عليه أن لا يؤجلها مرة آخري ليرضخ لهم.

وبالفعل ذهب برفقة زوجته واشقائة إلي المناقشة وتم مناقشة الرسالة وأخذ شهادة الدكتوراة بتقدير امتياز مع التوصية مما أسعد الجميع به ..

وتوالي بعدها بعدة أيام ولادة يمني في بداية شهرها التاسع…

…..


يقف الجميع أمام غرفة العمليات في إنتظار خروج يمني وطفلها فهي قد جاء لها طلق مبكر مما ادي الي ولادة مبكرة.

لتخرج الممرضة آخيرا وهي تحمل المولود وعلي وجهها ابتسامة عريضة.

ليتجه الجميع لها ويردد سيف بلهفة:يمني بخير ؟

الممرضة ببشاشة:أيوة بخير اتفضل إبنك .

ليحمله سيف بحذر وهو ينظر له بأعين دامعة ويبدأ بالتكبير بأذنه اليمني وبعدها التكبير بأذنه اليسري.

ليأخذه يحيي هو الآخر ويفعل المثل وكذلك ياسين وبعدها تخرج يمني من غرفة العمليات لإحدي الغرف ويلتف الجميع حولها بحب وسعادة.

ليردد يحيي بتساؤل:انتوا هتنقلوا الفيلا الجديدة أمتي يا سيف ؟

سيف بتهكم:أختك مش راضية بتقول مش حابة تعيش في فيلا.

يحيي بحماس:طيب وكذلك رحمة رافضة نروح نعيش في شقتي التمليك أيه رأيكم لو نشتري أحنا التلاتة عمارة ونقعد فيها سوا

مين بلهفة: موافقة .

ياسين:بحماس موافق طبعاً.

بسمة بفرحة:ياريت.

سيف بإبتسامة:مافيش مشكلة.

رحمة بإبتسامة: موافقة طبعاً……


……


وبالفعل قام يحيي وياسين ببيع شققهم واشتروا عمارة حديثة الطراز ومعهم سيف وبدا كل ثنائي بتجهيز شقتهم..

وكذلك بدأت الدراسة وعاد يحيي إلي عمله ورحمة بدأت بدراسة بجامعتها.

حتي جاء اليوم المنتظر….


في شقة يحيي في أحد الأيام.

يستيقظ يحيي علي صوت أنين وشئ لزج أسفله علي الفراش ليفتح عيونه ليجد وجه رحمة أحمر بشدة وكذلك ومتعرقة وتان بألم ليرفع الغطاء ليتفاجئ بالمياه التي علي الفراش لينهض بلهفة ويتصل باشقائه ويغير لها ملابسها سريعا وكذلك ملابسه ويتجهوا للمستشفي بإستثناء يمني التي ظلت برفقة طفلها.


.......


يسير يحيي ذهاباً وإياباً في المستشفى بقلق شديد علي رحمة يخشي أن يخسرها أو يصيبها مكروه هي وولده فهو لن يتحمل خسارة مرة آخري....


ليشرق وجهه عندما تخرج الممرضة وهي تحمل طفله ليتجه لها ويردد بقلق:رحمة عاملة أيه؟

الممرضة بإبتسامة:خارجة خلاص حمد الله على السلامة اتفضل .

ليحمل طفله بلهفة ويكبر بأذنه اليمنى وبعدها أذنه اليسرى.

لتخرج رحمة من العمليات ويتجهوا لها.


بعد فترة تستند رحمة علي الفراش وهي تحمل طفلها ويحيي يضمها لصدره بحب:حمد الله علي السلامة يا أستاذ ريان.

رحمة بوهن:شكلك أوي يا حبيبي.

يحيي بضحك:بس واخد عيونك الزرقاء يا روحي.

ياسين بمزاح:أعمل حسابك أنا حاجز ريان لالهام بنتي .

يحيي بمرح: عيوني تشرف بس.

بسمة بقلق:هي الولادة صعبة يا رحمة؟

رحمة بمكر:لا يا قلبي مش بتحسي بحاجة خالص…


........


بعد مرور خمسة أشهر في نفس المستشفى يقف يحيي في إنتظار خروج طفلته للحياة والتي أسماها إلهام علي اسم والدته الراحلة.....


......


عدت الايام والشهور وانتهى العام الدراسي الاول لرحمة والتي إجتازته بتفوق وتقدير امتياز فهي الأولى علي الدفعة.

وكانت هدية يحيي لها رحلة العمرة التي اتفقوا عليها سابقاً ولم يسافروا بمفردهم بل سافر الجميع معهم....


.......


وها هم يقف كل رجل جوار زوجته ويحمل طفله أمام الكعبة المشرفة يؤدون مناسك العمرة بقلوب صافية وبداية جديده وكل منهم يشكر الله بداخله علي ما وصل لها بحياته.....


عند سيف ويمني...

يقف أمام الكعبة ويردد سيف بفرحة:عارفة يا يمني أنا سافرت أماكن كتير محستش براحة غير هنا.

يمني بإبتسامة:عندك حق أنا حاسة أني اتولدت من جديد.

سيف بتوتر:يمني أنتي لسه زعلانة من إلي حصل بينا زمان ؟

يمني برفض:لا طبعاً يا سيف كل حاجة عدت ونسيتها وادينا بدأنا من جديد يا أبو شريف أنسي إلي فات وعيش اليوم بيومه.

ليبتسم سيف بحب:عندك حق إلي فات عدي وأحنا ولاد النهاردة أنا حابب نرجع من هنا بنفوس صافية مفهاش غير أحنا وبس.....


……….


أما عند ياسين يقف أمام الكعبة والدموع تسيل من عينه يعلم أنه أخطأ عندما كان يتلاعب بقلوب الفتيات يخشي أن يحدث بإبنته ما فعله هو لكن يعلم الله أنه تاب إلي الله بنية صافية.

لتضع بسمة يده علي ظهره وتتحدث بحنان:ربنا بيسامح يا ياسين طالما رجعت لربنا بنية صافية فربنا بيسامح المهم إنك فوقت قبل فوات الاوان.

ياسين بتمني:يارب يا بسمة يارب ويبارك ليا فيكي انتي وبنتنا يااااارب.....


..........  


أما عند يحيي فهو يقف حاملاً صغيره ويدعي الله أن يرحم ابويه ويغفر لهم خطاياهم وأن يديم السعادة علي عائلته.

وكذلك رحمة تدعي لوالديها والسيد ونحمدو أيضاً.

ليردد يحيي براحة:تعرفي أنا حاسس بأيه يا رحمة ؟

رحمي بإبتسامة: حاسس بايه ؟

يحيي بحالمية:حاسس أن كل الأ يام الوحشة هتمشي والي جاي كله هيبقي خير حاسس أنا زيارتنا للمكان المشرف ده بشرة خير لينا.

رحمة بإبتسامة:بإذن الله إيمانا كلها هتبقي فرحة وسعادة ورضا من الرحمان......


تمت بحمد الله 


بقلم زينب سعيد القاضي….


رأيكم يهمني مستنية ريڤيوهاتكم وكومنتاتكم 🤩🤩🤩

1 تعليقات

أترك تعليقا

  1. دومتي مبدعه من أجمل الروايات ال قرأتها❤️♥️❤️

    ردحذف

إرسال تعليق

أترك تعليقا

أحدث أقدم