رواية صحوة قلب ميت الفصل الثامن والعشرون

 الرواية حصري ممنوع نسخ الرواية بتاتا أو نشرها في جوربات أو مدونة هعمل ريبورت.

اللهم أجعل قبر أبي روضة من رياض الجنة.

اللهم أرحم أبي وأغفر له وأسكنه فسيح جناتك.


                 الفصل الثامن والعشرون



ينهي يحيي محاضرته سريعاً ويتجه إلى مكتبه لآخذ أغراضه والذهاب لرحمة ليفتح باب مكتبه ليتفاجئ بما يراه فسلمي تجلس علي مكتبه في إنتظاره.

ليضم حاجبيه بإستنكار:أنتي بتعملي أيه هنا ؟

لتضم سلمي شفتيها بعبوث: كده برودا يعني أنا جاية ليك مفاجأة تقولي كده ؟

ليغلق يحيي الباب ويتنهد بض.يق: لا طبعاً يا حبيبتي نورتي بس المفروض كنتي تستأذني الآول.

سلمي ببرأة مصطنعة:وكانت هتبقي مفاجأة أزاي؟

ليقلب عيناه بملل ويتحدث بإقتضاب:ماشي يا سلمي بس ياريت مفيش خروج بعد كده من غير إذني.

سلمي بإبتسامة:حاضر يا حبيبي ممكن بقي نخرج سوا نغير جوه.

لينظر في ساعته ويتحدث بإقتضاب:خليها يوم تاني يا سلمي عشان ورايا مشوار مهم.

لتقترب سلمي منه وتسمك يده برجاء:عشان خاطري يا حبيبي.

ليزفر يحيي بنفاذ صبر:ماضي يا سلمي لما أشوف آخرتها معاكي يلا بينا……

سلمي بمكر يلا بينا……


………


تستيقظ رحمة من النوم وتتجه للمرحاض تقف تستند علي الجدار خلفها تحت المياه المتساقطة ودمو عها تسيل وجنتيها بصمت وهي تتذكر حياتها البائسة فها قد أشرق الصباح ولم يفكر يحيي بالإتصال بها حتي لتمسح دمو عها بأطراف أصابعها وترتدي ملابسها وتخرج من المرحاض وتصلي فرضها وبعدها تجلس علي سجادة الصلاة تناجي ربها أن يصلح حالها لتنهض بعد فترة وتتجه للمطبخ تعد له شي تأكله فهي لم تأكل من صباح أمس  ……


تجلس علي الأريكة تتناول إفطارها المكون من سندوتش جبن وكوب من الشاي أجبرة حالها علي تناولهم فهي تخشي أن يحدث لها مكره وتظل هنا دون أن تجد من ينقذها لتنهي طعامها وتتجه لغرفة النوم تقوم بارتداء عباءة سوداء وحجاب اسود متجهه لمكان ما……


…………..


في مكان أخر يجلس علي الفراش و يتصاعد دخان السجائر بغزارة من فمه.

لتقترب منه بضي.ق وهي تضع يدها بخصرها :أيه سي مرعي هتفضل سرحان كده لا يا حلو أتعدل كده.

ليطفئ سيجاره ويتحدث بنفاذ صبر:وأنا عملت ايه يا ورد.

لتشهق ورد بت هكم: عملت أيه عملك أسود ومهبب يا أخويا عمال تجري ولا السنيورة رحمة.

ليقلب عيناه بملل لتكمل بغ.ل :أسمع بقي أنا أكون درة أه لكن يبقي ليا درة لأ.

ليبتسم بت هكم:هو أنا كنت أتجوزتك أصلاً عشان أجبلك درة ؟

وردة ببرود:مش لما أولد وأكتب الواد بإسم أخوك مع أني مش بلعاها خالص ده إبنك أنت.

مرعي بمكر:ما قولتلك لما نتحوز ونهج من هنا هكتبه بإسمي يا بت.

وردة بتحذ ير:عارف لو كنت بتضحك عليا يا مرعي هد بحك واشفيك زي الد بيحة.

ليبتلع ريقه بصعوبة:أيه بس إلي بتقوليه ده يا وردتي ده أنتي إلي في القلب.

وردة ببرود:أنا بحذ رك بس وقد أعذر من أنظر……


…….


يقف أمام باب الشقة بتردد لا يدري ما عليه فعله ليحسم أمره ويضر ب جرس الباب ويقف جانباً.

ليفتح الباب بعد دقائق وتخرج سيدة كبيرة في السن نوعاً ما يظهر عليها الوقار والطيبة لتتحدث بتساؤل: أهلاً يا أبني أي خدمة ؟

ليبتلع ريقه ويتحدث بتوتر:أنا ياسين شريف زميل بسمة في الشغل.

والدة بسمة بترحاب: أهلاً يا أبني أتفضل نورتنا لتفسح له المجال ليدخل علي إستحياء لتغلق الباب وهي تشير له أن يجلس.

ليجلس علي إستحياء ويتحدث باعتذار :أنا أسف أني جيت بدون إستئذان بس كنت محتاج اتكلم مع حضرتك.

والدة بسمة بعتاب:عيب يا أبني أنت زي بسمة بالظبط كفاية وقفتك جنبها.

ياسين بهدوء:أنا معملتش غير وجبي بصي يا طنط أنا هدخل في الموضوع أنا بصراحة بحب بسمة وقولت ليها لكن أتفاجأت أنها أخدت إجازة وبتتهر ب مني لكن والله العظيم أنا غرضي شريف بس مستني يعدي فترة علي وفاة والدي وهاجي اتقدم ليها رسمي.

لتبتسم والدة بسمة بإعحاب:بص يا أبني بسمة فعلا حكت ليا المشكلة مش فيك المشكلة أن بسمة رافضة الإرتباط عشان خطيبها الله يرحمه.

ليمتعض وجهه لتكمل بلهفة:أنا هكلمك بصراحة لأن بسمة بره فخليني صريحة معاك بسمة ميالة ليك وده بدليل أنها تهر ب منك عشان خايفة تتعلق بيك.

ياسين بلهفة:يعني هي كمان بتحبني.

والدة بسمة بتأييد :أيوة يا أبني بس هي محتاجة إنك تطلعها من الضلمة إلي ساجنة نفسها فيها هتقدر ولا نفسك قصير ؟

ياسين بلهفة:لو هستناها العمر كله معنديش مشكلة.

والدة بسمة براحة: كويس جدا لما ظروف تتظبط تقدر تجيب أهلك وتيجي تتم رسمي وأنا هقنعها توافق وأنت عليك الباقي.

ياسين بحماس:موافق طبعاً.

والدة بسمة براحة:الحمد الله…….


………


تجلس أمام المقابر ودمو عها تسيل دون توقف وتتحدث بحسر ة: ليه سبتوني ومشيتوا طول عمرك يا ماما تقولي أنتوا مقطو عين من شجرة وملكمش غيري ودلوقتي أنا إلي بقيت مقطو عة من شجرة من بعدكم وأنت كمان يا عم سيد وحشتني ووحشني ز عيقك ليا عارفة أنك كنت بتحبني بس كنت بتخبي مشاعرك بمعاملتك ليا ربنا يرحمكم ويكرم نزلكم في الآخرة زي ما أكرمتوني في الدنيا لتنهض من علي الأرض وتقرأ الفاتحة وبعدها تغادر متجه لمنزل نحمدو وسيد لتجد صاحب البيت قد قام بإصلاح الباب لتأخذ منه نسخة وتدخل الشقة تقوم بضب ملابس سيد ونحمدو وتضعهم جانباً وتبحث بالشقة جيداً ليلتفت نظرها صندوق مغلق أسفل الفراش لتجذبه وتنظر له بحيرة وبعدها تكمل جمع باقي الاغراض وتأخذهم وتغادر بعد أن قامت بإفراغ جميع أغراضهم وتسلم المفتاح لصاحب العقار فهم قد توفوا والشقة يجب أن تعود لصاحبها العقار بجميع أثاثها فهما كانوا يسكنوها مفروش.


لتركب إحدى السيارات الأجرة متجه إلي إحدى الجمعيات الخيرية وتقوم  بالتبرع بملابس سيد ونحمدو وأيضاً تبرع بمبلغ من المال وبعدها تعود للشقة مرة آخري وهي تحمل الصندوق المغلق….


……..


يعود يحيي وسلمي من خروجتهم وعلي وجه يحيي الض.يق بينما سلمي يرتسم علي وجهه إبتسامة عريضة.

ليدخل يحيي ويضع أغراضه علي الطاولة ويلتفت لها ويتحدث بعص.بية شديدة:ممكن أعرف أيه لزمة التابلت. الموبايل احنا اتفقنا علي الاب أتفاجأت بحضرتك أختارتي كمان تابلت وتليفون.

لتربع سلمي ساعديها وتردد ببرود:ودي فيها أيه ؟

يحيي بته.كم:فيها يا هانم أن دفعت ١٠٠ألف جنيه علي حاجات تافهه ومبقاش معايا فلوس أطبع رسالتي فهمتي فيها أيه.

لتتحدث سلمي ببساطة:أجلها.

لينظر لها بجنو ن:أجل أيه رسالتي خلصانة اضيع سنة كاملة من عمري علي الفاضي.

سلمي ببرود:أعمل أنا أيه دلوقتي ! أه صحيح الشغالة بتاخد الفلوس مقدم يعني عايزة الفلوس.

لينظر لها بإستنكار:فلوس أنا مبقاش حيلتي غير٥٠٠٠ج يا هانم هيسبهم ليكي وأتمني جنابك متطلبيش حاجة تاني أنا رايح اتخمد.

سلمي بمكر:تصبح على خير يا بيبي…..


…… .


تشاهد التلفاز بذهن شارد فهي قامت بفتحه بالأساس من أجل أن يخون عنها ولكن فور جلوسه أصبحت الذكريات الحز ينه تعود مخيلتها من جديد حتي تسقط في نوما عميق علي الأريكة كما هي….


……..


تجلس يمني علي الفراش تذاكر بتركيز شديد بينما سيف يجلس في الخارج يتابع عمله علي حسوبه الخاص ونهلة تجلس جواره تشاهد التلفاز ليرفع بصره عن حاسوبه ويتحدث باستنكار:مش المفروض الامتحانات الاسبوع الجاي ؟

نهلة باللامبالاة: أيوة.

سيف بتشكك:طيب طالما أيوة مبتذاكريش ليه ؟

نهلة ببرود :أنت عارف أني بذاكر قبل المادة وخلاص لتكمل بته كم ولا لازم اي حاجة تعملها البرنسيسة أعملها أنا كمان ؟

سيف باستنكار:أيه دخل يمني في الموضوع كل الي قولتله ليكي إنك تذاكري.

نهلة بد موع: خلاص يا سيف لو وجودي مضايقك أروح شقتنا القديم أو اسافر لماما طالما وجودي مضا يقك أنت ومراتك.

ليزفر سيف بنفاذ صبر:يا بنتي هو أيه إلي حصل ومراتس عملت ليكي أيه دلوقتي ؟

نهلة بد موع:عملت كتير وانا مش برضي اقولك.

سيف بعدم فهم:عملت ايه فهميني؟

نهلة بمكر مصطنع:آول حاجة خلت الشغالة مش تيجي عشان يتهد حالي في التنضيف  والست كلمتني قولت ليها تكلمك وتعرفك هو أنا بإيدي أيه انا ضيفة هنا وهي يدوب تعمل الأكل قدامك عشان تحسسك أنها هي إلي بتشتغل تخيل أنها رافضة تركب معايا العربية وبتيجي مواصلات عشان تبين لأصحابنا أنها هي المظلو مة المنكسر ة بس خلاص يا سيف انا تعبت وعايزة أرجع شقتنا القديمة ضحكة علينا ببرأتها في الآول بس دلوقتي بتنفذ أكيد أوامر أمها عشان تطفشني وأنت عارف امها كانت مضا يقة من وجودي ازاي مش حابة أبقي تقيلة  ضيفة علي حد.

لينهض سيف بعص.بية ويقبل جبينها:حقك عليا يا نهلة ده بيتك أنتي ومن بكره الشغالة هتيجي يا حبيبتي والبيت ده بيتك أنتي وأحنا إلي ضيوف عندك.

نهلة بحز ن مصطنع:خلاص يا سيف متز علش نفسك كاني مقولتش ليك حاجة وبلاش تقولها إنك عرفت بلاش تحصل مشكلة بسببي.

سيف بحنان: حاضر يا حبيبتي يلا تصبحي علي خير.

نهلة بحب:وأنت من أهله يا حبيبي……


………


يفتح باب الغرفة بضيق شديد ويتلاشي النظر لزوجته ويتجه الفراش ويرقد عليه بصمت تام معطيا إياها ظهره.

لتتحدث يمني بتوتر: مالك يا سيف في ايه ؟

ليظل سيف علي وضعه ويتحدث بإقتضاب:مافيش لو خلصتي مذاكرة أطفي النور.

يمني بحيرة: حاضر هطفي النور بس ممكن تفهمني أنت زعلا ن ليه أنا عملت حاجة تز علك.

ليلتفت لها ويعتدل في جلسته ويتحدث بتحذ ير: بصي يا بنت الناس نهلة خط أحمر والبيت ده بيتها هي وأحنا ضيوف عندها يعني تعامليها بإحترام 

ليقع الكلام عليها صا عقة لتبتلع غصة بفمها وتردد بحز ن:بس أنا معملتش ليها حاجة.

سيف ببرود :عملتي أو معملتيش ده آخر تحذ ير ليكي يا بنت الناس نهلة اختي وبنتي وكل حياتي الزوجة بتتعوض لكن الأخت متتعوضش فهمتي لو خلصتي مذاكرة أطفي النور ليعطيها ظهره وينام.

لتنهض هي بخز ي تضع كتبها في مكانها وتطفئ النور وتتجه إلي الفراش وترقد بالجهة الآخري وهي تحاول كتم شهقاتها بصعوبة حتي بدأ جسدها بالإنتفاض حتي إستكان وضعها وسقطت في نوم عميق ..

بينما علي الجهة الآخري بعض علي شفتيه بضيق وهو يشعر بانتفاضة جسدها ليتنهد براحة عندما إستكان جدسها ليغمض عينه وفي قرارة نفسه أن يتأكد من شئ ما في الصباح....


.......... 


تقف وراء الباب تستمع لما يحدث بالداخل وعلي شفتيها إبتسامة عريضة ليختفي الصوت وتتجه هي إلي غرفتها وهي ترسم ألاف الخطة التي تستطيع بها التخلص من يمني للأبد فثقة سيف بها كبيرة وستلعب علي هذا الوتر الحساس فلا مجال للمقارنة بينها وبين يمني من الأساس.


............


لا يعلم لما جفاه النوم في هذه الليلة يتقلب بالفراش كأن به شوك ليلتفت ببصره لزوجته الغافية بض.يق فهو لا يدري ماذا ستفعل فهو لن يتجرأ أن يذهب لشقيقه الأصغر وإستعارة أموال منه مهما وصل به الأمر ليردد بدعاء حلها من عندك يااارب ما كاد ينهي جملته الا وصدع صوت آذان الفجر ليردد الآذان ويتنهد براحة فهي بشرى خير لينهض بحذر ويتجه للمرحاض ويقوم بالوضوء وصلاة الفجر ليفرغ منها بعد فترة ويتجه للخزانة يخرج ملابسه ويرتديها بعجالة يريد أن يذهب إليها الان علي ما يبدوا أنها أصبحت ملجأه لينتهي من إرتدائه ملابسه ويلقي نظرة علي زوجته الغافية و بعدها يغادر..


..............


يصل الي الشقة بعد ما يقارب الساعة ليركن سيارته ويترجل منها متجها لأعلي ليفتح الباب ويستمع لصوت التلفاز لنمظر لساعته أجدها الخامسة صباحاً ليضم حاجبيها بحيرة ليغلق الباب ويتجه للداخل ليجد التلفاز يعمل وهي نائمة بعمق ليغلق التلفاز ويجلس علي الأرض ويستند بجذعه العلوي علي الأريكة يتاملها بحنان فوجهها يوحي بالبراءة والسكينة ليدلعب خصلات شعرها برقة ويشتم عبيره ويردد بهمس بقيت أحب قربك قوي يا رحمة راحتي بقت عندك ليترك شعرها وينهض ببطئ ويقوم بحملها بين ذراعيه بحنان لتسكين هي داخل أحضانه ليتجه بها لغرفة النوم ويضعها فوق الفراش كأنها قطعة من الزجاج ويصعد إلي جوارها ويضمها إلي صدره بحب ويدثرها بالغطاء جيداً ليسقط هو الآخر في نوما عميق......... 


يتبع…….


بقلم زينب سعيد القاضي

comments

أترك تعليقا

أحدث أقدم