رواية صحوة قلب ميت الفصل الثاني والاربعون

 الرواية حصري ممنوع نسخ الرواية بتاتا أو نشرها في جروبات……


اللهم أرحم أبي وأغفر له.

اللهم اعذه من عذاب القبر وجفاف الأرض عن جبينها.


            الفصل الثاني والاربعون 



لم ينطق يحيي إنما آخذ التحاليل وهو يتجه للخارج بخطي سريعة أشبه بالركض وخلفه ياسين يحاول إيقافه وتهدأته فكأن شياطين العالم أجمع تلبست جسد يحيي الان……..


بعد ساعة يقف ياسين بسيارته أمام إحدي الڤلل ويتحدث بتوجس:مبلاش يا يحيي .

يحيي بحزم:خليك هنا ومتنزلش.

ياسين بإستنكار:نعم أسيبك تدخل لوحدك ده إلي هو أزاي لا طبعاً مش هيحصل.

يحيي بعصبية:قولت خليك أنا مش عيل صغير قدامك.

ياسين بقلة حيلة:براحتك.

يترجل يحيي من السيارة ويتجه للداخل ووجه لا يبشر بالخير…


……


تجلس سلمي برفقة والدتها يشاهدون التلفاز بينما يجلس أسعد بمكتبه يباشر عمله.

ليرن جرس الباب وتفتح الخادمة وترحب به ليدخل وهو يبحث بعينه عن سلمي التي فور أن رأته هبت من مكانها متجه له تضمه بلهفة لكن سبق السيف العذل عندما قام يحيي بنفضها عنه.

لتتحدث بصدمة:مالك يا يحيي في أيه مش انت جاي تصالحني ؟

لم يقل شئ إنما أبتسم لها بتهكم ورفع أيده لأعلي وهبط علي وجهها بصفعة مدوية جاء علي آثرها نجوي وأسعد.

لتضم نجوي ابنتها وتتحدث بشراسة:أنت أتجننت وبتمد إيدك علي بنتي يا خسيس يا واطي.

أسعد بعصبية وهو يمسك يحيي من عنقه:أنت أتجننت بتمد إيدك علي بنتي يا يحيي أنت لغاية كام يوم كان معاك حق لكن جاي تتهجم علي بنتي في بيتي أنا أدبحك.

يحيي بتهكم وهو ينزل يده:أنا رأي تربي بنتك الاول.

اسعد بعصبية:أنا بنتي متربية الدور والباقي علي الست والدتك إلي لعبة في دماغها.

ليبتلع يحيي غصة مريرة ويكمل بتهكم:وأمي بردوا إلي خليتها تزور تحليل اني عقيم وتدفع للدكتورة ٥٠الف جنيه ؟

اسعد بصدمة:أنت بتقول ايه ؟

يحيي بتهكم:بنت حضرتك لما راحت كشفت طلعت عقيمة عندها عيب خلقي في الرحم أتفقت هي ووالدتها مع الدكتورة إلي معندهاش ضمير زيها تزور التحاليل بتاعتي واطلع أنا إلي مبخلفش مقابل ٥٠الف جنيه تقدر تاخد العنوان من بنتك وتروح.

ليلتفت أسعد لابنته التي تنتفض داخل أحضان نجوي والتي تتهرب بعينها هي الأخري.

ليردد بصدمة:إلي بيقولوا يحيي صح ليظلوا علي صمتهم ليردد بعصبية أنطقوا.

لتردد سلمي بزعر : أيوة.

ليغمض أسعد عيونه ويفتحها أكثر من مرة ويردد بصدمة :طيب ليه عملتي كده ؟

لتتحدث سلمي بجنون:عشان أذله ويفضل معايا أشمعني إلي اطلع مخلفش بقي يسبني أنا ويتجوز الزبالة بتاع المطاعم ولا هو فاكر أني مفتكرتهاش وهي نفس البنت الي طردتها من المطعم لا عارفة بس خلاص يا يحيي مش هتلاقيها وهترجعلي زي الكلب.

صفعة مدوية آخري كانت من نصيبها ولكن هذه المرة من والدها تحت نظرات يحيي المذهولة من كمية الشر التي وصلت لها ليفيق هو الآخر علي صفعة والدها لها ويصيح بعصبية: أنتي أيه مخلوقة من أيه ؟ كمية الشر دي جبتيها منين ؟ ليكمل بتهكم أنا كنت شاكك أصلا لما أمك قالت إن يحيي عقيم وهتفضلي معاه مكنتش مصدق أن بنتي تعمل كده لاني عارفك كويس ما بتحبيش غير نفسك.

ليلتفت ليحيي ويتحدث بأسف:أنا أسف يا يحيي حقك عليا يا أبني مش عارف اقولك ايه.

يحيي بهدوء:متقولش حاجة يا دكتور انت ملكش ذنب في حاجة.

اسعد بخزي:كمل اجراءت الطلاق وسلمي هتتنازل عن المؤخر بتاعها.

نجوي باستنكار:لا طبعاً مش هيحصل.

اسعد بتحدي: هيحصل بعد إلي بنتك عملته عايزة كمان مؤخر.

يحيي بجدية:بس ده حقها فعلاً.

اسعد برفض:أقسم بالله مش هيحصل شوف الوقت الي هنروح فيه المأذون وكلمني.

يحيي بقلة حيلة:زي ما تحب بعد إذنك.

اسعد بخزي:أتفضل..

ليغادر يحيي ويلتفت أسعد لسلمي ونجوي بحزم:أعملوا حسابكم هنسافر .

نجوي بإستنكار:نسافر فين !

أسعد ببرود:هنسافر نعيش بره وده آخر كلام ليلتفت لسلمي ويتحدث بخزي كسرتيني…..

…….


يركب بالسيارة جوار شقيقه يتذكر ما حدث والفرحة التي سكنت بقلبه عندما علم بحمل رحمة فهي الأن تحمل نبتته بداخل أحشائها لا يعلم لما تلبسه الشيطان وقرر الذهاب لتلك الطبيبة التي أخبرته بعقمه فهو يثق برحمة أكثر من حاله وهو علي يقين أن هذا الطفل طفله هو بالتأكيد ليلحق به ياسين ويذهبوا للطبيبة.


فلاش باك.


يصل ياسين بسيارته ويتحدث بتساؤل:هي دي العمارة ؟

يحيي بشرود:هي .

ياسين بتساؤل:طيب أنت جاي ليه؟ أنت عندك شك أن رحمة مش حامل منك ؟

يحيي بإستنكار:لا طبعاً متأكد من رحمة وواثق فيها اكتر من نفسي.

ياسين بحيرة:طيب احنا هنا ليه ؟

يحيي بغل:عايز اعرف هي كدبت عليا ليه.

ياسين بقلة حيلة:طيب يلا ننزل.

ليترجلوا من السيارة ويصعدوا لمركز ليذهب يحيي للإستقبال ويتحدث بإقتضاب:عايز قابل الدكتورة.

الممرضة باحترام:حضرتك في كشوفات صعب تقابلها النهاردة.

يحيي بعصبية:ندخل وفورا لهوديكي أنتي ودكتورتك في ستين داهية روحي قولي ليها يحيي الشافعي إلي ضحكتي عليه أنه عقيم واقف بره يلا.

لتنظر له الممرضة بهلع وتدخل الطبيبة لتخبرها ما حدث ليشحب وجه الطبيبة وتتحدث بتوتر: دخليه.

لتخرج الممرضة ويدخل يحيي ومعه ياسين ليقترب منها يحيي ويستند بجزعه العلوي أمامها علي المكتب ويتحدث بتحذير: طبعاً الممرضة قالت ليكي وعرفتي أنا هنا ليه فزي الشاطرة تقولي لعبتوا في التحاليل ليه لأ الا أقسم بربي أخرج من هنا وافضحك وأقفل المركز كمان.

الطبيبة بزعر:مدام سلمي إلي طلبت مني كده.

يحيي بعدم فهم:ليه ؟

الطبيبة بتوتر:عشان هي عندها عيب خلقي في تجويف الرحم ومتقدرش تخلف أصلا ولا رحمها يشيل طفل وبعدها مشيت رجعت تاني يوم مع والدتها وقالت إنها هتجيبك واقول إنك عقيم لتكمل بخزي للاسف رفضت في البداية عشان شرف المهنة بس يعني هما عرضوا عليا خمسين ألف جنيه حضرتك المركز ده مش بتاعي أنا شغالة فيه وكنت محتاجة الفلوس دي عشان تكاليف جوازي وهي ساعتها قالت إنها مجرد وقت وتصارحك وأنت مش هتمانع لأن المشكلة في حماتها هي إلي بتزن عشان موضوع الخلفة.

يحيي بصدمة:يعني بعتي ضميرك عشان الفلوس يا شيخة ملعون ابو الفلوس الي تخليكي تبيعي ضميرك أنا مش عارف اقولك ايه غير حسبي الله ونعم الوكيل فيكي أنا قادر دلوقتي ارفدك وأوديكي في ستين داهية لكن هسيبك لربنا ينتقم منك  ويتحدث بأمر :يلا يا ياسين……

ليغادروا وبعدها يطلب يحيي من ياسين الذهاب لمنزل سلمي…..


…….


بينما عند الطبيبة من سوء حظها قد أخبرت الممرضة مدير المركز بما حدث والذي ما كان منه إلي أنه طردها من المركز لتغادر وهي تلعن نفسها علي آخذها هذه الاموال فخطيبها قد قام بفسخ الخطبة بعدما سألها عن مصدر الأموال وأخبرته بما حدث وها الأن قد تركت رفدت من عملها…..

…….


يفيق يحيي من شروده علي صوت ياسين ليلتفت له بهدوء: نعم يا ياسين.

ياسين بتوتر: أحنا وصلنا البيت.

يحيي بهدوء:طيب يلا ننزل.

ياسين بتوجس: يحيي أنت تعبان كفاية كده.

يحيي برفض:لا المواجهة دي لازم تحصل ما بيني وما بين أمك دلوقتي.

ياسين بقلق :ربنا يستر.

ليترجلوا من السيارة ويصعدوا للأعلى وياسين يدعي الله أن يمر اللقاء علي خيرا….


يصلوا إلى باب الشقة وياسين يسمي الله في سره ويتجهوا للداخل.

ليجدوا والدتهم تجلس أمام التلفاز ليقترب منها يحيي ويقف أمامها.

لتنظر له بتهكم:أيه ده دكتور يحيي غير رأيه وهيجي يفضل معانا ؟

يحيي بأسي:لا جاي أسألك سؤال واحد بس؟

لتقطب إلهام جبينها بحيرة:سوال ايه؟

يحيي بألم:مصعبتش عليكي وأنتي بتطرديها من المستشفي ؟ وهي ملهاش مكان ولا حد غيري ؟

إلهام بتوتر:أنت بتقول ايه ؟

يحيي بعصبية:بقول إلي سمعتيه خلتيني في الغيبوبة ورحتي قولتي ليها اني هطلقها وطردتها من شقتي مصعبتش عليكي وهي بتقولك مليش مكان مصعبتش عليكي وهي بتبوس إيدك عشان تدخل ليا ليه تعملي فيها كده اديني سبب واحد بس يخليكي تكرهيها كده ؟

لتظل علي صمتها وهي تتهرب ببصرها عنه لتقترب يمني التي تراقب الوضع من بعيد وتتحدث بتهدئه:أهدي يا أبيه عشان خاطري أنت تعبان.

ليضمها يحيي تحت ذراعه ويتحدث بألم:لو يمني مكانها ونهلة أخت سيف عملت فيها كده كنتي هتعملي أيه ؟

لتنتفض إلهام وتتحدث بغل:كنت كلتهم بسناني.

يحيي بتهكم:يعني المفروض أكلك أنا بسناني ؟

إلهام بعصبية:يحيي خلصنا خلاص من الموضوع ده أنساها خلاص وعيش حياتك.

يحيي بأسي:أنساها ؟ طيب انتي بتكرهيها ومتفرقش معاكي ومش عارف سبب ده حفيدك كمان هتكرهيه ؟

إلهام بعدم فهم: حفيد مين ؟

ليغمض يحيي عيونه بألم: أبني يا أمي إلي رحمة حامل فيه.

إلهام بعدم تصديق:أنت بتقول حامل ازاي مش انت عقيم ؟

يحيي بتهكم:لا مش عقيم دي لعبة من سلمي عشان تحرمني من الأبوة طول حياتي.

إلهام بصدمة:يعني أيه ؟

يحيي بكسرة:يعني طردتي رحمة وهي حامل بأبني عيلة عندها ١٨سنة في الشارع ولا ليها حد ولا مكان تعيش فيه لا وكمان حامل يعني طفلة حامل بطفل وملهمش حد في الدنيا دي.

ياسين بحزن:أن شاء الله هتلاقيهم اطمئن يا يحيي.

يحيي بكسرة:تفتكر هلاقيها فعلاً أنا قلبي بيتقطع وأنا مش عارف هي فين وعايشة وسط كلاب الشوارع رحمة بريئة أو ياسين عاملة زي الملايكة بس ربنا أراد أنها تعيش وسط الشياطين يا تري هي فين ولا عاملة أيه ؟ قاعدة فين بتاكل أيه ؟ليكمل بغصة قلبي بيتقطع يا ياسين وأنا بتخيل أن ممكن حد يكون خطفها ولا اذها ! والطفل إلي في بطنها ده تعرف عنه حاجة ولا لا ياريتها ما كانت حامل خايف يكون حصلها حاجة بسبب الحمل ده.

يمني بدموع:اطمئن يا أبيه ربنا مش هيسبها وهتبقي بخير.

يحيي بتمني:يارب يا يمني يااارب.

ياسين بحماس: أهدي يا يحيي وان شاء الله بكره تكون ارتحت شوية وانزل أنا وأنت ندور عليها سوا وان شاء الله نلاقيها 

يحيي بحزن :يارب يا ياسين يارب تعالي يلا عشان توصلني.

يمني بحزن: بردوا مصر تفضل لوحدك.

لينظر يحيي لوالدته بخزي:غصب عني مش هقدر أفضل هنا.

يمني بعزم: خلاص هاجي معاك.

يحيي برفض:لا مش هينفع.

ياسين بإصرار:لا خليها معاك وأنا مع ماما.

يمني بلهفة: هروح اجهز حاجتي واجي.

ليومئ لها يحيي ويتحدث بوهم:هنزل أقعد في العربية.

ياسين بهدوء:زي ما تحب .

ليغادر يحيي للأسفل بينما ينظر ياسين لوالدته المنصدمة بخزي لتخرج يمني بعد فترة ومعها حقيبة صغيرة ليأخذها ياسين منها ويغادروا للأسفل…..


……..


يجلس في الزنزانة بشرود يفكر فيما حدث معه فكيف أتي إلي هنا ومن وضع له المخدرات في خزانته فشقتهم لا يدخلها سوي والدته و وردة ليفيق من شروده  علي صوت العسكري يخبره بأن هناك زيارة ليذهب معه ليتفاجئ بوردة تجلس بغرفة الظابط .


لينهض الظابط بإستئذان:هسيبكم لوحدكم عشر دقايق.

لتتحدث ورده برقة: أتفضل يا فندم.

ليغادر الظابط ويتحدث مرعي بشر:أنتي صح ؟

وردة ببرأة:أنا أية ؟

مرعي بغل:إلي حطت ليا المخدرات؟

وردة بتشفي:أنا كنت فاكر أني زي الهبلة مش عارفة انك بتضحك عليا وبتنيمني عشان تتجوز الست رحمة.

مرعي بشر:أه يا بنت الكلب.

وردة بخبث:فقولت اتغدي بيك قبل ما تتعشي بيا أديك هنا في السجن أنت واخوك هتعفنوا هنا وانا هبقي الكل في الكل أنا وابني حبيبي إلي هيكوش علي كل حاجة والقرشانة أمك كلها كام يوم وتودع.


ليتجه لها مرعي بغل وهو يخنقها بيده :هقتلك يا بنت الكلب هقتلك.

لتحاول ابعاد يده أو الصراخ لكن تفقد قواها وتغادر الروح إلي بارئها ……


يتبع……..


زينب سعيد القاضي.

comments

أترك تعليقا

أحدث أقدم