الرواية حصري ممنوع منعا باتا نشر الرواية في اي جروب او موقع…
اللهم أرحم أبي وأغفر له وأسكنه فسيح جناتك.
اللهم اجعل قبر ابي روضة من رياض الجنة.
الفصل الثاني والعشرون
يقود سيارته بشرود لا يدري أين يذهب فوالده تركه وذهب ولا مأوي له وتركته زوجته بمفرده بدل أن تبقي معه تهون معه تخلت عنه لينتبه لصوت هاتفه لينظر في الهاتف بشرود ليجد عشرون مكالمة من رحمة ليحسم أمره متجهاً لها فهي من تبقت له لعلها تكون الملجأ ليصل بعد فترة ويفتح باب الشقة ويدخل ويغلق الباب خلفه ويستند عليه بجزعه ليجدها تنفض من جوار باب الشقة وتتحدث بلهفة:أيه يا يحيي مش بترد لتقطع كلامها عندها تري حالته المذرية وتردد بصدمة:أيه إلي حصل يا يحيي مالك أنت كويس عمي كويس.
لا يدري ما يقول غير أن يرتمي بأحضانها ويردد بأسي بابا مات………
لتجحظ عيناها وتردد بعدم تصديق:مات أزاي ده مكلمني امبارح بالليل !
ليبتلع غصة بفمه ويشدد من ضمها كأنه يستمد منها العون ويردد بحزن:مات بعدها.
لتتحدث بحزن وهي تمسد علي ظهره بحنان:إنا لله وانا اليه راجعون.
لتبتعد عنه وتتحدث بحنان:إهدي يا يحيي إلي بتعمله ده أكيد هيزعله لتتحدث بتساؤل:أنت كلت ؟
ليحرك رأسه بنفي ويردد بحزن:مليش نفس.
رحمة بعتاب:هو أيه إلي مليش نفس ؟ أنت كده بتعاقب نفسك ؟ طيب بتعاقب نفسك ليه ؟دي اردة ربنا أدخل خد حمام دافي وأنا هجهزلك حاجة خفيفة.
يحيي بإعتراض:مليش نفس أنا كل عايزة أني أنام وبس.
رحمة بحنان:طيب خد حمام هجبلك سندوتش بس تسند طولك عشان خاطر عمي .
يحيي بحزن:حاضر……..
………
بعد فترة يخرج من الحمام ويصلي العشاء وبعدها يجلس علي الفراش ويسنتد بجزعه علي الفراش بشرود تام حتي أنه لم ينتبه لطرق الباب ولا دخول رحمة.
لتنظر له بأسي وتضع صينية الطعام علي الكوميدينو وتتجه له وتضع يدها علي ذراعه لينتبه لها ويتحدث بشرود:تعالي يا رحمة.
لتجلس جواره وتتحدث بتساؤل: أحسن دلوقتي ؟
يحيي بوهن : الحمد لله.
رحمة براحة: الحمد لله ممكن تاكل سندوتش واحد بس علي الأقل وتشرب اللبن ده ؟
يحيي برفض:مليش نفس والله يا رحمة.
رحمة بإصرار:لا لازم تاكل .
يحيي بضيق:يا رحمة أنا مش قادر بجد.
رحمة بحزن:طيب عشان خاطر عمي حتي.
ليغمض عيونه بألم ويردد بقلة حيلة:حاضر يا ستي.
لتنهض بلهفة وتناوله السندوتش وكأس الحليب ليأخذهم منهم ويبدأ بتناول السندوتش دون شهية ويشرب كأس الحليب ليفرغ منهم بعد فترة لتنهض رحمة وتتحدث بإبتسامة:الف هنا لتحمل الصينية للخارج وتعود بعد فترة وتتحدث بحنان:ممكن تنام بقي عشان ترتاح ؟
لتنزل دموعه بصمت لتجلس جوارها تمسد علي ظهره بحنو ليضع رأسه داخل أحضانها لتخجل من فعلته لكن تظل علي وضعها.
ليتحدث بحزن: مات وسبني يا رحمة مش قادر أصدق أني خلاص مش هشوفوا تاني ده كان أبويا وأخويا وصاحبي أنتي عارفه أنه كان أقرب ليا من ماما حتي وانا صغير كنت قريب منه أوي وكنت المفضل عنده أنا لغاية دلوقتى مش مصدق امبارح لما كلمني يوصيني عليكي قلبي أتقبض حسيت أنه خلاص بيودعني أنا مش قادر يا رحمة وحشني أوي هعيش ازاي من غيره !
رحمة بحنان: أهدي يا يحيي وصلي علي النبي إلي بتعمله ده مش هيرجعه بل بالعكس هيوجعه عليك أكتر.
ليغمض عيونه بألم: عليه الصلاة والسلام مش قادر يا رحمة مش عارف أعمل أيه ؟
رحمة بتعقل:تعمل زي ما الرسول صلى الله عليه وسلم بيقول عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. رَوَاهُ مُسْلِم.
يحيي بحزن: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حاضر يا رحمة هدعيله وهخرج له صدقات.
رحمة بحنان:أيوة كده هو ده إلي هو محتاجه لتبتعد عنه بخجل :يلا هسيبك تنام وترتاح.
ليتمسك بيدها ويردد بضعف ووهن : رحمة أنا محتاجك عارف انه مينفعش بس أنا محتاجك جنبي لتظل على وضعها تجلس جواره بخجل ليقترب منها ويضمها بضعف……
………..
عند إلهام تجلس علي فراشها بشرود تام تفكر فيما مر عليها
فلاش باك .
توفت والدتها وهي تنجبها وتوفي والدها وهي بالعاشرة من عمرها وتولي عمها تربيتها مع إبنته ليلي التي تماثلها بالعمر لكن ليلي كانت تتفوقها جمالا ودلال لتمر السنوات ويشاء القدر أن يحصلوا علي نفس المجموع و يدخلوا كلية التجارة سويا يذهبوا سويا للجامعة معا.
وفي أحد الأيام وهم يعبرون الطريق للذهاب للجامعة تصطدم سيارة بإلهام لكن لم يحدث لها شئ لتقترب منها ليلي وتساعدها في النهوض.
ليترجل شاب ويتجه لهم ويتحدث بلهفة:أنا أسف والله مقصدتش.
لتنظر له إلهام بإعجاب شديد بطالته الجذابة وعيونه الزرقاء.
لتنتبه لحديث ليلي وهي تتحدث بخجل:ولا يهم حضرتك حصل خير.
الشاب بتعريف: الحمد لله أنا الدكتور شهاب الشافعي معيد في كلية التجارة.
ليلي بلهفة: أهلا بحضرتك يا دكتور أنا ليلي دي الهام بنت عمي فرقة أولي كلية تجارة.
شهاب بترحاب: أهلا بيكي يا آنسة ليلي واسف يا آنسة الهام.
إلهام بخجل:ولا يهمك يا دكتور.
شهاب بلهفة:طيب أتفضلوا معايا أوصلكم.
ليلي بإحراج: شكرا يا دكتور.
شهاب بتفهم: تمام بعد إذنكم .
إلهام بهدوء:اتفضل ليغادر شهاب وترك قلبين معلقين به ليمر العام والهام دائما تراقب شهاب بحب ليبدأ العام التالي ومن حسن حظها أنه درس لهم وأصبحت تحاول التودد منه فهو فارس أحلامها دكتور جامعي مستواه المادي مرموق فماذا تريد أكثر من هذا ؟ لكن دائماً كان يصدها لتتفاجئ به يطلب منها أن يجلسوا سويا بالكافيتريا لتوافق علي الفور ظنا منها أنها لفتت انتباهه لكن تصيبها خيبة الأمل ويعتريها الغضب عندما يخبرها برغبته بالارتباط بليلي ويريد مساعدتها.
لتخبره بجرأة أنها تظنه يحبها هي كما تحبه ولكن ليس ليلي ليعنفها ويتركها ويذهب لتتفاجئ في نفس اليوم أنه تقدم لخطبة ليلي.
لتتفوق عليها ليلي مرة آخري من جديد وتحظي به هي حاولى بشتي الطرق أن تعلقه به دون فائدة ليأتي يوم الخطبة ويراه شقيقه الأكبر ويعجب بها لتتوافق علي مضض فشهاب مكانته آعلي وكذلك مستواه فهو مجرد محامي مبتدأ لكن ماذا تفعل ؟ لو رفضت سيكون نصيبها مثل إبنة خالتها نحمدو التي تزوجت بإحدي رجال الحارة فلتوافق وتغادر هذا المستنقع وتتزوج شريف ولكن لم تنفك محاولتها مع شهاب وما زادها عنفوان أن ليلي يوجد لديها مشاكل بالإنجاب لتمر الأعوام وأنجبت هي أطفالها الثلاثة ليأتي شهاب في أحد المرات لزيارة شريف لكنه يكون بعمله من سوء حظه لم يعد بعد ليحاول الإستئذان ليرحل لتستغل إلهام الفرصة وتترجاه أنها مازالت تحبه ستطلق وتتزوجه لكنه رفض ونهرها وهددها بإخبار شريف بكل هذا عند مجيئه ليتركها ويقف في الشرفة وهو يحمل الصغيرة يمني ويداعبها ويرفعها لأعلي في انتظار شقيقه .
ليلفت نظر إلهام باب الشقة الذي يفتح لتركض شهاب وتجثو أرضاً وهي تصرخ به أن يترك طفلتها وشأنها وسط نظرات شهاب المنصدمة.
ليفتح باب الشقة ويدخل شريف ويتفاجئ بما يراه لتنهض بلهفة وتركض تجاهه وتتحدث بدموع:ألحقني يا شريف عايز يموت بنتي.
شريف بصدمة:أنتي بتقولي ايه ؟
إلهام بغل:عايز يموت بنتي لأطلق ويتجوزني هو عشان اخلف ليه .
شهاب بلهفة:كدب والله يا شريف متصدقهاش.
إلهام بتهكم:أمال تفسر بأيه أنك جاي وأخوك مش هنا ؟ مش حضرتك جاي تقولي إنك احسن من اخوك ودكتور في الجامعة ومعاك فلوس وأنك أحسن منه .
شريف بصدمة:أنت تعمل فيا كده يا شهاب ليقترب منه وينزع
طفلته بحسرة: عايز تموت بنتي وبتهدد مراتي .
شهاب بصدمة:كدب يا شريف والله ما حصل.
شريف بحسرة "أنا شايفك بعيني من تحت وأنت بتمد إيدك بالبنت من البلكونة يا شهاب.
شهاب بلهفة:كنت بلاعبها والله.
شريف بحسرة:بتلاعبها لو مكنتش شوفتك بعيني كنت كدبت مراتي ام عيالي عشانك بره يا شهاب مش عايز اشوفك تاني بره……
ليغادر شهاب ويشاء القدر أن تحمل ليلي طفلتها رحمة وتنجبها لكن ظل شريف وشهاب لا يحادثون بعض رغم محاولة شهاب المستميتة في أنا يحادثه ليمر عامين ويحدث حادث اشهار وليلي ومعهم طفلتهما لتتوفي ليلي علي الفور لاصابتها الخطيرة بعد حماية طفلتها وحالة شهاب كانت حرجة للغاية ليصل شريف للمستشفى بلهفة ويدخل ليراه وهو ينازع أنفاسه الأخيرة .
ويمسك يده بدموع لينظر له شهاب بوهن ويردد بأسف: سامحني يا شريف أنا سكت عشان احافظ علي بيتك.
شريف بعدم فهم:أنت قصدك أيه ؟
شهاب بضعف:مسير الأيام تعرفك وصيتي ليك بنتي يا شهاب متخدهاش بالذنب بتاعي إلي أنت شايف أني عملته عايز أما أقابلك متكونش جايلي ندمان ليغمض عيونه بضعف ويردد اشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله. ليموت شهاب وترتفع الروح لبارئها…..
ليأخذ شريف الصغيرة لمنزله ويتم دفنهم ويخبر شريف إلهام أنهم سيربوا الطفلة وترفض بشدة لأنها لن تسامح شهاب علي ما فعله لتلعب بعقله أن يعطوها لنحمدو إبنة خالتها وزوجها ليقوموا بتربيتها فلم يرزقوا بأطفال وأن يتكفلوا هم بها وأنهم بالتأكيد سيعطوها الحنان التي تحتاجه برفقتهم ليرفض في البداية لكن تهدده بالطلاق وآخذ أطفالها وحرمانه منهم ليرضخ لطلبها كي لا يبتعد أطفاله عنه……..
وبعدها تعرض عليها أن يتوسع في مكتبه بأموال أخيه كاملا حتي نصيب الصغيرة فلا تحتاج لهم اليوم وعليه أن يكبر بنفسه ليستمع لكلامها ويكبر مكتبه وتمر الأعوام ويبقي من آشهر المحامين ورفع مستواهم المادي كثيرا وصارت الهام من سيدات المجتمع الراقي وقطعت صلتها بإبنة خالتها وكاتمة أسرارها فقط شريف من يرسل مصروف شهري للطفلة ولكن لم تعرف أن كاتمة أسرارها ستكون الأن الحبل الذي سيلتف حول رقبتها الان …..
عودة .
لتفيق من شرودها وتردد بخفوت مش هسمحلك تهدي إلي بنيته يا نحمدو وأنتي يا ست رحمة هرجعك الحواري إلي كنتي فيها مش هتبقي ليلي تانية مهما حصل………
……….
يمسد علي خصلات زوجته النائمة بحنان و حب ويردد بهمس: ربنا يقدرني يا يمني واقدر أسد مكان والدك يا حبيبتي ليقبل جبينها بحب ويتجه للخارج لغرفة شقيقته ليجد تجلس تتصفح حاسوبها ليتحدث بتساؤل:لسه منمتيش ؟
نهلة بنفي:لا لسه في حاجة ولا أيه ؟
سيف بإيجاب:أه اعملي حسابك تصحي بدري عشان نروح عند أهل يمني.
نهلة. بإمتعاض :ليه إن شاء الله ؟
سيف بعدم فهم:هو أيه إلي ليه المفروض نروح.
نهلة بتصحيح:أنتوا إلي تروحوا أروح أنا ليه.
سيف بتهكم:لأنك أخت جوزها وفي مقام اختها يعني لازم تفضلي جنبها.
نهلة بإمتعاض:ما آنا كنت هناك النهاردة هروح تاني ليه ؟وبعدين عندي كلية.
سيف بتهكم:والكلية دي أفتكرتيها دلوقتي لما كنا في شرم مفرقتش معاكي.
نهلة بنفاذ صبر :سيف أنا مش حابة أروح.
سيف ببرود:براحتك يا نهلة اعملي إلي يريحك تصبحي علي خير.
نهلة بضيق :وأنت من أهله……
……….
يجلس علي فراشه بشرود يتذكر حديثه أمس مع والده ليرتفع صوت الرسائل لتطبيق الواتساب لينظر له بالامبالاة ليجد رقم بسمة ليفتح الرسائل بلهفة ويقرأ محتواها: السلام عليكم ازيك يا ياسين البقاء لله أنا والله كنت هاجي أعزيك بس انكسفت أنت عارف ظروفي مش هعرف أعزي أهلك سمحني مرة تانية وربنا يجعلها اخر الاحزان "
ليكتب رساله بسيطة مكونة من "حياتك الباقية تسلمي يا بسمة ومتشكر جداً ليكي رسالتك تكفي "ليرسل الرسالة ويغلق الهاتف وينام……
……..
يتململ في نومه ويفتح عيونه بصعوبة لينظر جواره ويجد رحمة النائمة جواره ليعتدل في جلسته وينظر لها بشرود تام ويفكر فيما حدث بينهم هو تسرع بذلك لما فعل هذا لكن هذه ليست المشكلة إنما المشكلة هي أنها مازالت كما هي رغم أنها متزوجة من قبل فكيف حدث ذلك؟ لينظر في الساعة ليجدها التاسعة صباحاً لينهض من جوارها بحذر حتي لا تستيقظ ويتجه للمرحاض ويأخذ حمام دافئ…..
……….
في المرحاض يقف أسفل المياه ويتسند بجزعه علي الجدار وهي يعاتب نفسه علي ما فعله بهذه البريئة ودموعه تتساقط على وجنتيه بندم لينتهي من حمامه ويرتدي ملابسه ويخرج من المرحاض ليجدها تجلس علي الفراش ترتدي إسدالها وتنظر للأسفل بخجل ليقترب منها بحذر ويردد بخفوت:رحمة.
لترفع نظرها بخجل:نعم.
ليبتلع ريقه بصعوبة: أنتي كويسة ؟
لتحرك رأسها بإيجاب ليردد بأسف أنا أسف بس أنا كنت محتاجك بجد أسف ليكمل بتوتر بس أزاي يعني أنتي كده هو مش أنتي كنتي متجوزة قبل كده ؟
رحمة بخجل:لأن محصلش بنا حاجة.
يحيي بصدمة:نعم ازاي ده ؟
لتتحدث بخجل:مش عارفة.
يحيي بحيرة:طيب ليه مقولتليش لحد ؟واحدة غيرك كانت فضحته قدام الناس بعد إلي أخوه عمله معاكي.
رحمة بخجل:هستفيد أيه اني اقول غير اني أفضحه قدام الناس ؟ ده ربنا ستار اجي أنا أفضحه.
يحيي بحيرة: طيب ما أنا عرفت هيفرق أيه أن غيري يعرف؟
رحمة بتصحيح:أنت جوزي يعني روح واحدة وده من حقك تعرفه وسري سرك.
لينظر لها بحيرة اكبر ويردد بهدوء:لازم أمشي دلوقتي وهاجي بالليل اعرف منك كل حاجة سلام عليكم.
رحمة بخجل : وعليكم السلام.
يتبع… ………
بقلم زينب سعيد القاضي.
إرسال تعليق
أترك تعليقا