رواية صحوة قلب ميت الفصل التاسع والعشرون

 الرواية حصري ممنوع نسخ الرواية بتاتا أو نشرها في جوربات أو مدونة هعمل ريبورت.


اللهم أجعل قبر أبي روضة من رياض الجنة.

اللهم اعذه من عذاب القبر وجفاف الأرض عن جبينها .


                 الفصل التاسع والعشرون 



يصل الي الشقة بعد ما يقارب الساعة ليركن سيارته ويترجل منها متجها لأعلي ليفتح الباب ويستمع لصوت التلفاز لنمظر لساعته أجدها الخامسة صباحاً ليضم حاجبيها بحيرة ليغلق الباب ويتجه للداخل ليجد التلفاز يعمل وهي نائمة بعمق ليغلق التلفاز ويجلس علي الأرض ويستند بجذعه العلوي علي الأريكة يتاملها بحنان فوجهها يوحي بالبراءة والسكينة ليدلعب خصلات شعرها برقة ويشتم عبيره ويردد بهمس بقيت أحب قربك قوي يا رحمة راحتي بقت عندك ليترك شعرها وينهض ببطئ ويقوم بحملها بين ذراعيه بحنان لتسكين هي داخل أحضانه ليتجه بها لغرفة النوم ويضعها فوق الفراش كأنها قطعة من الزجاج ويصعد إلي جوارها ويضمها إلي صدره بحب ويدثرها بالغطاء جيداً ليسقط هو الآخر في نوما عميق......... 


………


تستيقظ يمني في الصباح الباكر وتتجه لتحضير الإفطار وبعدها تتجه لزوجها تهزه برفق كي يستيقظ ليفتح عيونه ببطء.

لتتحدث بتوتر:الفطار جاهز.

ليحرك رأسه بصمت ويعتدل في جلسته واضعاً رأشه بين كفيه.

لتقترب منه بحذ ر وتردد بتساؤل:أنت كويس ؟

ليرد بإقتضاب:أيوة.

لتضغط علي شفتيها بحز ن  وتتحرك متجهة للخارج بصمت تام.

لتتفاجئ بنهلة تجلس علي السفرة وتتناول طعامها بنهم وعلي شفتيها إبتسامة عريضة .

لتقترب من وتتحدث بعتاب:ليه كده يا نهلة ؟

لتنظر لها نهلة بعدم فهم:ليه أيه ؟

لتغمض عيونها بضعف وتفتحها ببطء محاولة منع دمو عها من التساقط وتردد بأ سي : أنتي فاهمة يا نهلة قصدي أيه أستفدتي أيه لما عملتي مشكلة ما بيني وبين سيف ورغم أن مفيش كلمة واحدة منها صح ! نفسي أفهم أنا أذ يتك في ايه عشان تعملي فيا كده .

نهلة بإستفزاز: مش ترتاح غير لما تطلقي وتسيبي البيت ده بلا رجعة يا يمني مش هسيبك تتهني بأخويا فاهمة ولا لا ؟

لتحرك رأسها بعدم تصديق:أيه الشر ده ؟ يا شيخة منك لله مش هقدر أقول غير كده.

ما كادت نهلة أن تنطق ورأت سيف يقف خلف يمني ووجه لا يبشر بالخير لتنفجر با كية :بتدعي عليا يا يمني ليه حراك عليكي أنا عملتلك أيه يا ستي أنا هسيبلك البيت وأمشي المهم أن أخويا يبقي مبسوط.

لتنظر لها يمني بصد مة:أنتي بتقولي أيه ؟ أنني مجنو نة صح أكيد مش بني أدمة طبيعية.

كلمة تانية وهيبقي ليا تصرف تاني معاكي قالها سيف بعص.بية شديدة.

لتلتفت له وبعدها تلتفت لنهلة لتقترب منه وتردد بلهفة:كويس إنك جيت يا سيف سمعت إلي قالته.

لينظر لها بإشمئز از: فعلاً كويس أني جيت عشان أسمعك وأكشفت علي حقيقتك .

يمني بصد مة: حقيقة أيه !

سيف بته.كم: الحقيقة إلي حضرتك كنتي خدعاني بيها والبراءة إلي كنتي راسماها عليا لكن أسمعي بقي يمني نهلة خط أحمر وأي تصرف تاني ليكي هيكون كلامي مع أخومي لكن المرة دي هكتفي بالي يخرسك الشقة دي بإسم نهلة مش بإسمي أنا زي ما والدتك كانت عايزة أو بالأصح أنتي.

يمني بعدم فهم:أنت بتقول ايه أنا مش فاهمة حاجة!

سيف بته.كم:مش فاهمة أيه أن والدتك أتصلت بيا تساومني اني اكتب الشقة بإسمك وإلا الجوازة تبوظ وأن دي رغبتك أنتي وساعتها كلمت والدك عشان ألغي الجوازة فعلاً لكن طلع راجل محترم وقالي أنسي إلي أتقال ده وكلامك معايا أنا وبس وساعتها الله يرحمه رفض أنا أفتحك في الموضوع ده وقفلنا الموضوع ووقتها قررت أني أكتب الشقة بإسم نهلة يعني أحنا إلي ضيوف عندها يا هانم وياريت تبطلي تمثيلك ده ولولا أنا لسه مكملناش شهر واحد جواز كنت طلقتك ودلوقتي أتأ سفي لنهلة.

يمني بحز ن  :أولا أنا مطلبتس من ماما حاجة ولا أعرف حاجة عن الموضوع ده وثانيا أنا مش هعتذر لحد عشان أنا مغلطلش وعايز تطلقني براحتك بعد إذنك قالتها وإتجهت لغرفة النوم.

لينظر سيف لنهلة ويتحدث بأ سف:حقك عليا يا حبيبتي ولو تحبي أخدها ونمشي من بيت ده حقك عشان ده بيتك أنتي.

نهلة بلهفة:لا طبعاً يا سيف ويا سيدي أنا مش ز علانة عشان خاطرك أنت.

ليقترب سيف منها ويقبلها بحنان:ربنا يحفظك يا حبيبتي يلا هروح شغلي محتاجة حاجة ؟

نهلة ببرأة:طيب أخبط علي يمني تروح معايا الكلية ؟

سيف بحز م:لا تروح مواصلات زي ما بتروح.

نهلة بمكر:ماشي يا حبيبي…..

سيف بهدوء: يلا سلام عليكم.

نهلة بإبتسامة:وعليكم السلام…..


يغادر سيف الشقة وتنهض نهلة بشموخ متجهاً لغرفة سيف ويمني وتفتح الباب دون إذن وتنظر ليمني البا كية  بغرور .

لترفع يمني عيو نها وتردد بأ سي :خير عايزة أيه تاني ؟

نهلة بغرور:جيت أطمئن عليكي يا يويو وأقولك خدي بالك أنتي بالعربي مع مين وأعرفي إنك ضيفة في بيتي يلا أسيك بقي يا قطة.

يمني بكبرياء: أنا شفق عليكي وعلي أخوكي أنا لوا أطلقت من سيف مسيري هتجوز بس المرادي هختار إلي يستهالني بجد وأعيش حياة سعيدة لكن أخوكي هيفضل تعيس طول عمره بسببك واحدة غيرك أخوكي ضحي بنفسه عشانك كنتي تدوري علي سعادته وبس مش تدوري أزاي تخر بس بيته.

لتنظر لها نهلة بإستعلاء: سعادته مع أي واحدة غيرك أنتي بالتحديد لاني بكر هك  أوي يلا سلام أسيبك وأروح كليتي سلام يا قطة…….


………..


تتململ في نومها وتشعر بثقل علي جسدها لتفتح عيونها ببطء لتتفاجئ بيحيي نائم جوارها ويكبلها بذراعيه لتعتدل في جلستها وتبعد يده بحذ ر كي يستيقظ لكنه فتح عيونه بنوم لتتحدث بإقتضاب:كمل نومك أنا بس عايزة أقوم.

ليتحدث بنوم:لا كده كده كنتي هصحي صباح الخير.

لتردد بإ قتضاب: صباح النور.

ليعتدل في جلسته ويستند بجزعه علي الفراش ويردد بتساؤل:إلي نيمك بره ؟

رحمة ببرود:نمت وأنا قاعدة.

ليضم يحيي حاجبيه بحيرة:مالك يا رحمة أنتي بتتكلمي كده ليه انتي ز علانة مني ؟ والله كان غصب عني الفترة الي فاتت إنشغالي عنك آول لما فضيت جيت ليكي.

لتبتسم رحمة بحسرة:وأنت متعرفش أيه إلي حصلي في الفترة دي سبتني في اكتر وقت كنت محتاجة فيه ليك.

يحيي بقلق:هو أيه إلي حصل أنني تعبانة ولا حاجة ؟

لتغمض عيونها بأ سي : ماما وهم سيد ما توا.

لتجحظ عيناه بذ هول ويردد بعدم تصديق:ما توا أزاي ؟

لتأخذ نفس عميق وتردد بأ سي:تسريب غاز .

ليردد يحيي بعدم تصديق: انا لله وانا اليه راجعون حصل أمتي ده ؟

رحمة بأ سي :من آول إمبارح وكلمتك كتير تليفونك مغلق وأستنيك تكلمني بعدها مرنتش سبتني في اكتر وقت كنت محتاجة فيه ليك.

ليغمض عيونه بأ لم عندما جاءت صورتها بمفردها دون سند ليضمها بحنان ويتحدث بهمس: حقك عليا والله العظيم غصب عني أحيكلي أيه إلي حصل معاكي.

لتنهار با كية في أحضانه وتسرد له كل شيء حدث معها بينما هو يعتصرها داخل أحضانه ويغمض عيونه بغ ل وهو يسب ويل.عن بسلمي فهي السبب في أن يتركها بمفردها.

ليتحدث بعد فترة بحنان:غصب عني أقسم بالله غصب عني كنت جايلك يومها بالليل لكن معرفش نمت ازاي حتي كنت بهدومي وموبايلي قفل في جيبي وإمبارح كنت جايلك بس سلمي جاتلي الشغل ومعرفتش أجيلك والنهاردة يدوب صليت الفجر وجيتلك.

لتتحدث بخفوت:خلاص يا يحيي إلي حصل حصل مفيش داعي للتبرير.

يحيي بأ سي :أوعدك أن إلي حصل ده مش هيحصل تاني ودايما هتلاقيني جنبك بعد كده.

رحمة بتمني:أتمني ده يحصل فعلا.

يحيي بتذكر :طيب ممكن تكلمي الدكتورة دي عشان أشكرها.

رحمة بإيجاب:حاضر لابعد عنه وتحضر هاتفها وتحادث دكتورة سميرة وتتحدث معها قليلا وتخبرها أنها ستسافر في منحة ولن تعود إلا بعد ستة أشهر لتحزن رحمة وتعطي يحيي الهاتف ليشكرها وبعدها يغلق الهاتف وينظر لرحمة بتساؤل:مالك يا رحمة ؟

رحمة بحز ن:الدكتورة مسافرة ومش هترجع غير بعد ست شهور.

يحيي بتفهم: كده كده أنتي خلاص هتسيبي الشغل عشان تقدمي لكليتك يا هانم ليكمل بمزاح مش عايز وقصير في الجامعة يا هانم.

رحمة بهدوء:لا اطمئن مش هأثر لأن دي الحاجة الوحيدة الي فاضلة ليا ولازم أحافظ عليها.

يحيي بعتاب:يبقي أنتي كده ليه زعلا نة مني.

رحمة بر فض:لا مش زعلا نة بس أنت ليك بيتك وحياتك يا يحيي ومراتك معاك وأنا هبقي مهمشة في حياتك.

يحيي بإستنكار:رحمة أنتي مراتي زيك زي سلمي وقريب أوي هعلن للكل ده أنتي مراتي وليكي حقوق زيها بالظبط ويمكن أكتر رحمة أنا أكتشفت لما الدنيا بتض.يق بيا باجي ليكي أنتي راحتي بقت معاكي لينهض من علي الفراش متجهاً للخارج…

لتنظر هي في آثره بند م وتنهض تتجه خلفه للخارج لتعمل ما يضيق بصدره فطالما هي بر الأمن له فعليها أن تقوم بدورها علي أكمل وجه مهمها كلفها الأمر…….


………


يستند برأسه بجسده علي جدران السجن المتهالكة يفكر في حديث والدته في آخر زيارة له أن زوجته المصون قارب موعد والدتها وستنجب طفله يا للعجب طفله هو ! كيف لأمه أن لا تدرك علاقة زوجته بشقيقه الأصغر والأدهي لم تعلم بنقل ملكية المحلات لشقيقه ليحرك رأسه بيأ س لحتي هذه اللحظة عقله لم يستوعب خيا نة زوجته وغد ر شقيقه وما يثير عجبه أن والدته عندما تأتي تسب وتلعن برحمة وأنها نظير شوم وهي من أوصلته لهنا يا للسخرية أه رحمة فهي شئ النقي بحياته والتي يشكر والدته بسره أنها أصرت علي الطلاق فهو كان بمثابة حياة جديدة لها فها هي تزوجت وبعدت عن براثن شقيقه الذي ينتظر خروجه من السجن بفروع الصبر ليأخذ بثأره ويقت.له بيده ويغسل عاره الذي لوثه هو وزوجته ونتيجته طفل زنا يحمل إسمه هو ليتنهد بتو عد:هخرج و هقتل.ك يا مرعي مهما كلفني الآمر…..


………


تقلب في إفطارها بملل ولا تتناول شئ لتتحدث والدتها بتساؤل:مش بتاكلي ليه  يا بسمة ؟

بسمة بحز ن:مليش نفس يا ماما.

والدتها بحنان: طالما بتحبيه بتعملي ليه في نفسك كده؟

بسمة بتهر ب:بحب مين وأهر ب من أيه ؟

والدتها بهدوء:متضحكيش علي نفسك يا بسمة أنتي بتحبيه يا بنتي فوقي لنفسك بدل ما ترجعي تندمي.

بسمة بنفاذ صبر: قولتلك مش بحب حد يا أمي غير احمد الله يرحمه ومش هكون لغيره.

لتبتسم والدتها بأ سي : يبقي هتحكمي علي قلبك بالاعدام يا بنت بطني……..


………..


يجلس على الأريكة واضعاً رأسه بين كفيه مغمض العينين لتقترب منه بتمهل وتجلس جواره وتربت علي كتفه بحنان ليرفع رأسه وينظر لها.

لتتحدث بحنان:أنا أسفة لو ز علتك.

يحيي بعتاب:أنتي مغلطيش في حاجة يا رحمة  وأنا مش ز.علان  منك أصلا أنا بس مضايق شوية.

رحمة بتساؤل:أيه إلي مضا يقك احكيلي.

نظر إليها قليلا ثم تمدد علي الأريكة واضعاً رأسه علي فخذها لتجفل هي من فعلته لكن تستكين وتستمع له وتضع يدها بين خصلات شعره الغزيرة وتداعبها برفق.

ليسرد لها ما يعكر صفوه.

لتردد بفضول:يعني لو أنت مش معاك فلوس هتأجل المناقشة ؟

يحيي بتأكيد:أيوة هضيع سنة كاملة.

رحمة بحيرة:طيب أنت محتاج كام ؟

يحيي بحيرة:هو أنا فاضل في حسابي عشرة ألاف محتاج حوالي خمسين ألف عشان الطباعة وعشان العروض.

لتردد رحمة بحماس:لقتها قوم ثواني.

لينهض من علي فخذها وتتجه للغرفة سريعاً تحت نظراته المتعجبة.

لتعود بعد فترة وهي تحمل علبة صغيرة يعلم هو محتواها جيدا و ايضا مظروف صغير لتجلس جواره وتعطيهم له…


يتبع…….


بقلم زينب سعيد القاضي.

comments

أترك تعليقا

أحدث أقدم